(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) سورة البقرة (76)
وقال تعالى:
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) سور الأنعام (91)
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) سورة المائدة (41)
الدليل الثاني:
مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ ....
التوراة رحمة والإنجيل رحمة، وتحريفهما أو شطب كلمة منهما يعتبر إمساكا لرحمة الله عن الوصول إلى الناس، فيستحيل أن يمسك أحد رحمة أرسلها للناس.
أما كلامك هذا فهو استدلال في غير محله، فهل استطاع أحد أن يمنع نزول التوراة والإنجيل على موسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام؟ ولكن إذا كذب الناس بهما،و قتلوا الأنبياء والرسل فيما بينهما، فهل هذا إمساك لرحمة الله تعالى؟
فليفهم القرآن على وجهه ولا يجوز لي أعناق النصوص لتوافق أقوالنا.
الدليل الثالث:
لقد سمى الله اليهود والنصارى ب (أهل الكتاب)،لو كانت التوراة محرفة فكيف يسميها الكتاب وهؤلاء أهله!! يليق بهم أن يدعواأهل الكتاب المحرف ...
هذا باعتبار ما نزل إليهم، وباعتبار ما عندهم من الحق ويكتمونه، ثم ليس هذا مدحا لهم، بل هو ذم لهم، كما قال الله تعالى:
(وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة البقرة (109)
(وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)) سورة آل عمران
فها هو يناديهم بهذا الوصف ويصفهم بالحسد والكفر وكتم الحق و لبس الحق بالباطل.
الدليل الرابع:
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ...
في الآية إثبات لوجود الإنجيل، وإثبات لوجود أهله، فهم مأمورون أن يحكموا بما أنزل الله فيه، وأهل الإنجيل منهم من سكن مصر ومنهم في في روما وفي أثينا وفي الحبشة ... ونسخ الإنجيل في كل الأمصار هي نفس النسخة، فهل الذي حرف الإنجيل طاف جميع البلدان ليحرف كل النسخ!!
في قوله " وليحكم " قرءاتان:
قرأ حمزة بكسر اللام فتكون للتعليل:أي أن الله أنزل الإنجيل على عيسى عليه السلام فيه هدى ونور وتصديق للتوارة وأيضا من أجل أن يحتكم إليه من أنزل إليهم.
وقرأ الجمهور بسكون اللام فيكون الفعل للأمر، وهذا يحمل على قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بدليل الآية التي بعده
¥