تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[26 Oct 2008, 04:48 م]ـ

بارك الله بكم شيخي على حسن ردكم ..

قلتم: " ما تطلبه مني شيء عظيم والعمل به عليه أجر كبير، وأنا والحمد لله لي صحبة مع القرآن منذ أربعين سنة، ومجاز في رواية حفص رحمه الله تعالى، ودرست وأشرفت في دورات التجويد على مستو عال مدة سبع سنين، ولولا اهتمامي بالقرآن ما صرفت ما يقارب العشرين عامًا من عمري في البحث في المعاني التي قامت عليها الرسم القرآني، وهذا العمل لا يؤديه أحد عني " ا. هـ

إذن - صدق ظني - لم تتعلموا القراءات ولا الرسم. أنا لم أتحدث عن علم التجويد، وهل أظن في مثلكم أصلا الجهل بالتجويد الذي صار بعض أطفالنا يُدرسونه.

ثم هل يحق لمن درس التجويد فقط أن يكتب بحثا حول رسم المصحف؟!

أيعقل أن تنشر كل هذه الأبحاث بطولها دونما مراجع ومصادر؟!

ما يعني قولكم صحبتم القرآن أربعين سنة؟ كلام يحتمل!!

هل أربعين سنة بين يدي علماء القراءة والتفسير واللغة والفقه؟

أم أربعين سنة أقرأ في المصحف وحدي في بيتي لأفهم منه ما أفهم؟

أضعتم عشرين عاما في البحث في علم لم تدرسوه أصلا؟!! قصدت مادة البحث، ناهيكم عن البحث الذي قام على منهج غير صحيح ..

أما في مادة البحث .. فكثيرة هي الأمثلة ..

تأتون بظاهرة مثل (حذف الألف) من كلمة - مثلا - دون أختها، فتبحثون في قواميسكم ومعاجمكم الخاصة عن تحليل وتفسير تثبتون به إعجاز هذا الحذف .. إلى أن تجدوا ولا بد أي علاقة من أي نوع .. ثم تنشرون بحثكم .. فماذا لو أخبرتكم - بارك الله بكم - أن هذه الألف التي (برمجتم) وهيأتم وبنيتم كل تفكيركم على أنها محذوفة، وصار إتيانها ثابتة في نظركم غير ممكن ولا يتصور بحال - وهكذا ظن قارئ كلامكم - .. ماذا لو أخبرتكم أنها جاءت ثابتة في كل المصاحف عدا المصحف الذي بين يديكم لسبب ما - تجدونه عند أهل العلم -؟!

كيف يكون موقفكم إذن؟

هذا مثال عام، ولو أردتم ذكر أمثلة وكلمات بعينها في كل موضوع لكم فعلت ..

أما منهج البحث:

فقد قامت جل أبحاثكم على تصورات وتخيلات فلسفية باطنية صوفية تُغلَّف أحيانا لتظهر في قالب يخالف منهج السابقين كالمراكشي ومن تبعه .. ولكن هيهات .. هي هي .. نفس نمط التفكير .. لا مرجع لها إلا عقل صاحبها .. كل ظاهرة عنده لها تأويل وتفسير .. ولو نقضتها أتى لك بتفسير غيره وهكذا .. ولا بد أن يجد .. من أي وجهة كانت .. ومن أي مجال كان .. من الزراعة أو الطب أو اللغة أو الفلك أو غيره .. لا بد أن يجد علاقة .. وكل منهم بحسب ما درس وفهم في مجاله .. فأستاذ هذا المنهج - المراكشي - كان عالما بالحساب والفلك لذا جاء تفسيراته للرسم في فلك ما يعلم .. ثم جاء من بعده من هو عالم بالطب أو الزراعة أو اللغة أو غيرها .. لذلك لا يستطيع أحدهما ولا يحق له أن ينقض تأويل صاحبه! كيف ذلك وهما واحد وإن اختلفت المصطلحات لتفاوت معارفها؟!

تذكرني هذه الأبحاث بتلك النكتة التي سمعتها عن الرجل المتعالم الذي سأل عن العلاقة بين الشجرة والتلفاز .. فقالوا لا ندري .. قال الشجرة يصنعون منها منضدة نضع عليها التلفاز .. فخطأة رجل وقال .. ليس هكذا .. إنما الأمر أن الذي صنع التلفاز كان أبوه حطابا، فرد ثالث مختنقا منهما وقال بل الصواب أقرب من ذلك بكثير .. نرى الشجرة في التلفاز .. وهكذا .. وبعدد العقول ترى تأويلات كلها في ميزان البحث العلمي تخاريف لا أكثر. أعلم أنكم تفهمون قصدي جيدا.

ليس أحدهم بوقاف عند الدليل .. كان المراكشي ومن تبعه ليس لهم من علوم القرآن ناقة ولا جمل .. العلم أولا ثم البحث فيه وفي دقائقه .. على الأقل إن أخطأ في البحث يبقى له شرف العلم ..

ثم قلتم - وفقكم الله -: " أما نظرة الإشفاق فهي كبيرة؛ وفيها صد عن تدبر كتاب الله تعالى؛ بكلامه ورسمه. "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير