وعكس هذا التوسع بمواجهة الإسلام السياسي إحساساً بأن الدول الغربية وعدداً من الأنظمة الحاكمة في منطقة الشرق الأوسط تمارس سياسة عدائية سافرة تجاه الحركات الأصولية خلطت الحدود بالشبهات، والحقائق بظلالها دون تمييز بين فواصل الأحداث المشروعة والأعمال المتطرفة، وليس هناك معايير يمكن الركون إليها لتحديد أعمال العنف والتطرف من العمل التحرري ومقاومة الاحتلال والدفاع عن النفس، وهل الحركات الأصولية الإسلامية الجهة الوحيدة التي تمارس التطرف والعنف في منطقة الشرق الأوسط؟
وعلى من تقع اللائمة والمسؤولية عن هذه الأعمال التي يذهب ضحيتها الأبرياء، والعزل؟. ومن أين أتى الإرهاب إليها؟
هذه الإشكالية حاول المؤلف أن يعالجها بأسلوب موضوعي إلى حد كبير، بعيداً عن الأحكام المسبقة، بهدف إجلاء الصورة الحقيقية لما يجري من أعمال عنف وإرهاب والجهة المسؤولة عنها، وعلاقتها بهذه الأعمال في منطقة الشرق الأوسط.
تناول المؤلف في فصل تمهيدي خلفية الإشكالية من حيث مفهوم الإرهاب الاصطلاحي واللغوي، ومفهومه في القانون الدولي والشريعة الإسلامية، ومفهوم الإرهاب عند الدول، والحركة الصهيونية، ولمحة عن الإرهاب في العصور القديمة، والإسلامية، والحديثة.
وبحث في الفصل الأول دوافع الإرهاب وأنواع.
وتطرق المؤلف في الفصل الثاني إلى التعريف بالحركات الإسلامية (الأصولية) في الشرق الأوسط ومنطلقاتها، وربط هذه المنطلقات بالأهداف التي تسعى هذه الحركات إلى تحقيقها ـ وعلاقتها بالأنظمة الداخلية، والمجتمع الدولي.
وبحث في الفصل الثالث: علاقة الحركات الإسلامية بالنظام السياسي الداخلي من حيث أوجه هذه العلاقة حول قضية العلمانية، وقضية الشورى، وقضية المشروعية، وصور معارضة هذه الحركات للسلطة الداخلية، وقدم النماذج والصور لهذه المعارضة من خلال عرض النموذج المصري لمعارضة الحركات الإسلامية للسلطة، والنموذج الجزائري، والنموذج الأردني، لتوضيح صور علاقة الحركات الأصولية بالأعمال العنيفة والإرهابية.
وفي الفصل الرابع: بحث المؤلف العلاقة بين الحركات الأصولية الإسلامية والمجتمع الدولي، ومنطلقات هذه العلاقة، ومواقف الدول تجاه هذه الحركات، والصور الواقعية لهذه العلاقة من خلال مواقف الحركات الأصولية من التسوية السلمية، ومواجهة هذه الحركات لعملية التسوية في منطقة الشرق الأوسط بين العرب وإسرائيل، وذلك لإيضاح علاقتها بالأعمال العنيفة والإرهابية التي تقع في فلسطين، كما عرض مواجهة المجتمع الدولي للحركات الأصولية الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط من خلال توضيح مواقف الدول في مؤتمر (شرم الشيخ) لمواجهة الإرهاب في المنطقة، وتطرق إلى بحث مسألة المقاومة الوطنية للاحتلال، والتحرر من الاستعمار، ومشروعيتها في نظر القانون الدولي، والأسانيد القانونية، والوثائق الدولية المتعلقة بالتحرر الوطني.
واستكمالاً لكافة جوانب الإشكالية والوصول إلى جذور الأعمال العنيفة والإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، تناول في الفصل الخامس بحث الأصولية اليهودية، ومنطلقاتها، والحركات الأصولية اليهودية الإرهابية العلنية والسرية والأحزاب الدينية في إسرائيل ومنطلقاتها، وعلاقتها بالإرهاب، وعلاقة هذه الحركات والأحزاب بالنظام السياسي داخل إسرائيل والمجتمع الدولي، بهدف تحديد العلاقة بين هذه الحركات والأحزاب الدينية بالأعمال الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط خلال أكثر من سبعين عاماً ونيف.
وقد توصل المؤلف من خلال هذه الدراسة إلى نتائج واستخلاصات مهمة.
و أخيراً؛ تمتاز هذه الدراسة بشموليتها، واعتدالها في تناول هذه المسألة ذات الحساسية الخاصة، إضافة إلى كثرة مراجعها العربية والأجنبية.
* ومن الإصدارات البارزة في مجال العمليات الاجتماعية (دراسات حول العولمة):
1 - آراء في فقه التخلف: العرب في عصر العولمة
تأليف: خلدون حسن النقيب
الناشر: دار الساقي: بيروت
عدد الصفحات: 463
2 - الإرهاب الدولي والنظام العالمي الراهن
تأليف: أمل يازجي، محمد عزيز سكري
الناشر: دار الفكر المعاصر، دار الفكر: دمشق - سوريا، بيروت.
عدد الصفحات: 223
3 - الاستشراق والعولمة الثقافية
تأليف: منير بهادي
الناشر: دار الغرب للنشر والتوزيع: الجزائر
عدد الصفحات: 89
4 - انفجار سبتمبر بين العولمة والأمركة
¥