تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كيف تحقّق المخطوط (منقول)

ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[12 - 05 - 03, 09:15 م]ـ

(كيف تحقّق المخطوط) (منقول)

المخطوطة: هي نسخة من كتاب مؤلّف بخطّ اليد، وهو بمعنى آخر: ما قابلَ المطبوع أو المصفوفَ.

والمخطوط - عادة - لا يُنسخ بيد مؤلِّفه؛ فقد كان المؤلِّف يعطيه لأحد التّلاميذ، أو الأصحاب، أوالنُّسّاخ الّذين كانوا يسمّونَهم: (الورّاقين)؛ أي: الّذي كانوا يمتهِنون النّسخ.

ولقد ازدهرة المخطوطات بحقبة زمنيّة معيّنة؛ إلى أن أصبحت سمة ظاهرة عند المسلمين؛ لمَا حبَاها الله من العلماء، وسخّر لها من ورثة الأنبياء.

ثمّ ظهرت الطّباعة - أوما يسمّى بـ (الحضارة المادّيّة المتطوّرة) -؛ فأخذ ينقرض عصرها، ويخبو بريقها، ويتضاءل نجمها.

ثمّ لمّا كانت هذه الثّروة الإسلاميّة لا بد للمسلمين أن ينعموا بخيراتها، ويرتشفوا من أنهارها؛ هيّأ الله لها رجالاً يخدموها: تحقيقاً، وتخريجاً، وتنقيحاً، وغير ذلك.

أخي الطّالب!

تحقيق المخطوط:

هو أن تخرجه للنّاس بثوب جديد، وطباعة طيّبة؛ فإن كان المخطوط حديثيّاً: اشتغلت به؛ تخريجاً، وعزواً، وتشكيلاً، وما إلى ذلك.

وإن كان المخطوط فقهيّاً: عزوت الأقوال إلى قائليها، وذكرت - بالأمانة - ناقليها؛ وشرحت مصطلحات القوم، وعباراتِهم، ورموزهم.

الخطوات الّتي يمرّ بها التّحقيق:

أوّلاً: أن تبحث عن النّسخة الأصليّة لهذه المخطوطة؛ يعني: أقدم نسخة؛ إمّا بخطّ المؤلّف أو بخطّ مَن أملَى المؤلّف عليه، أو دون ذلك.

ثانياً: لمعرفة الدّولة الّتي يوجد فيها مثل هذه المخطوطة؛ عليك أن تراجع المؤلّفات الّتي تعنى بفهارس الكتب المطبوعة؛ وخاصّة بفهارس المخطوطات، أو تسأل عنها من يعنون بالمخطوط من الشّيوخ أو الأساتذة المحقّقين.

ثالثاً: عليك لا تشتغل مخطوطة حقّقت من قبل غيرك؛ إلاّ إذا اعتقدت أنه لم يفِ المخطوط حقّه.

رابعاً: محاولة البحث عن أكثر من نسخة للمخطوط؛ حتّى يتيسّرَ لك معرفة كمال النّسخة الّتي بين يديك.

خامساً: أن تقدّمها إلى من يجيد طباعتها بشكل جيّد؛ لأنّ الطّابع إن كان جاهلاً، ولا يحسن القراءة والكتابة؛ فقد يسيءُ إلى المخطوط، ويتعب أكثر ممّا يريح.

سادساً: أن تحاول معرفة رسم الأحرف الّذي نسخ به المخطوط: إمّا بمعرفة طريقة النّاسخ، أو معرفةِ نوع الخطّ الّذي تمّ به نسخ المخطوط، أو بالتّتبّع والاستقراء من مؤلّفات ومخطوطات لنفس المؤلّف - أوِ النّاسخ - إن وجد -، أو بالنّظر تلو النّظر، بالمقدّم من الكلام والمؤخّر؛ حتّى تتعرّف إلى رسم الأحرف والكلمات.

سابعاً: أن تقوم بمقابلة المطبوع على الأصل المخطوطة.

ثامناً: أن تُرْكِز اهتمامك على التّصحيف، أوالتّحريف، أوالنّقص الموجود في لوحات المخطوط: من أبواب، أو فصول، أو سطور، أو كلمات.

تاسعاً: وحتّى تستطيع التّعرف على التّصحيف، أو النّقص، أو التّحريف؛ فعليك أن تلجأ إلى نسخ أُخرى - لم تؤخذ من النّسخة الّتي تعمل فيها - من هذا المخطوط، وذلك بالبحث عنه في مظانّه؛من المكتبات أو المعاهد الموجودة في الدّول العربية- كـ (السّعودية، ومصر، والعراق، وتونس، وسوريا، وبلاد المغرب) -، أو الغربيّة الكافرة - كـ (أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا)، وإذا لم يوجد؛ فعليك أن تلجأ إلى المطبوع - إن وجد أيضاً -.

كلمة أخيرة:

أرجو بهذا - أخي الطّالبُ - أن أكون قد وفّقت لخدمتك، وتأهيلك، إلى مفتاح ما عندك؛ من الكنز المكنوز، والعلم المحروز.

واللهَ أسأل: مغفرةَ ما عليه أخطأت، وعافيةَ ما له أوليتُ وأنهيت، وأجرَ ما به قصدتُ ونويت.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

وكتب

أبو حامدٍ السّفّارينيُّ

- غفر الله له -


لَحَقٌ بـ: تحقيق المخطوطات)
أخي الطالب!
هذا لَحَقٌ بموضوعنا - السّابق - المتعلّق بتحقيق المخطوطات؛ وذلك نزولاً عند رغبة من لا يسعنا ردُّهم، رغم بخل الوقت علينا؛ إلاّ ما نختلسه - منه - أو نقتنصه.
فأقول:

الْمحقّقون نوعان:
النّوع الأول: يريد خدمة الأمّة؛ لكنّ الوقت لا يسعفُه، والانشغال لا يتركُه، فيلجأ إلى التّلميذ؛ كي يكفيَه مؤونة القراءة؛ وهذا خطأ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير