تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولن تجد في الكتاب كله إشارة إلى مسجد واحد لفت نظر السيدة صاحبة الرسالة حتى مسجد محمد علي الذي هو عنوان تلك القاهرة ويأخذ بلب الأجانب من السواح. وحتى بعد أن سافروا على أسبانيا

والسيدة لا تعرف الأندلس)) وصفت الكثير مما رأت ولكنها لم تقل كلمة واحدة عن شيء يسمى مسجد قرطبة الذي يعتبر من أعظم الآثار التي يقف أمامها ملايين السواح مذهولين ((

وإذا كان الكتاب ذو الثلاثمائة صفحة قد حوى كما قدمت لك من قبل سطور قليلة عن الذكريات في مصر فإن الأغلب في هذه الذكريات عن القسس والأساقفة والأب فلان والمستشرقين اليهود الذين كانوا يزورونهم

(((((أما القلق العميق فقد عرفته القاهرة لحظة تهديد العلمين في حين أصاب الذعر اليهود فساعد طه حسين بعضاً منهم على الرحيل ومنهم تيجرمان

((((((((وهكذا لا تذكر سوزان طه حسين إلا المعالم والأشخاص والأماكن المسيحية)))))

وقد فكرت في نقل بعض السطور لإبراز هذا المعنى فوجدت أن ذلك معناه أن أنقل الكتاب كله

(((((((((فكأنت السيدة تخشى أن يتهمها أحد لا أقول بانسلاخها من المسيحية بل لقلة حماسها للمسيحية ولعل هذا الحماس كان يتصاعد على مر الزمن وخاصة بعد أن تحول طه حسين إلى التراث الإسلامي في أخريات حياته ((((((((((.

وإذا كان احتفاظ مدام سوزان بمسيحيتها أمر يقره الإسلام فقد أباح التزوج بكتابية فإن ما لا يسمح به الإسلام على وجه التحقيق أن تضل الكتابية على ولاؤها لمجتمعها القديم حتى ولو دخل في صراع عدواني لمجتمع زوجها المسلم ومدام طه حسين ظل ولاؤها لفرنسا حتى بعد أن جاءت لتسحق مصر وتذلها

((((((و لا يتصور متصور أنها عاشت ستين سنة مع اللغة العربية دون أن تعرف هذه اللغة وعاشت في مصر خمسين سنة دون أن ينفذ إلى بيتها إحدى أغاني أم كلثوم أو عبدالوهاب أو سيد درويش حيث لا تجد في الكتاب أي أشارة عن قرب أو عن بعد لشيء من هذا ((الرجس)) حيث ترى الأحاديث المستفيضة عن موسيقى ((باخ)) وكل صنوف الموسيقى الغربية والأوبرا والمسرحيات الفرنسية بل وكانت تقام حفلات لهذه الموسيقى الغربية وكان العازف ((أعمى ((في بعض المناسبات ...

أن هذه السيدة ظلت تعتبر نفسها خلال خمسين سنة فرنسية مسيحية تؤدي رسالة (((((!!!!.

فالكتاب لا يخلو من إقرار صريح وقاطع في أن فرنسا لا تخطئ أبداً.

يقول المجاهد أحمد حسين تحت هذا العنوان:

وأحسب أنه لم يعد هناك شك في تمسك سوزان طه حسين ليس فقط بمسيحيتها بل بفرنسيتها وأن ذلك كان يتزايد كلما قوي طه حسين وعلا صيته حتى أنها أصدرت هذا الكتاب ليكون ذروة ذلك بعد وفاة طه حسين وصيرورته إلى ما صار إليه فما هي الرسالة التي قبلت السيدة الفاضلة سوزان أن تتزوج الأجنبي الأعمى وفوق ذالك مسلم؟!!!!!!!!

ولن تجد صعوبة في تحديد هذه الرسالة فهي مبثوثة في كل صفحة بل في كل سطر ولكننا كالعهد بنا لا نسمح لأنفسنا بالاستنتاج ولكننا ننقل نصين أو ثلاثة من عشرات النصوص الصريحة القاطعة (ص143)

فأصدر مجلة الكاتب المصري، كانت هذه المجلة تستجيب للهدف الذي لم يتخل عنه أبداً وهو أن يقيم أكثر ما يمكن القيام به من الصلات بين الثقافة الغربية ومصر والعالم العربي

وتقول:

كان البرفسور جاك بيرك يقول لي قبل فترة من الوقت لقد أراد طه حسين أن يقرب الشرق من الغرب، أما أنا فأريد أن أقرب الغرب من الشرق

وتقول أيضاً) ص 37): (ويقص علي بكثير من التهكم وقائع إحدى جلسات الجمعية الملكية الجديدة للدراسات التاريخية إذ لم يكن بالطبع على اتفاق مع اتجاهات الأكثرية: يجب الاهتمام حصراً بمصر الإسلامية أما ما تبقى من العالم فلا يهمنا، لا تهمنا مصر الفرعونية والهلينية أو الرومانية هل نحن مستقلون؟! وكنت أثور غضباً!!!!!

ويعلق أحمد حسين على هذا بقول:

أي أن الدكتور كان يحدثها متهكماً وكانت هي تفور غضباً عندما يقال أنه يجب الاهتمام فقط بمصر الإسلامية.

ويختم أحمد حسين مقالته عن طه حسين بهذه الأسطر:

وبعد فأحسب أنه من الفضول أن أثبت ما هو ثابت بل لما صدر الكتاب لإثباته، وهو أن طه حسين كان يحيا في بيته وخاصة في النصف الأول من حياته كمستشرق مشبع بالعطف على مصر ولكن هواه الأكبر مع فرنسا والإغريق والثقافة الأوربية بخيرها وشرها بحلوها ومرها ... إلى آخر ما كان يقول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير