وقال أيضاً: (( .. ولذلك لم نر له غير تلميذ واحد يرجى أن يكون خلفاً صالحاً له في التدريس والتصنيف واحياء موات الكتب النافعة بالتنقيب عنها واستنساخها والسعي لطبعها، وفي غير ذلك من فضائله، ألا وهو الأستاذ الشيخ (محمد بهجة الأثري) فقد عهد الفقيد – يعني الامام محمود شكري الألوسي – إليه بمكاتبتنا بالنيابة عنه لما تناوبته الأمراض في السنين الأخيرة فرأينا من مكتوباته خير مثال لمكتوبات استاذه في اللفظ والمعنى، وفي الخط أيضاً، فخطه كخطه كأنه هو، ولولا آمالنا بهذا لكان حزننا على فقيدنا العزيز مضاعفاً أضعافاً كثيرة .. )) اهـ - اعلام العراق – الصفحة 185، المطبوع بمصر – المطبعة السلفية – سنة 1345هـ.
وقالت مجلة ((لغة العرب)) المجلد الخامس، الجزء الأول، في الصفحة 58 ما نصه: ((الأثري من أوفى تلاميذ محمود شكري الألوسي، فقد رفع له هرماً أدبياً يطاول أهرام مصر.)).
وقالت المجلة نفسها في المجلد الرابع، الجزء السابع، في الصفحة / 429 ما نصه: ((وهو خريج الشيخ العلامة – محمود شكري الألوسي – ومن أعز أبنائه في العلم وكثيراً ما كان يفتخر به وبسعة معرفته ويقدمه على سائر التلاميذ الذين قرأوا عليه.)). اهـ.
وأما قولك .. بأننا قلنا: (( .. لولا الأثري لاندثر ذكر أبي الثناء .. )) فهذا القول لم نقل به .. ونتحداك إذا جئتنا بنص واحد يؤيده .. والذي قلناه في هذا المعنى هو: ((ولولا سيرهم – نعني أعلام الأسرة الألوسية – التي احتواها المسك الأذفر والدر المنتثر وأعلام العراق لأنجب تلامذتهم وأعلمهم وأجلهم أثراً في خدمتهم وخدمة العربية وتخليد مآثرهم – ونعني به الأستاذ الجليل محمد بهجة الأثري. لعفى الزمن على ذكر الكثيرين من أهل الفضل والعلم والأدب)) اهـ. صفحة / 6 من مقدمة الدر المنتثر ...
وهل يختلف في هذا اثنان .. ؟؟، فالحقيقة السافرة تقربه، وتؤيده الشواهد، ويعترف به الواقع ..
أما وصفك أسلوب الأستاذ الأثري، بصيغة السائل المنكر بقولك:
وماذا كتب الأستاذ الأثري غير السجع الجاف والتزويق بألفاظ فارغة وعبارات سمجة – كذا – وعبارات سمجة – وإنني أجزم جزماً تاماً على أن وإنني أجزم جزماً تاماً على أن المحامي العزاوي يجهل لفظة ((سمجة)) ولا يخطر بباله لمح من معناها، والدليل لو عرف معناها، لما جاء بها هنا، ونحن نقول له إن ((السماجة)) لا تعني ((القبح)) كما هو معروف عند القوم .. ومعناها الهزل، ضد الجد، وإني أجد معك يا أبا فاضل .. يقال: أهل السماجات، يعني: الحكاة الهزلون المضحكون، ((انظر – المباحث اللغوية في العراق صفحة / 5 للعالم اللغوي الدكتور مصطفى جواد – شافاه الله)). ويحلو للأستاذ العزاوي أن يتهم الآخرين بالسرقة .. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل دلالة بينة على قنوطه وعلى ابلاسه من كل شيء .. ولعله يريد ذر الرماد في العيون، تهمة. فإنه اتهمنا بسرقة فصلة من كلامه تقدر بنصف الصفحة في أثناء كلامنا على نثر وشعر أبي الثناء الألوسي .. ولم يتورع بهذه التهمة .. مع العلم أننا قفينا على خاتمة الفصل بذكر المظان التي استقينا منها مادة هذا الفصل ومنها كتاب ((ذكرى أبي الثناء الألوسي)) والحمد لله، لم يقل الأستاذ العزاوي أننا نسبنا هذه ((السرقة)) إلينا.!!
والاتهام بالسرقة .. أمر منكر، وأشد نكارة منه أن يقال للسارق – حقاً – أنه سرق؛ وإنما يقال: أخذ فلان من فلان .. تأدباً .. هذا في حكم السرقة في الشريعة الإسلامية .. فتأمل الحكمين .. !!
وكذلك يقال في تهمته لنا – أيضاً – في سرقة .. كلامه في ذكر (إبراهيم بكتاش زاده آل اليتيم) في أثناء الحديث على مقرظي ((روح المعاني)) .. لأننا اعتمدنا جملة مظان في هذه التقاريظ ومنها ((ذكرى أبي الثناء)) ...
هذا خلق ((مؤرخ العراق)) ..
فذا بلد العجائب ليس فيه
قياس والمغفل من يقيس
هكذا أراد (المحامي) عباس العزاوي .. رمتني بدائها وانسلت .. وكم أردنا أن نفهم قول العزاوي: ((والمحل ليس محل حساب، وإلا فضحت نوايا كثيرة لابطال دعوات:
أنا ابن بجدتها، علماً وتجربة
فسل بسعد تجدني أعلم الناس))
ولا ندري، أهو أعلم الناس بالشتم والثلب .. والله لسنا ندري ولا ((المنجم يدري)).
وبعد هذه العسلطة في القول .. راح يتبجح العزاوي، بدعوى نقد الكتاب، وذكر ما فاتنا من توضيحات علمية .. هكذا .. فليتأمل القارئ هذه التوضيحات العلمية ..
¥