في الموصل على صيانة مكتبة الأوقاف العامة والآثار الخطية المهمة فيها ومدى تفاني المسؤولين والعاملين فيها على إبقاء هذه المكتبة شعلة تنير طريق طلبة العلم وتخدم العلم والعلماء إدراكاً منهم لشرف الرسالة التي يؤدونها ونبل المعاني السامية التي يتجشمون عناء المحافظة عليها، حتى أن بعضهم كان يسهر الليالي الصعبة التي كانت تتعرض فيها مدينة الموصل لأشد الغارات تدميراً ويعرضون أنفسهم لخطر أشد الأسلحة فتكاً، و يناشد أبناء الموصل الغيورون جميع الأخوة المسلمين في أرجاء الأرض أن يتحملوا مسؤولياتهم في الدفاع عن العراق ومساعدته على تجاوز محنته المتمثلة بالاحتلال المقيت الذي هو أشد خطراً على التراث الإسلامي الأصيل من أي شيء أخر، وأن خطر تعرض المكتبة للمداهمة من قبل الأمريكان قائم، فهم يرتكبون الجرائم بدم بارد ولا يهمهم إذا ما كان الذي يحرقونه حطب رخيص أم أثر نفيس، نصَّبوا أنفسهم قضاة وجلادين، غير آبهين من وازع أو ضمير أو سلطة أو قانون، مخالفين لكل الأعراف والمواثيق التي تحرم تدمير الآثار أو نهبها كما نصت على ذلك اتفاقيات جنيف التي كانوا هم أحد الدول التي وقعت عليها.
مكتبة المتحف الوطني العراقي
مكتبة المتحف الوطني العراقي من المكتبات المهمة التي تعنى بجمع المخطوطات الأثرية النفيسة والأصلية فهي تضم أكثر من أربعة آلاف مخطوط نادر كتب أغلبها باللغة العربية وبعضها بلغات أخرى كالإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والتركية والفارسية والكردية والعبرية والسريانية والأودوية والصابئية وغيرها.
وتتناول هذه المخطوطات مواضيع علمية متنوعة منها: الطب والرياضيات والمنطق واللغة والتأريخ والجغرافيا والعلوم الشرعية كعلم الحديث والفقه والتفسير والعقائد .. ألخ.
ومنها مخطوطات نادرة فريدة كتب بعضها بخط مؤلفيها ويعد كتاب (المجمل في اللغة) لابن فارس الذي كتبه سنة 446ه - 1054م من أقدم المخطوطات المؤرخة التي تمتلكها المكتبة.
موقع المكتبة
تقع المكتبة حالياً في مبنى المتحف الوطني العراقي في منطقة (علاوي الحلة) من جانب الكرخ في بغداد بالقرب من بناية البريد المركزي العراقي وهي بناية حديثة وأنيقة مكونة من أقسام متعددة تبعاً لتقسيمات المتحف الوطني حيث تشغل المكتبة بناية واسعة من بنايات المتحف الوطني العراقي.
تطور المخطوطات في المكتبة
تواردت المخطوطات إلى المكتبة منذ عام 1359ه - 1940م،وكان أول كتاب اقتني وسجل في سجل المخطوطات هو كتاب (معجم البلدان) لياقوت الحموي،وأضيفت بعده مجموعة مخطوطات المرحوم رشيد عالي الكيلاني رئيس وزراء الحكومة العراقية في العهد الملكي.
وأخذت هذه المخطوطات تتزايد أعدادها عن طريق الشراء والإهداء ومن أكبر المجموعات التي دخلت المكتبة تلك التي أهديت من الأباء الكرمليين في بغداد والتي تعرف اليوم بمخطوطات الأب أنستاس ماري الكرملي والتي سجلت في المكتبة سنة 1373ه -1953م والبالغ عددها (435) مخطوطاً.
وقد أصدر الأستاذ كوركيس عواد مدير مكتبة المتحف الوطني العراقي السابق فهارس عديدة لها نشرة في مجلة سومر التي كانت تصدرها مديرية الآثار العامة ببغداد، تناول فيها المخطوطات الطبية والأدبية والتاريخية.
وقد قام الأستاذ أسامة ناصر النقشبندي بإعداد فهرست للمخطوطات اللغوية
(النحو والصرف والبلاغة والعروض والقوافي والمعاجم وفقه اللغة) وبلغ عدد تلك المخطوطات أكثر من (503) مخطوطات.
مثال/
شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ
كلاهما لجمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي المتوفي سنة 672ه - 1273م،
قال المؤلف في هذا الشرح: (هذه تنبيهات مختصرة يستعان بها على فهم ما تضمنته مقدمتي الموسومة بعمدة الحافظ وعدة اللافظ).
كتبه بقلم معتاد محمد هاشم الموسوي 1250ه - 1834م،
الرقم 537،
القياس 21 × 15،
ص 188،
س23.
مكتبة المتحف الوطني العراقي وتأريخ سقوط بغداد في 9/ 4/2003م
¥