تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالموضوعات التي تحتاج إلى جمع شتاتها ولم عناصرها في كتاب واحد كثيرة، وإن هناك أمورا كثيرة أمرنا ديننا بالتمسك بها، هي أحوج ما تكون إلى توضيح وبيان، وإلى حصر وجمع حتى يسهل التعرف عليها، ومما أمرنا بالتمسك به هو الالتزام بأخلاق الرسول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلقد أمرنا بأن نتمسك بالأخلاق العالية الفاضلة، ورسولنا صلى الله عليه وسلم قد بعث ليتمم مكارم الأخلاق، فلن نجد أعظم منه أخلاقا ولا أتم منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وفي التمسك بأخلاقه صعود إلى الفضيلة والكمال، ومن أحوج الناس إلى معرفتها والتمسك بها هم الدعاة إلى الله، ولكن هذه الأخلاق والشمائل يجدها القارئ مبثوثة في الكتب، ولا يوجد كتاب يجمعها قدر الإمكان، ولهذا جاءت فكرة جمع هذه الشمائل والأخلاق عند الأستاذ: عبد الرحمن بن محمد بن ملوح وعرض هذه الفكرة على معالي الشيخ الدكتور: صالح بن عبد الله بن حميد،

فنتج عن هذه المشورة أن خرجت موسوعة عظيمة في مادتها، واسعة في

محتوياتها، رأوا تسميتها: (موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ)، والناظر في هذه الموسوعة يدرك لأول وهلة أنها لم تخرج بسهولة، بل صاحبها عناء ومشقة وتعب، ولكن على قدر ما تعبوا في إعدادها، على قدر ما تكثر الاستفادة منها، ولقد بذلوا في إعدادها طاقات بشرية من الباحثين والأكاديميين، غير ما أنفق في سبيل إخراجها بصورة حسنة من أوقات وأموال، لكن هذه المشاق لا تساوي شيئا في جانب ما نسأل الله عز وجل أن يكافئهم به.

لقد تعب القائمون على هذه الموسوعة حتى خرجت بالصورة التي هي عليه الآن، ولكن أقول: إن ما بذل من كل هذه الجهود ينبغي أن يتضاعف أيضا في مراجعتها بعد إخراجها، لأن هذه الموسوعة للقائمين عليها غنمها، كما أن عليهم غرمها، فما كان فيها من صواب فإنه سينسب إليهم، وإن كان فيها خطأ فقد ترجع تبعته عليهم.

ولقد لفت نظري أثناء استفادتي من هذه الموسوعة في إعداد خطبة الجمعة كل أسبوع أن هناك مواضع جانب القائمون على هذه الموسوعة الصواب فيها، وهذا ما حداني إلى أن أقوم بجمع ما ظهر لي أنه خطأ، ولن أذكر في هذه العجالة إلا أمثلة يسيرة على جانب محدد من الموسوعة، وهو تلك الحواشي والتعليقات التي لا تخلو منها صفحة من صفحات الكتاب في مجلداته الاثني عشر، وسأختار المجلد السابع من الكتاب، لأستخرج منه بعض الأمثلة على ما ذكرت آنفا، فأقول:

جاء في مقدمة اللجنة اللغوية للموسوعة أنهم اعتمدوا في تفسير غريب الألفاظ والغامض من الكلمات على كتب شروح الحديث: كفتح الباري وشرح النووي على مسلم وكتب غريب الحديث المعروفة، وهذا الكلام سنحتاج إلى الاستشهاد به فيما سيأتي، فأقول: يمكن أن أقسم ما وجدته من ملحوظات إلى خمسة أنواع:

النوع الأول: أن هناك مواضع أخطأوا في تفسيرها، فأتوا بتفسير لا يتمشى مع السياق الذي جاءت فيه تلك الكلمة أو العبارة المقصود تفسيرها، ومن ذلك ما جاء في ص (2619) لما ذكروا قصة أبي سفيان مع هرقل، جاء في الحديث ما نصه: أن هرقل أرسل إليه…… وكانوا تجارا في المدة التي كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش …الخ، أراد المعلق أن يفسر كلمة: (ماد) فقال في الحاشية رقم (8): ماد أي جاذب وماطل، وهذا التفسير غير صحيح، قال العيني في شرحه على البخاري 1/ 101: وأصله من المدة، وهي القطعة من الزمان ….أي اتفقوا على الصلح مدة من الزمان، وهذه المدة هي صلح الحديبية ……الخ.

ومثل هذا ما ورد في ص (2637) حينما فسر ربض الجنة الوارد في الحديث بأنه كل ما تأوي إليه وتستريح لديه، وهذا التفسير لا يتوافق مع سياق الحديث، ثم هو خلاف ما في النهاية لابن الأثير، ومنه نقل صاحب عون المعبود، قال: هو ما حولها خارجا عنها، تشبيها بالأبنية التي تكون حول المدن وتحت القلاع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير