تأليف: زيادة بن يحيى الراسي «من علماء القرن الحادي عشر الهجري»
تحقيق ودراسة: سعود بن عبد العزيز الخلف
الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، السعودية
عدد المجلدات: 1 - عدد الصفحات: 360
مقاس الكتاب: 17*24
التصنيف: الديانات / الدين المقارن وأديان غير مسيحية / الدين المقارن
لا يجد أحدنا غرابة عندما يقرع سمعه خبر اهتداء ضال، أو إسلام يهودي، أو نصراني، أو وثني، بسبب أن الإسلام هو الدين الحق، ودين الفطرة، وقد جعل الله في هذا الدين من البينات والدلائل الواضحة ما على مثلها يهتدي البشر.
وقد اهتدى بتلك الدلائل والبراهين أمم وأمم، فتح الله بصائرهم على النور والهداية، فتركوا الضلالة، وسلكوا سبيل الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة.
والمهتدون للحق طوائف وأصناف شتى من الناس: منهم الرئيس والمرؤوس، والعالم وغير العالم، والحر والعبد، والذكر والأنثى، حتى عمَّ هذا النور والهدى أرجاء الأرض، ودخل الناس في دين الله أفواجاً.
وكان من هذه الطائفة المهتدية مؤلف هذا الكتاب الشيخ زيادة بن يحيى النصبي الراسي، الذي كان فيما يظهر من رجال دين النصارى وذو علم فيهم، اتضح له الحق فأعلن إسلامه، وشرع يدعو إلى الله، ببيان محاسن الاسلام، وبطلان دعوة النصارى الزائفة، ومما وصلنا من جهده في ذلك كتابان: هذا الكتاب، وآخر بعنوان الأجوبة الجلية في دحض الدعوات النصرانية.
وقد اهتم مؤلف الكتاب ـ رحمه الله ـ بإبراز النقاط التي تدل على بطلان ديانة النصارى، كما أبرز أيضاً النقاط الأساسية التي تدل على صحة نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من كتبهم، مما تقوم به الحجة عليهم من كلامهم، وهكذا فقد كانت مباحث الكتاب ـ كما أفاد المؤلف نفسه ـ تشتمل على المباحث الآتية:
الأول: بطلان دعوى النصارى بألوهية المسيح عليه السلام، وإثبات أنه نبي كسائر الأنبياء قبله من بني إسرائيل.
الثاني: بطلان استدلال النصارى على ألوهية المسيح بالآيات التي كانت تظهر على يديه، وإثبات أنها آيات ومعجزات من جنس الآيات والمعجزات التي أجراها الله ـ تعالى ـ على أيدي الأنبياء قبله، بل أجرى الله ـ تعالى ـ على أيديهم آيات تفوق آيات المسيح، ولم تدل عند تلك الأمم على ألوهية أولئك الأنبياء الذين ظهرت على أيديهم المعجزات؛ فكذلك عيسى عليه السلام.
الثالث: في رد مطاعن النصارى في النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان بطلان كلامهم، وأن الأنبياء قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقعت منهم أمور من جنس ما نسب للنبي وأبلغ منها. مثل تعدد أزواجه، وزواجه من زينب بنت جحش بعد طلاقها من زيد، وميله إلى الملاذ الجسدية، وقتله لأناس في أيام دعوته، ولم يُطعن في أولئك الأنبياء بسببها، فكذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
الرابع: في الأدلة الدالة على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من التوراة والإنجيل، وأنه المقصود بكثير من الوعود المذكورة في كتب أهل الكتاب.
الخامس: في الأدلة الدالة على تحريف التوراة والإنجيل من نصوص الكتابين مما يكون أصرح دليل على تحريفهما.
وبعد ذلك أورد المؤلف خاتمة اشتملت على أهم النتائج التي توصل إليها من خلال بحثه.
أما منهج المؤلف ومصادره، فقد سلك المؤلف ـ رحمه الله ـ منهجاً استقرائياً استعرض فيه الأدلة الدالة على بطلان دعوى النصارى سواء في ألوهية المسيح، أو صحة التوراة والإنجيل، أو دعاويهم في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
أما مصادره الإسلامية فأهمها القرآن الكريم، وفي التاريخ السيرة الحلبية، وفي إثبات أسماء النبي صلى الله عليه وسلم كتاب دلائل الخيرات، أما مصادره النصرانية فأهمها العهد القديم والجديد، وفي القضايا التاريخية رجع المؤلف إلى مؤرخين يهود ونصارى أمثال: سعيد البطريق، ويوسيفوس اليهودي، ولا فجانيوس، وغيرهم؛ كما أنه رجع إلى قواميس وكتب يونانية وعبرية مما يشعر بمعرفته بكل من اللغتين.
أما المحقق فقد قسم الكتاب إلى قسمين خصص القسم الأول منهما للدراسة وجعلها في فصلين: الأول: تعريف بالمؤلف: اسمه ومولده ونشأته ووفاته، إسلامه، علمه، مصنفاته. وأما الفصل الثاني: فكان عن دراسة الكتاب، تحدث فيه عن موضوع الكتاب، ووصف النسخ الخطية التي رجع إليها المحقق، وعمله في التحقيق، والرموز المستخدمة.
¥