[عاجل .. حول تحقيقات الشيخ حامد]
ـ[مسلم2003]ــــــــ[31 - 05 - 03, 04:35 م]ـ
الأخوة الكرام ..
اليوم كنت مع أحد الأخوة .. وقال لي: بأن تحقيقات الشيخ حامد الفقي لكتب السلف الصالح غير موثوقة، فإن فيها عبارات ساقطة وفيها تحريفات شنيعة بزعمه ...
فما رأيكم جزاكم الله خيراً؟
وهل شكك أحد من العلماء في ثقته في النقل والتصحيح والضبط؟
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[01 - 06 - 03, 01:52 ص]ـ
الشيخ موفق بن كدسة
وعد وعداً ما زلنا ننتظره ورسالته عن تحقيقات الشيخ الفقي رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=8500
وللشيخ احمد شاكر معه مداولات وهو من أقرانه وكفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
أما أن تحقيقاته غير موثوقة بإطلاق فمردود
**
وللشيخ الطحان كلام عن تحقيقه لمدارج السالكين
قال هذا تخريق وليس تحقيق ولا يسلم للشيخ بقوله
ـ[عبدالله الشمراني]ــــــــ[01 - 06 - 03, 12:57 م]ـ
العالم الجليل: محمد حامد الفقي ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ من كبار العلماء العاملين، والدعاة المصلحين، وقد نفع الله به.
ومن جهوده قيامه بتحقيق ونشر كتب السلف، ولا سيما كتب العقيدة السلفية، والحديث، وهي كثيرة، وقد كتب الله لتحقيقاته القبول في زمنه، وسدت فراغًا علميًّا كبيرًا. وقد خدم الكتب حسب إمكانيَّاته المتواضعة في ذلك الوقت، فرحمه الله رحمة واسعة.
واليوم اختلف الأمرُ كثيرًا عن الماضي، ونشأ علم التحقيق الحديث، وأصبح له مدارسه، ومناهجه الخاصة، ساعد على ذلك توفر الإمكانيَّات الحديثة.
وعليه فإنَّ الأخطاء المطبعية، والتصحيفات الواردة في تحقيقات الفقي ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ منشأها قلة ذات اليد، وضعف الإمكانيَّات في وقته، لا قلة الخبرة العلميَّة لديه، أو ضعف علمه، كما يقوله بعض صغار المحقِّقين المعاصرين.
أما السقط الحاصل في بعض الكتب التي أخرجها؛ كـ: ”شرح الكوكب المنير”، و ”كتاب الشريعة” للآجري؛ فإنَّ سببه سوء النسخ الخطية التي اعتمدها، رغم اجتهاده في تحصيلها، وتحقيقها.
أما اليوم فقد اختلف الأمر، وأصبح في وسع المحقِّق أنْ يعرف مخطوطات أي كتاب، وأماكن وجودها، والوصف الدقيق لكل مخطوط، وهل طبع هذا المخطوط، أو لا، كل ذلك في زيارة واحدة فقط لأحد المكتبات الوطنية، أو مراكز المعلومات، وقد لا تستغرق هذه الزيارة نصف ساعة، فيبدأ تحقيقه بعد الاعتماد على أجود هذه النسخ.
والذي أريد أن أصل إليه أمور:
الأمر الأول: إنَّ تحقيقات العلامة الفقي، سدت فراغًا علميًّا عظيماً في وقتها.
الأمر الثاني: إنَّ الخلل الحاصل في تحقيقاته، خرج من قلة الإمكانيَّات في وقته.
الأمر الثالث: إنَّ الدقة الحاصلة اليوم في التحقيق، ونسخ المخطوط، خرجت من توفر الإمكانيَّات اليوم، وتطور علم التحقيق عن سابقه.
ولعلي أضرب لكم مثالين:
المثال الأول؛ وهو: ”مجموع فتاوى شيخ الإسلام” جمع ابن قاسم رَحِمَهُمَا اللَّهُ، كيف كان وَقْعُ هذا الكتاب في النفوس؟ وما زال، ولقد احتوى ”المجموع” بعض الكتب مثل: ”التدمرية”، والواسطية”، وبضع الرسائل الأخرى، وتأملوا كيف طار بها الناس، والآن وقد طبعت هذه الكتب والرسائل مفردة طبعات علمية، وتحقيقات متقنة.
