تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 – لا بد من إدراك وفهم معنى قوله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {ولو كنتَ فظًّا غليظ القلب لانفضُّوا من حولك}، فالفظاظة والغلظة لا شكَّ أنَّهما يؤدِّيان إلى انصراف الناس بعيداً عن الداعية، وهذا رسولنا محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم يخاطبه الله عز وجل بأن يدعو قومه بالحسنى، رغم أنَّهم آذَوه وكذَّبوه وسخروا منه: {ادع إلى سبيل ربِّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}، وليس بعيداً عن ذلك موقف موسى وهارون عليهما السلام؛ إذ أرسلهما ربُّهما إلى فرعون الطاغية: {اذهبا إلى فرعون إنَّه طغى * فقولا له قولاً ليِّناً لعلَّه يتذكَّر أو يخشى}، فهلاَّ تحلَّى الأخ السائل بالهدوء والكياسة واللباقة في الردِّ على الآخرين ودعوتهم بالحكمة؟

2 – اجتهد أن تطبِّق حديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب) متَّفقٌ عليه، وليكن ماثلاً أمام عينيك أصحاب القدوة في التاريخ، وأنَّ الشديد هو من يملك نفسه عند الغضب.

3 - استخدم في ردودك نبرة صوتٍ مَرِحةً وهادئة، حتى تستميل عقل وقلب من تحاوره.

4 - بشيءٍ من الذكاء والفطنة يمكن أن تلتقط خيط الحديث وتطوِّعه لصالح الفكرة التي تحملها.

5 - لا ينبغي أن ينعكس مزاجك على صوتك في أثناء الحديث.

6 - ضع في ذهنك وأنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر أنَّك تريد أن تكسب الشخص لا أن تكسب الموقف، فالحوار إنَّما يكون لكسب عقول وقلوب الناس، فما عساك أن تجني من إحراج الآخرين بقوَّة حُجَّتك فتسكتهم بها؟ حسناً ستسكتهم، ولكنَّ قلوبهم ستمتلئ حنقاً عليك وعلى دعوتك.

7 - استحضر في ذهنك أنَّك يجب أن تكون قدوةً لمن تحاوره أو تدعوه، ومن ثَمَّ فلا يجب الخروج عن قواعد وأدب الحوار.

8 - مازح الشخص الذي تتحدَّث إليه مهما كان مخالفاً في الرأي.

9 - كن مع هؤلاء كالطبيب مع المريض الذي يصدر عنه ما يُسيء للطبيب، ومع ذلك يترفَّق به، فطبيعة النفس البشريَّة تميل إلى اللين والرفق والتودُّد، وتنفر من الشِّدَّة والتحدِّي.

10 - المعاملة الحسنة لها أثرٌ جيِّدٌ في استقطاب الآخرين.

11 - لا تستخدم عبارات: "يجب عليك"، "ينبغي عليك".

12 - الداعية الناجح يناقش بتلطُّفٍ وأناة، ويقدِّم لكلامه، ويختم بعباراتٍ فيها رقَّة.

13 - يمكنك أن تقرأ بعض الكتب التي تتحدَّث عن فنون النقاش والحوار، وكيف تكسب الأصدقاء وتؤثِّر في الناس".

أما وقد أجاب فضيلة الشيخ عبد الحميد البلالي على استشارتك أو استشارة صديقك، فأؤكِّد –فيما ذكره الشيخ البلالي- على اللباقة والكياسة، وعلى لين القول والمعاملة، وأن تحرص على كسب الشخص لا الموقف.

وأضيف إلى ما سبق سبعة أمور، كما أوصيك بوصيَّة:

أمَّا الأمور السبعة:

1 - حسن اتِّخاذ القرار:

فما كلُّ شخصٍ يجب أن تنبِّهه إذا أخطأ، أو تنصحه إذا علمت تقصيره، فكثير من الأمور تحكم هذا الأمر: مدى العلاقة بينك وبينه، فارق السنِّ إذا كان أكبر منك سِنّا، تفاوت المستوى التعليميّ، مدى تقارب أو تباعد المستوى الفكريِّ والثقافيّ، الظرف الذي فيه أنتما كأن يكون يتحدَّث أما مجموعةٍ من الناس فتردَّ عليه على الملأ، أو كان في حالةٍ نفسيَّةٍ سيئة، وغير ذلك.

كلُّ هذه الأمور نقاطٌ حاكمةٌ في قيامك بالنصح والإرشاد من عدمه، واتِّخاذ القرار بالنصح أو عدمه أمرٌ مرهونٌ بحسن تقديرك للأمور والظروف، مع عدم إغفال اللياقة واللباقة والأدب.

2 - حسن تنفيذ قرارك:

أو حسن عرض النصيحة: وأعني هنا آداب النصح عامَّة، وأهمَّها: إشعاره بأنَّك تريد مصلحته، وأن تنصحه سرًّا بينك وبينه لا على الملأ، حتى لا تتحوَّل النصيحة إلى فضيحة، ويفضَّل جدًّا لو اتَّخذت أسلوب عدم المباشرة في النصح، وأن تبدأ بمقدمةٍ تذكر فيها محاسنه ومناقبه، فكلُّ ذلك أدعى أن يتقبَّل منك ما تقول، وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من هو في وجوب استماع الناس له، كان صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يستخدم لفظة: "ما بال أقوامٍ" للتنبيه على خطأٍ ما، أو نصح شخصٍ ما:

- (ما بال أقوامٍ يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله…) البخاري ومسلم.

- (ما بال أقوامٍ يتنزَّهون عن الشيء أصنعه ... ) البخاري.

- (ما بال أقوامٍ قالوا كذا وكذا ... ) مسلم.

- (ما بال أقوامٍ يرغبون عمَّا رخِّص لي فيه ... ) مسلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير