(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ) سورة المائدة من الآية (48)
أما كون الآية تثبت وجود الأنجيل فنعم، لكن هل هو الكتاب المقدس المزعوم؟
أما كون النسخ في كل الأمصار واحدة فهذه دعوى كبيرة، فالبروتستانت تختلف طبعتهم عن طبعة الكاثوليك بسبعة أسفار، وتراجمهم العربية كل واحدة تختلف عن الأخرى. والأسفار المخفية أكثر من المظهرة.
الدليل الخامس:
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ....
هذا خطاب الله لرسوله عليه الصلاة والسلام يأمره أن يقول لأهل الكتاب: لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ، هل يأمرهم أن يقيموا شيئا لا وجود له!!
قال تعالى: وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ...
الآية تثبت أن معهم التوراة، لو كانت محرفة أو منقوصة لما سما ما معهم (التوراة).
الجواب:
أولا لماذا لا تكمل الآية:
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) سورة المائدة (68)
وإقامة التوراة والأنجيل يكون باتباع ما أنزل الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم فهو المبين لما بقي بين أيديهم من الحق كما قال تعالى وفي نفس السورة:
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)) سورة المائدة
أما قولك:
قال تعالى: وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ...
الآية تثبت أن معهم التوراة، لو كانت محرفة أو منقوصة لما سما ما معهم (التوراة)."
أفما كون التوارة معهم فنعم لكن أين هي؟ هل هي العهد القديم؟ اسأل اليهود اليوم.
أما تسميتها التوارة فمن قال أن الله يريد بها المحرفة أو المنقوصة؟
ختاما أتوجه إليك بسؤال أرجو أن تجيبني عليه:
ما ذا تريد أن تثبت من خلال هذا النقاش باختصار ووضوح؟
وفق الله الجميع لما فيه الخير
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[22 Mar 2009, 08:25 م]ـ
الأخ الفاضل محب القرآن جزاك الله خيرا فقد كفّيت ووفّيت.
الأخ الكريم أبو علي، أضيف إلى كلام الأخ محب القرآن الأمور التالية:
هل الإنجيل الذي بين يدي النصارى هو الإنجيل الذي تقصده؟ فإن أجبت بنعم نقول: إنجيل متى أم مرقص أم لوقا أم يوحنا؟ حيث أنها تتناقض في مواقع كثيرة. وإن قلت لا ولا واحد منها، يكون كلامك عندها صحيح ويبقى السؤال أين الإنجيل الصحيح؟ ولماذا نتحدث إذن عن إنجيل ليس بين أيدينا الآن.
هل تعلم أن النصارى يقرّون بأن الأناجيل كانت حتى القرن الرابع الميلادي أكثر من مائة إنجيل حتى مؤتمر نيقية الذي أخذ أربعة منها وحرم وحارب الباقي.
حفظ القرآن الكريم ليكون حجة على الناس إلى يوم القيامة لأن القرآن جاء إلى جميع الأمم إلى يوم القيامة. أما الإنجيل والتوراة فجاءت مؤقتة في الزمان ولبني إسرائيل، فلماذا تحفظ بعد انتهاء دورها. وحفظها الحقيقي يكون بحفظ القرآن الذي هو جوهرها. وإليك هذا المثال التوضيحي: تجيز التوراة التي بين أيدي اليهود الآن زواج العمة والخالة وابنة الأخ وابنة الأخت، فما فائدة وحكمة حفظ هذا بعد تحريم ذلك؟.
بقي من النصارى من هم على الدين الحق إلى بعثة الرسول عليه السلام وقصة سلمان الفارسي دليل على ذلك. ولم يعد لهؤلاء وجود لأنهم أسلموا أما أهل الانحراف فبقوا وتناسلوا.
التحريف طال البعض ولم يطل الكل، ومن هنا سمي تحريفا. وفي مسائل محددة طلب منهم أن يأتوا بالتوراة ويحتكموا إليها. وهذا يعني أنها لم تحرف أي هي مما بقي من الحق والذي لا نعرف نسبته. وكذلك الأمر في الإنجيل. ومن أمثلة ذلك عندما سأل الرسول عليه السلام الحاخام:" أسألك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزنا في كتابكم؟ ". فالقرآن أقر بأن بين أيديهم توراة وأنهم أضافوا وبدلوا.
التوراة الموجودة الآن والتي هي أول خمسة أسفار من العهد القديم، النسخة التي بين أيدي السمرة في نابلس فيها 5000 اختلاف عن التي بين أيدي اليهود في باقي فلسطين.
الأناجيل الموجودة الآن مترجمة عن اللغة اليونانية القديمة على الرغم من كون اللغة التي كتبت بها الأناجيل القديمة هي اللغة الآرامية. ولا توجد نسخة آرامية. والنسخ المترجمة لا يعرف اسم المترجم أي لا تعرف حاله، وهذا عندنا يجعل الرواية ضعيفة. والترجمات الموجودة غير متطابقة ويبنها اختلاف إلى درجة الحذف والإضافة في الإنجيل الواحد.
¥