فهل تعرفون أنَّ أحدًا ـ اليوم ـ يرجع في ”التدمرية” إلى النسخة الموجودة في ”الفتاوى”، أو أنَّهم يرجعون إلى تحقيق ”السعوي”، وقل مثل ذلك في كتبه ورسائله الأخرى.
المثال الثاني؛ وهو: ”شرح العقيدة الطحاوية” بتحقيق العلامة أحمد شاكر، فيكف سدت هذه الطبعة الحاجة في وقتها، وصُوِّرت وطُبِعة مِرارًا، وقد استغنى عنها طلاب العلم بعد خروج طبعة ”المكتب الإسلامي”، بتحقيق الألباني، ثم استغنوا عن هذه الأخيرة بطبعة مؤسسة الرسالة الأخيرة (على ما فيها) .... وهكذا دون قدح في القديم.
وسأختم هذه المشاركة بما قاله فضيلة الدكتور: عبدالله بن عمر الدميجي ـ حَفِظَهُ اللَّه ـ في مقدمة تحقيقه لـ ”كتاب الشريعة” للآجري (1/ 254 ـ 255)، حيث قال بعد نقده لطبعة الفقي نقدًا علميًّا:
([كلمة إنصاف]:
هذا ومن باب الإنصاف بعد ذكرنا لهذه الملحوظات على عمل الشيخ ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة ـ خاصة وقد حَطَّ رحاله عند ربه ـ تعالى ـ نُحِبُّ أنْ نُشِير إلى ما بذله من جهودٍ مشكورة في هذا الكتاب، وفي غيره من كتب التراث السَّلفي العريق.
فقد بذل ـ رحمه الله تعالى ـ جهدًا مشكورًا في هذا الكتاب بعينه، ولكن لم تسعفه النسخ كما سبق.
وإمَّا إِقْدَامه على نشر هذا الكتاب بهذه الصورة التي لم يرضَ عنها هو ـ كما أوضح في المقدمة ـ إلا لحرصه الشديد على نشر كتب السلف رحمة الله تعالى عليهم.
وقد نشر كثيرًا جدًا من هذا التراث الضخم في فترة قَلَّ من يلتفت إلى مثل هذه الكتب، وإلى الاعتناء بها.
وقد صرح هو بذلك؛ حيث قال في المقدمة:
”وإنِّي لم آخذه، وأحرص على شرائه؛ إلا رغبة في نشر آثار السلف، لأنَّي بذلك كلف، وأَوَدُّ لو أطال الله عمري، ووفقني ربي، لنشرها جميعًا؛ لأنَّ المتأخرين لم تعج بهم الطريق، إلا لجهلهم بآثار سلفهم، فحُرِمُوا القدوة الحسنة، وذهبوا يتخذون من نصارى الفرنجة، ويهودِهم، وملحدِيهم، وزنادقتِهم، وفساقِهم قدوة لهم. خابوا، وخسروا ”.
وقد نشر تراثًا عظيمًا من هذا النوع؛ سيجد جزاءه عند ربه ـ إنْ شاء الله تعالى ـ أضعافًا مضاعفة.
كما أنَّه ـ رحمه الله تعالى ـ له تعليقات نفيسة على بعض قضايا الكتاب [ثم ذكرَ (سبعة وعشرين) مثالاً على تعليقاته النفيسة] ...
لذلك؛ فإنَّي لم أذكرْ هذه الملحوظات ـ عَلِمَ اللهُ ـ إلا من باب النصيحة، والخدمة لهذا الكتاب النفيس، ومصنفه، وبغية الوصول إلى الحقِّ، والدلالة عليه، وهذا هدف الجميع. والله الموفق للصواب) أ. هـ (مختصرًا)
فرحمة الله على المحقِّق الداعية محمد حامد الفقي رحمة واسعة، وأسكنه الجنة، وجعل ما قام بتحقيقه من العلم النَّافع الذي يُنْتَفَعُ به بعد الموت.
¥