وكان دائم الحسرة على ما وصل إليه المسلمون من ذلة وصغار وهوان على الناس، وخنوع وسقوط همة، والرضا بالدون، وترك العلم الشرعي الذي هو أساس الإسلام، والاكتفاء بالقليل دون الكثير منه ومن غيره.
رادا على المستشرقين وكذباتهم، وهجومهم على الإسلام والمسلمين في مختلف مؤلفاته وندواته وخطبه، مظهرا عوارهم وتآمرهم على الإسلام والمسلمين، حتى صدق فيه ما خرجه غير واحد من الأئمة عن جمع من الصحابة بسند حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله قال: ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ... )).
وكان شديد البغض لمن يسمون بالإصلاحيين من أتباع جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، ويعتبرهما من أسباب بلاء الأمة وانتكاس أهلها، وانحرافهم الفكري.
وكان ينبذ التفرنج وتقليد الغربيين في الهيأة والفكر واللباس .. وكل شئ، داعيا إلى العروبة، يعتبرها هي أساس الإسلام، ويرى أن كل من تكلم بالعربية فهو عربي، رافضا للشعوبية الرعناء، والقومية الجهلاء، فهو لا يحب القوميين العرب ولا الشعوبيين الجهلة.
وكانت بينه وبين العلامة الحاج أمين الحسيني محبة تامة، ومودة خاصة، وكان يدعمه في كل نشاطاته التحريرية، وعندما بلغه نعيه؛ بكى عليه - على رباطة جأشه – بكاء مرا. رحمهما الله تعالى.
وكانت له محبة كبرى في رسول الله صلى الله عليه وسلم، دائم الثناء عليه والذكر لسيرته، وإذا سمع القصائد في ذكر سناه ومزاياه؛ تفيض عيناه شوقا إليه صلى الله عليه وسلم. يذكر شمائله، وينشر حديثه، ويقرأ كتب السيرة والشمائل النبوية بلهف واستنباط ومقارنة. دائم الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في حله وترحاله، وإذا شكوت إليه منقصة في؛ يقول: ((أكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم!))، فأجد الدواء في ذلك. جزاه الله خيرا. كما كانت له مراء لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسع المقام لذكرها.
وكان له اعتقاد كبير في الصالحين وأهل الخير والدعوة إلى الله تعالى، ذابا عنهم، محبا لهم.
وكان – رحمه الله تعالى – صاحب أذكار كثيرة وصلوات، بحيث لا يفتر لسانه عن ذكر الله تعالى؛ فهو بين علم أو تدريس أو تأليف أو ذكر.
وكان يكره ما وصل إليه صوفية العصر من الانحطاط والانحراف عن الجادة، وتركهم لمنهج مشايخهم الأوائل؛ كالشيخ عبد القادر الجيلاني، والشيخ عبد السلام ابن مشيش الإدريسي الحسني، والشيخ أبي العباس الرفاعي، والشيخ أبي الحسن الشاذلي ... رضي الله عنهم، الذين قارنوا العلم بالعمل، والدعوة إلى الله تعالى والذكر بالجهاد في سبيل الله تعالى.
وكان ضد ما وصل إليه دعاة السلفية من الغلو في أفكارهم، وقلة العلم، ونبذهم لجميع ما كان عليه المتأخرون واعتبارهم ضالين مضلين، ويعيب عليهم تركهم العمل مقرونا بالعلم كما كان عليه الشيوخ الأوائل؛ كأئمة السلف، والإمام ابن تيمية والحافظ ابن القيم رحمهما الله تعالى.
وينزعج من ترك التيارات الإسلامية المتأخرة للمنهج العلمي، وتشدقهم بالآراء والأفكار بعيدا عن العلماء الذين هم – في الحقيقة – ورثة الأنبياء.
وكان جميلا في شكله وهيئته، ذا نخوة، يحب الجمال والتجمل في الثياب؛ وراثة ورثها من جده رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله، ويحب التعطر والحلوى والمناظر الجميلة، أندلسيا في مشربه وأسلوبه وشعوره .. حتى كناه شيخه الإمام أبو الهدى محمد الباقر الكتاني بأبي الشعور!.
وكان ذا هيبة كبيرة، وشخصية قوية للغاية، لا يرضى بالدون ولا يقبله، أبيا يهابه ويوقره الملوك فمن دونهم، وله – رحمه الله تعالى – قصص كثيرة قد تذكر في المطولات إن شاء الله تعالى.
وكانت تحصل له كرامات كثيرة وكشوفات ومساعدات من الله تعالى يعلمها كل من عاشره وعامله، وذلك لما كان له من الهمة القوية في الله تعالى، والأذكار الكثيرة، والمحبة في جناب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله والدين الإسلامي الحنيف، وأخباره في ذلك تعد من الغرائب.
إذا لم تر الهلال فسلم لأناس رأوه بالأبصار
¥