تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[16 - 03 - 05, 01:27 م]ـ

] (الإجازة رأس مال كبير) [/ [/ SIZE]COLOR]

الشيخ خالد الأنصاري – نفع الله بك – قال المقّري في أزهار الرياض 3/ 283: (

وسمعت غير واحد ممن لقيته يخبر: أن القاضي عياضا لما بلغه امتناع الزمخشري من إجازته، قال: الحمد لله الذي لم يجعل عليّ يدا لمبتدع أو فاسق أو نحو ذلك من العبارات).

ولم أوفق لما وفق له، فاللهم عفوك ورضاك.


أخي الشيخ الفاضل أبو خالد السلمي: - لا زلت موصولا بتوفيق الله -.
فالفهم الصحيح توقيع أردت به أن ألفت نظري ونظر إخواني في الملتقى إلى أهميته، وليس لقبا أحمله، وما أظنك تراني بهذه الغفلة والسذاجة حتى ألقب نفسي بذلك، وأنا أرى مَن أرى من الأفاضل في هذا الملتقى، وعموما أخي الفاضل:

[ COLOR=Magenta] لا يخدعنك جاه و لا لقبٌ - - فكم أضاع علينا الجاه واللقبُ
وَلا تَكُن شُهرةُ الأَسماءِ رائِدَكُم - - رُبَّ اِشتِهارٍ بِمَحضِ الحَظِّ مُكتَسَبُ

وقد قال بعض العرب، وقد سئل، لمَ سميت نعامة؟ فقال: الأسماء علامة، وليست بكرامة، ولو كانت كرامة لاشترك الناس في اسم واحد.

بدأ موضوع هذا الرابط بسؤال وجهه أخي خالد السباعي: من هو مسند العصر؟
ثم تطور – كما تلاحظ – إلى الكلام عن معتقد مسند العصر ومنهجه، وبينهما كان الحديث عن الإجازات ومدى جدوى الإكثار منها، واعتقاد البعض أن في ذلك منفعة أو تزكية لمحصليها، والإشارة إلى تفاخر البعض في التكثر بذلك – وهو أمر مشاهد إلى اليوم - والضعف الحاصل فيها بسبب سوء تحصيلها ...
وما أشرت إليه – حفظك الله – من أن الحكم على الأشخاص مع الإنصاف عزيز فحق بل هو اليوم أكثر من ذلك، ولا يكون كما ذكرتَ إلا بعد المخالطة – من صاحب منهج سليم وعقل راجح – التامة، والمعرفة الكاملة، مع مصاحبة الإخلاص وحسن القصد ...
وما ألمحت إليه من أدبيات النقاش جميل، مع تخير أحسن الألفاظ والتراكيب، بما تأنس له النفس، وترتاح له الأذن، ويرق له الوجدان، ويطمئن له القلب، فيحدث الأثر المطلوب الذي هو غاية الكلام.
وما أشرت إليه – رعاك الله – في أول كلامك من أنك وأخانا أبا يوسف تنتظران سماع رأي العلماء فتثبت تحمدان عليه، ولستما بأولى مني في هذا – حفظكما الله –.
ولكني أبحت لنفسي أن أتقدم خطوة أسائل فيها العلماء – لتيقني بأن العلم يؤتى ولا يأتي – فوجدت ما ذكرت في مشاركاتي السابقة، مما لعلك اطلعت عليه، ووجدت الذهبي يذكر كلاما في (زغل العلم) لا يخفى عليك، وقرأت قول الشيخ أحمد شاكر – رحمه الله – في حواشيه على ألفية السيوطي – رحمه الله – في علم الحديث 131: (وفي نفسي من قبول الرواية بالإجازة شئ، وقد كانت سببا لتقاصر الهمم عن سماع الكتب سماعا صحيحا بالإسناد المتصل بالقراءة إلى مؤلفيها، حتى صارت في الأعصر الأخيرة رسما يرسم، لا علما يتلقى ويؤخذ ... ).
ورأيت شيخ الزيتونة في تونس محمد الطاهر ابن عاشور – رحمه الله – يقول في كتابه [أليس الصبح بقريب] ص 95 وهو بصدد النظر في أسباب تأخر العلوم المتداولة على وجه الخصوص – بعد أن تكلم على أسبابها عامة – من ذلك علم الحديث، قال: (السبب الثاني: قصور الهمم عن مزاولة علم الحديث مزاولة نقد وضبط، حيث اقتنعوا من صفة المحدث بسرد الحديث أو حفظ كثير منه، ربما كان مخلوطا صحيحه بضعيفه، ثم اقتناعهم من الرواية بما يسمونه الإجازة وهي أن يأخذ الشيخ القلم فيكتب لتلميذه أنه أجازه أن يروي عنه كتب العلوم، وفي كثير من تلك الكتب ما لا يعرفه الشيخ، ولم يطالعه، ثم يتصدون من بعد للرواية في رمضان – مثلا – فيقولون: وبالسند المتصل الخ ... يظنون أن تلك الورقة هي السند، وإنما تفيد تلك الورقة وجود صحيح البخاري – مثلا – أو غيره، إذا كان الذين تلقوه عدولا).
ووجدت غير ذلك كثير مما لا أطيل بذكره.

والخلاصة - شيخي الفاضل – أن ما ذكرتَ من إعادة طرح السؤال بالصيغ التي اقترحت بعضها، فقد وقعت الإجابة الحاسمة على المهم عندهم منها، وهو أن الشيخ الفاداني – رحمه الله - هو مسند العصر. وأتوا على ذلك بشاهد ودليل.

وعندما أدخل بعضهم ذكر من هم مسندي الدنيا على الوجه الصحيح، لقيامهما بإسناد ما صح فعلا من الحديث لصاحبه بأبي هو وأمي – صلى الله عليه وآله وسلم - ونفي ما عداه، وهذا المتبادر لفهم الكثير ممن يقف على هذا ممن لا يعلم معنى المسنِد اصطلاحا، وأعني الشيخ أحمد شاكر وناصر الملة والدين رحمهما الله، سارع بعضهم إلى إخراجهما من هذه الدائرة، بل ورام البعض غمزهما بقلة التفنن في بعض العلوم، وهذا لم يكن – كما تعلم -.

ثم لما جاء الحديث عن منهج المسند ومعتقده كان الأمر أشد وطأة، حيث اجتهد البعض في إزاحة اعتبار ذلك فيه، أليس المسنِد أحد من انتسب إلى صف أهل الحديث .. ؟ وبالتالي أليس يدخل تحت دائرة ضوابطهم وقواعدهم في ذلك العلم؟ إن كان كذلك، فمن مباحثهم (الجرح والتعديل) بل هو من أهمها، وهو يدور حول أفراد حملة هذا العلم والمشتغلين به، فلتطبق قواعدهم وضوابطهم هنا، حتى مع التخفف الحاصل في ذلك بعد القرن الثالث.
وأما الأمر الوسط فيما تقدم من مباحث المحاورة، فقد وقع الإعراض عنه كلية هنا، فلا أدري سبب ذلك، هل لأنه لا علاقة له بالموضوع؟ أم لأنه يقلق إخواننا؟ أم لأنهم رأوا من تكلم في هذا لم يفهم هذا الفن، ولم يلم بشئ من أسراره ومهماته!! ومن جهل شيئا عاداه.

وأترك إعادة صياغة السؤال لمن بدأه أول مرة، مع دعائي له بمصاحبة التوفيق في ذلك.

أعانك الله شيخي الفاضل ووفقك لكل خير، ونفع بك. والعفو على تقدمي بين يديك.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير