تواجه العديد من الإصدارات الببليوجرافية القائمة نقداً أساسياً يتمثل في الطابع اللابنيوي واللاتاريخي الغالب عليها؛ فهي تقدم حشداً من العناوين والمراجع الخاصة بالمرأة دون عناية بالنسق والبناء الاجتماعي الذي انبثقت عنه والتطور التاريخي الذي دلت عليه أو مراحل الصعود والهبوط والتحول في خطاب المرأة الذي تشير إليه؛ ولذلك استهدف فريق البحث في هذه الببليوجرافيا رصد موقف المجتمع العربي من قضية المرأة في أطوارها المختلفة، وكيف فكر المجتمع العربي بفئاته وتياراته المختلفة في المرأة؟ وما هي التبدلات التي لحقت برؤيته عبر تلك الفترات الزمنية المختلفة؟ وما هو موقع قضية المرأة عبر الخارطة الثقافية والسياسية للأمة ... وتأتي قضية السلطة وعلاقاتها وتداخلاتها بالمجتمع وقواه وأنساقه، والتطور التاريخي للنظم؛ أولوية أساسية في صدر اهتمامات الفريق؛ لأنه يتكون من مجموعة من الباحثات المختصات أساساً بالعلوم السياسية.
استراتيجية البحث:
النطاق الاجتماعي ـ الجغرافي للبحث:
يرصد البحث المصادر الخاصة بمشكلات وقضايا المرأة العربية المتاحة أو المتداولة في سوق الثقافة المصرية حيث تمثل مصر حالة مثالية للدراسة فهي تطرح أعرق تجربة عربية في إثارة إشكاليات وقضايا المرأة العربية في العصر الحديث.
الإطار التاريخي:
إن رصداً سريعاً لواقع المرأة والمفاهيم التي نمت حولها، وعدد ما نشر عنها قبل بزوغ القرن العشرين وبعده ليدل بقوة على نقلة نوعية تعطي هذا القرن أهميته المطلقة في تاريخ المرأة، ولذلك يغطي هذا البحث القرن العشرين عبر مراحله الأساسية والتي بدأت بأفول الدولة العثمانية، وحلول الوعي الوطني المرتبط بالدولة القومية، مروراً بمراحل الليبرالية، وتحولاً إلى النظم التحررية المناهضة للاستعمار الجديد والآخذة بمفاهيم التنمية المخططة المستقلة، ووصولاً إلى منعطف جديد يتمثل في المرحلة الراهنة؛ مرحلة العولمة الاقتصادية والثقافية فيما بعد سقوط الثنائية القطبية وهيمنة قطب دولي وحيد.
النطاق الموضوعي:
يشمل نطاق هذه الببليوجرافيا العديد من المجالات وثيقة الآصرة بموضوع المرأة مثل الأسرة والزواج والجنس والأحوال الشرعية، على أساس أن علاقات النوع هي محور تلك الأطر والمفاهيم. كما أن تلك الأطر هي في الوقت ذاته المقياس الحقيقي لتفاعلات الاندماج والتهميش والقوة والضعف والهيمنة والتمكين والاستضعاف في خريطة العلاقات الاجتماعية، وهي لب المنظور الاجتماعي لقضية المرأة.
مراحل العمل:
تم تنفيذ هذا العمل عبر أربع مراحل؛ هي:
1 - مرحلة جمع البيانات
2 - مرحلة تصنيف المادة
3 - بعد الانتهاء من القوائم والتصنيفات تم اختيار عدد من المصادر المهمة لتقديم عروض مختصرة حولها، وقد روعي في اختيار تلك العينات تمثيل المراحل الزمنية المختلفة، والاتجاهات والفئات، إلى جانب اعتبار أهمية وقيمة العمل ذاته.
4 - تحليل بيانات الببليوجرافيا كيفياً وكمياً: وقد تم هذا التحليل على مستويين:
أولاً: مستوى المراحل التاريخية كل على حدة.
ثانياً: المتابعة الأفقية لاتجاهات التطور في الخطاب عبر المراحل الثلاث.
ومما يلاحظ على النتائج التي قدمتها الباحثات أنها تعرضت لتقييم الخطاب بصورة سطحية لا تقوم على أسس علمية موضوعية، حيث إن القيم التي حكمن بها على اتجاهات الخطاب جاءت مجردة عن التعليل، كما أنها بحاجة إلى تفصيل وبيان، ومن ذلك قولهن: ([إن نظيرة زين الدين صاحبة كتابي «السفور والحجاب» و «الفتاة والشيوخ»] تصدت لمهمة فحص ومراجعة التفسيرات والآراء الفقهية التي يُستند إليها في عزل وتحقير النساء .. وعرضتها على كتاب الله وسنة رسوله؛ فأثبتت تعسفها وانحيازها. وطرحت قراءات بديلة استناداً إلى آراء أخرى مختلفة ولاجتهادها الذي تصدت له بعلم وافر باللغة والدين، ومساندة من والدها الفقيه المستنير، وإعمال لقواعد الاجتهاد ومناهجه الصحيحة بلا خروج عن نص الوحي أو روحه).
فهل هناك تفسيرات وآراء فقهية يُستند إليها في تحقير النساء، وما هي؟ وما المراد بتحقير النساء والتعسف والانحياز والفقه المستنير؟
¥