طلب العلم درجات ومناقل ورتب لا ينبغي تعديها، ومن تعداها فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله، ومن تعدى سبيلهم عامداً ضل، ومن تعداه مجتهدا زلَّ، فأول العلم حفظ كتاب الله جل وعز وتفهمه، وكل ما يعين على فهمه فواجب طلبه معه، ولا أقول إن حفظه كله فرض، ولكن أقول: إن ذلك واجب لازم على من أحب أن يكون عالماً، ليس من باب الفرض
جامع بيان العلم وفضله 2/ 1129
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مختارات من لا مية ابن الوردي:
اطلبِ العلم ولا تكسلْ فما
أبعدَ الخيرَ على أهل الكسلْ
واحتَفِل للفقه في الدين ولا
تشتغل عنه بأهل أو خَوَلْ
واهجر النوم وحصِّله فمنْ
يعرف المطلوب يحقِر ما بذلْ
لا تقُل قد ذهبت أربابه
كلُ من سار على الدرب وصلْ
في ازدياد العلم إرغامُ العدا
وجمالُ العلم إصلاحُ العملْ
جَمِّل المنطقَ بالنحو فمنْ
يُحرم الإعرابَ بالنطق اختبلْ
قيمةُ الإنسان ما يُحسنه
أكثرَ الإنسانُ منه أو أقلْ
مِل عن النَّمام واهجره فما
بلغ المكروه إلا من نقلْ
دَارِ جارَ السوء بالصبر فإن
لم تجد صبرا فما أحلى النُقلْ
غِبْ وزُر غِبَّاً تزد حباً فمنْ
أكثرَ الترداد أقصاهُ المَللْ
ـــــــــــــــــــــــــــ
قال الماوردي رحمه الله:
اعلم أن للكلام شروطاً لا يسلم المتكلم من الزلل إلا بها، ولا يعرى من النقص إلا بعد أن يستوفيها، وهي أربعة شروط:
فالشرط الأول: أن يكون الكلام لداعٍ يدعو إليه؛ إما في اجتلاب نفع أو دفع ضرر.
والشرط الثاني: أن يأتي به في موضعه، ويتوخى به إصابة فرصته.
والشرط الثالث: أن يقتصر فيه على قدر الحاجة.
والشرط الرابع: أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به
أدب الدنيا والدين 275.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال ابن رجب رحمه الله:
الإصرار على المعاصي وشعب النفاق من غير توبة يخشى منها أن يعاقب صاحبها بسلب الإيمان بالكلية، وبالوصول إلى النفاق الخالص، وإلى سوء الخاتمة، نعوذ بالله من ذلك، كما يقال: إن المعاصي بريد الكفر
فتح الباري لابن رجب 1/ 181
ـ[أمة الرحمن الرحيم]ــــــــ[01 - 01 - 08, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ما أجمل هذه الصفحة وما أروعها، جعلها الله في ميزان حسناتك، ونفع الله بك أينما كنت.صدقتي أختي الكريمة ...
جزاك الله خير الجزاء أختي الفاضلة سارة ... أكرمك الرحمن ...
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[01 - 01 - 08, 10:09 م]ـ
فقد الأندلس
ذكر أحد الدعاة المعروفين ممن يجوبون الأرض شرقاً وغرباً .. أنه كان في رحلة إلى الفلبين تجاوزت حدود المدن وامتدت إلى القرى والأرياف. حتى وصل إلى بلدة ريفية نائية يوجد فيها مدرسة إسلامية صغيرة تئن من شدة الحاجة وتنوء بحمل سقفها الذي أهلكته السنون! فكان أن حلوا ضيوفاً عليهم. فإذا الكرم العجيب إذ بادر أهل القرية في فرح ومحبة لأهل هذه البلاد ودعاتها إلى جمع طعامهم لذلك الغذاء وتقديمه للضيوف. تلى ذلك حفل للمدرسة اعد على عجلة من الأمر شارك في تقديم فقراته الطلبة والمدرسون.
قال الداعية: فخرجت طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها السابعة والقت علينا قصيدة ابن الراوندي في رثاء الأندلس وهي قصيدة حزينة تحكي سقوط الأندلس وتشرح حال أهله حتى وصلت إلى البيت المشهور.
لمثل هذا فيذوب القلب من كمد ... إن كان في القلب إسلام وإيمان
فبكت بكاء حاراً أبكى الحضور!
قال الداعية: تعجبت من حفظ هذه الصغيرة لهذه القصيدة العصماء مع أنها أعجمية ثم هي مع هذا تحن لبلاد الإسلام وترى أن الأندلس قطعة منا ومنها وتبكي لسقوطه وإن مضت قرون طويلة على الحدث إلا أن النسيان لم يطو شراع حزنة!
كم من العرب من يبكي إذا سمع القصيدة أو إذا سافر هناك ولاحت له منابر ومحاريب المساجد! القلوب تختلف والبكاء يختلف! هناك امرأة تبكي بسبب لون فستان أو حذاء اشترته ولم يعجبها وهناك شاب يبكي بسبب هزيمة ناديه المفضل .. وهناك طفلة في أقصى الأرض تبكي سقوط الأندلس وتتحسر على ضياعه!
عبدالملك القاسم
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[01 - 01 - 08, 10:16 م]ـ
قال ابن رجب رحمه الله:
وههنا نكتة دقيقة: وهي أن الإنسان قد يذم نفسه بين الناس يريد بذلك أن يُري أنه متواضع عند نفسه، فيرتفع بذلك عندهم ويمدحونه به، وهذا من دقائق أبواب الرياء، وقد نبَّه عليه السلف الصالح؛ قال مطرف بن عبد الله بن الشخير: كفى بالنفس إطراء أن تذمها على الملأ، كأنك تريد بذمها زينتها، وذلك عند الله سفه
شرح حديث ما ذئبان جائعان (88) لابن رجب.
قال الحسن البصري رحمه الله:
والله لو أن رجلاً أدرك هذه المنكرات: يقول هذا: هلمَّ إليّ، ويقول هذا: هلمَّ إليّ، فيقول: لا أريد إلا سنة محمد ?؛ يطلبها ويسأل عنها؛ إن هذا ليعرض له أجر عظيم، فكذلك فكونوا إن شاء الله تعالى كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة 23
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
من الآداب الطيبة إذا حدثك المحدِّث بأمر ديني أو دنيوي ألا تنازعه الحديث إذا كنت تعرفه، بل تصغي إليه إصغاء من لا يعرفه ولم يمرَّ عليه، وتُرِيه أنك استفدت منه، كما كان أَلِبَّاء الرجال يفعلونه، وفيه من الفوائد: تنشيط المحدِّث، وإدخال السرور عليه، وسلامتك من العجب بنفسك، وسلامتك من سوء الأدب؛ فإن منازعة المحدِّث في حديثه من سوء الأدب 0
الرياض الناضرة 548.
¥