تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كتاب الحروف للمزني]

ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[20 - 05 - 05, 04:02 ص]ـ

[كتاب الحروف للمزني]

الكاتب محمد حسني محمود

مقدمة:

صدر عن دار الفرقان للنشر والتوزيع في عمان بالأردن (كتاب الحروف للمزني) سنة 1403هـ/ 1983م، وقد تعاضد على تحقيقه والتعليق عليه والتقديم له الدكتوران محمود حسني محمود، ومحمد حسن عواد المدرسان بكلية الآداب في الجامعة الأردنية، وكتاب الحروف هذا أحد كتب علماء اللغة الذين عنوا عناية واضحة بالتأليف في معاني الحروف العربية واستعمالاتها، فأفردوها بمؤلفات خاصة.

وكتاب المزني في أصله ذو حجم صغير لكنّ المحققين ضخّماه كثيراً بحواشٍ وتعليقات. موضحة لبعض غوامضه، فالمؤلف رحمه الله تعالى في كتابه يقتصر على ذكر مصطلح الحرف ومثال له، فرأى المحققان أن يحيلا القارئ على الكتب المماثلة له لإزالة ما في عبارات الكتاب من إبهام وغموض، بل إنهما في كثير من المواضع ينقلان نصوصاً كثيرة من تلك الكتب.

ترجمة المؤلف:

كان عمل الدكتورين في كتاب ذا شقين:

دراسة الكتاب والمؤلف – تحقيق النص.

أما في الدراسة فأول ما يطالعه القارئ منها قول المحققين: (مؤلف كتاب الحروف الذي نقدمه إلى قراء العربية هو أبو الحسين المزني، كما جاء في نسخة الكتاب الوحيدة المحفوظة بمركز الوثائق والمخطوطات بالجامعة الأردنية، وهذه النسخة شريط مصور يحمل الرقم 280، ولقد بذلنا ما في الوسع والطاقة – بالرجوع إلى كثير من كتب التراجم التي بين أيدينا – من أجل الوقوف على خبر المؤلف، أو ذكر لشيوخه أو تلاميذه فلم نظفر بشيء مما سعينا إليه، وذهب جهدنا المبذول أيادي سبأ، وعلة ذلك أن لا نعرف الاسم الصريح لأبي الحسين هذا، ولا نعرف في أيِّ القرون سلخ أيامه وسنيه) [1].

وفي كلامهما هذا مزالق عظيمة عجبت لوقوع الدكتورين فيهما:

أولهما: أنهما حرّفا كنية المزني إلى (أبى الحسين) وهو (أبو الحسن).

وثانيهما: أنهما لم يذكرا أين يوجد أصل مخطوطة الكتاب الذي حققاه، لا في المقدمة ولا عند وصفهما النسخة التي اعتمدا عليها في التحقيق [2]، وإنما تحدثا عن مصورتها، ويبدو أنهما لم يعلما أن أصلها محفوظ في مكتبة جامعة برنستون في الولايات المتحدة الأمريكية.

وثالثها: عدم معرفتهما اسم مؤلف الكتاب، وادعاؤهما بذل ما في الوسع والطاقة والرجوع إلى كثير من كتب التراجم، ومع ذلك فلم يظفرا بشئ، وإني أشك في دقة كلامهما لأن للمؤلف ترجمة في كتاب السيوطي (بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة 2/ 183) وهذا الكتاب من مراجعهما، وهو من أوائل الكتب التي يرجع إليها الباحث في ترجمة نحوي، ولا أظن أن سبب عدم اهتدائهما إلى ترجمة المؤلف تحريفهما كنيته كما ذكرت آنفاً، لأنهما لو اطلعا على تلك الترجمة لتشبثا بها ولو كانت محتملة لديهما غير مؤكدة، لكنهما عمدا إلى تسطير ست صفحات في الدراسة [3] محاولين تسويغ عجزهما عن الظفر بترجمة للمؤلف، بأن كتباً غير قليلة نشرت وهي غفل من أصحابها، وضربا مثالاً لذلك كتاب (إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج) وذكرا أن الشك في نسبته إلى الزجاج بدأه المحقق للكتاب نفسه الأستاذ إبراهيم الأبياري [4]، ومع ذلك لم يثنه ذلك عن نشر الكتاب، ومن ثم أثبت الأستاذ أحمد راتب النفاخ أن الكتاب المذكور هو لأبي الحسن علي بن الحسين الأصبهاني الباقولي المعروف بجامع العلوم، لكنّ النفاخ ظنه كتاب الجواهر للأصبهاني [5] وكذلك صنع الزميل الدكتور إبراهيم بن محمد أبو عباة في رسالته التي نال بها درجة الدكتوراه من كلية اللغة العربية بالرياض ((شرح اللمع للأصبهاني: دراسة وتحقيقاً)) حيث أيّد رأي النفاخ بأدلة قطعية على صحة نسبه الكتاب إلى الأصفهاني [6].

وكان الأستاذ النفاخ قد قال:

"وأما القول الفصل فرهين بظهور نسخة من الكتاب تحمل اسمه الصحيح وتقطع الشك باليقين" [7].

وقد تكرم الأخ الدكتور عبدالرحمن بن سليمان العثيمين فأطلعني في مكتبة السليمانية باستنبول على نسخة من إعراب القرآن مخرومة الأول، لكن في وسطها عنوان كتب فيه: (الجزء الثاني من إعراب القرآن لجامع العلوم) وهي نسخة مخطوطة من الكتاب المطبوع المنسوب إلى الزجاج وهي في مكتبة شهيد عليّ تحت رقم (307)، فلم يعد هناك مجال للشك في اسم المؤلف ولا اسم الكتاب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير