تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعندما اقتربت هي وقومها طلب سليمان من الملا حيث كان يجلس للقضاء من الصباح الى غروب الشمس ان يأتوا بعرشها قبل أن يصلوا اليه مسلمين فتحرم عليه اموالهم ..

فقال عفريت من الجن انا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك اي مجلسك او مقعدك واني عليه لقوي امين اي استطيع حمله والمحافظة عليه بما فيه من الجواهر ..

و قال سليمان عليه السلام اريد اعجل من ذلك وهنا يريد إظهار عظمة ما وهبه الله له من الملك

وما سخر له من الجنود الذي لا يعطه أحد قبله، ولا يكون لأحد من بعده، وليتخذ ذلك حجة على نبوته عند بلقيس وقومها، لأن هذا خارق عظيم، أن يأتي بعرشها كما هو من بلادها قبل أن يقدموا عليه، هذا وقد حجبته بالأغلاق والأقفال والحفظة ..

فلما قال سليمان أريد أعجل من ذلك، {قَالَ الذي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الكتاب} قال ابن عباس: وهو (آصف) كاتب سليمان عليه السلام.

وكذا روي عن يزيد بن رومان أنه (آصف بن برخياء) وكان صدّيقاً يعلم الاسم الأعظم

وقال قتادة: كان مؤمناً من الإنس واسمه آصف من بني إسرائيل، وقوله: {أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} أي ارفع بصرك وانظر فإنه لا يكل بصرك إلاّ وهو حاضر عندك

وقال وهب بن منبه: امدد بصرك فلا يبلغ مداه حت آتيك به، ثم قام فتوضأ ودعا الله تعالى، قال مجاهد: قال يا ذا الجلال والإكرام.

فما أطرف حتى جاءه به فوضعه بين يديه. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن عساكر، عن ابن عباس قال: لم يجر عرش صاحبة سبأ بين الأرض والسماء، ولكن انشقت به الأرض، فجرى تحت الأرض حتى ظهر بين يدي سليمان.

وقال الزهري قال: يا إلهنا وإلأه كل شيء إلهاً واحداً لا إله إلاّ أنت ائتني بعرشها، قال: فمثل بين يديه، فلما عاين سليمان وملؤه ذلك ورآه مستقراً عنده {قَالَ هذا مِن فَضْلِ رَبِّي}

أي هذا من نعم الله علي {ليبلوني} أي ليختبرني {أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ}

وفي «صحيح مسلم»: «يقول الله تعالى: يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلاّ نفسه».

قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)

لما جيء سليمان عليه السلام بعرش بلقيس قبل قدومها، أمر به أن يغير بعض صفاته ليختبر معرفتها وثباتها عند رؤيته، هل تقدم على أنه عرشها أو أنه ليس بعرشها، فقال: {نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أتهتدي أَمْ تَكُونُ مِنَ الذين لاَ يَهْتَدُونَ}

قال مجاهد: أمر به فغير ما كان فيه أحمر جعل أصفر، وما كان أصفر جعل أحمر، وما كان أخضر جعل أحمر، وغير كل شيء عن حاله، وقال عكرمة: زادوا فيه ونقصوا

ولما وصلت بقيس كما في قوله تعالى {فَلَمَّا جَآءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ} (وهنا اراد أن يختبر عقلها) أي عرض عليها عرشها وقد غير ونكر وزيد فيه ونقص منه وهنا يتضح ثباتها وعقلها، ودهاءها وحزمها

فلم تقدم على أنه هو لبعد مسافته عنها ولا أنه غيره لما رأت من أثاره وصفاته وإن غير وبدل ونكر، فقالت {كَأَنَّهُ هُوَ} أي يشبهه ويقاربه وهذا غاية في الذكاء والحزم.

وقال عكرمة: كانت حكيمة، قالت: إن قلت: هو هو خشيت أن أكذب، وإن قلت: لا، خشيت أن أكذب، فقالت: كأنه هو

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير