أما قولك .. ((وعندي بعض أوراق مما لم تدخل في الكتاب وفاتت جامعه، فلم يلتفت التحقيق إلى النقص المشهور، وكان الأولى أن يكملا النقص بإضافات خارج الكتاب مع الإشارة إلى أنها مضافة .. )) فإنه مردود عليك، وذلك إننا طلبنا إليك – بكل أدب ولطف. تيسير الوقوف على نسخة المؤلف، لنفيد منها .. أبيت ونأيت بجانبك وبسطت لسانك في الثلب والتعريض. أما اقتراحك (باضافات) تكون خارج الكتاب، فهو مردود أيضاً، لأننا في معرض نشر مخطوط، ولسنا في معرض تأليف.
ونحن نعلم والعالم كله يعلم أن من أظهر صفات المؤرخ، الحيدة والنصفة وعدم الخضوع لسلطان الهوى والعاطفة ..
فإنك أشرت في موضعين من الكلمة، إن المحققين استغلا أمراً خارجياً عن موضوع الكتاب وحاولا أن يمدحا نفسيهما من جهة ومن يمت إليهما بصلة من جهة أخرى، وأن يلهجا بذكر أستاذهما محمد بهجة الأثري وأن يقولا أنه من تلاميذ الألوسيين .. ونفيت كون الأستاذ الأثري من تلاميذهم .. ((مع العلم أنه لم يسبق أن تتلمذ على واحد منهم .. )) – نعم هكذا ...
مرحى مرحى .. هوّن عليك يا أبا (فاضل) ... أهكذا تسجل الحوادث التاريخية، وهل سمع أحد – من قبل – أن التاريخ يقوم على التخرص .. !
أما محاولتنا لمدح نفسينا، فتقوم على شقين .. هما:
الأول – أن الأستاذ جمال الدين الألوسي، أوضح في مقدمة الكتاب – في معرض الكلام على الأسرة الألوسية – علاقة أسرته بها .. وهذا حق وواجب .. وهو: ((ابن بجدتها .. وصاحب الدار أدرى بالذي فيها)).
ووالده سَمي المؤلف تماماً، وشهر باسم: ((علي علاء الدين الألوسي)). وأنت لا يسعك نكران مكانته .. ولا نظنك تجهل كرم رفده وسعة جاهه، وكثرة رماده .. !!
وكل محاولته – الأستاذ جمال الدين الألوسي – لمدح نفسه ...
أشرنا في هامش الصفحة/ 49 ما نصه: ((وقد رأينا، ونحن نترجم للمؤلف، أن نشير إلى وجود عالم وأديب وشاعر مشهور آخر عرف بهذا الاسم ((علي علاء الدين الألوسي)) دفعاً للبس وجلباً للايضاح والتنوير – وهو والد السادة: حسن حسني وشمس الدين وجمال الدين وكمال الدين، ولد في 1281هـ في (آلوس) وتوفي في تكريت سنة 1354هـ - 1935م وقد رثاه جمهور من الأدباء والشعراء وله آثار نفيسة مخطوطة في خزانة نجله (جمال الدين) ومنها، ديوان شعره الكبير، وآثاره الأخرى ..
1 - الأرجوزة الرضية والدرة المضية في التوحيد والعقائد بلغت أربعة آلاف بيت. – مخطوط -.
2 - الرحلة – وصف بها رحلته إلى استانبول – مخطوط.
3 - لمعان صحيح النقول في الحديث والثقافة الاسلامية – مخطوط.
4 - الأدوار والأطوار ومشاهدات الأخيار – مخطوط.
5 - الخطب المنبرية – مخطوط .. )) اهـ.
فبالله عليك – أيها القارئ الكريم – لو أغفلنا الإشارة إلى مثل هذه الملاحظة، هل نكون قد أدينا مهمة نشر الكتاب، وارجاع الأمانة إلى أصحابها .. أليس معرّة علينا إذا اغفلنا ذكر هذا الرجل .. ونحن نترجم للمؤلف الذي عرف هذا الاسم .. وكان الأحرى بنا أن نفرد له فصلاً خاصاً به من فصول المقدمة، ولكن خشينا أن يقال علينا مثل ما قاله الأستاذ العزاوي ..
هذا كل ما حاول الأستاذ جمال الدين مدح نفسه به ..
أما محاولتي – أنا – في مدح نفسي، فإنني عرّفت بعلم من أعلام العراق في القرن الماضي، وقد ورد ذكره في الصفحة / 175 في أثناء كلام المؤلف على (الشيخ داود بن جرجيس العاني النقشبندي). وهذا المترجم هو الشيخ موسى الجبوري، وهو من أقطاب المتصوفة في عصره، وخليفة الشيخ خالد النقشبندي – وترجمته كما ترجمت غيره من الأعلام الواردة في الكتاب، وترجمته بما هو نصه: ((الشيخ موسى الجبوري، هو سراج الدين موسى الجبوري، من أظهر رجال المتصوفة في عصره، عالم جليل، ورع تقي، ومن خلفاء الشيخ خالد النقشبندي، توفي في بغداد، ضحوة الثلاثاء واحد وعشرين من ذي القعدة سنة 1246هـ ودفن في داخل حجرة في مسجد الست نفيسة في الكرخ من بغداد جوار محلة التكارتة، ثم نقل رفاته أعيان عشيرة الجبور إلى جامعه الكبير والمعروف اليوم بـ ((جامع الشيخ موسى الجبوري)) في محلة المشاهدة في الكرخ، وقد أعادت (مديرية الأوقاف العامة) بناء هذا الجامع في مطلع عام 1966، انظر ((المستدرك على الكشاف))، صفحة 60 و ((حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر)) 3/ 1566)) اهـ.
هذا ما قلته في ترجمة الشيخ موسى الجبوري، وهذه محاولتي في مدح نفسي ... !!
¥