تعرض المتحف الوطني العراقي في يوم سقوط بغداد في يد القوات الأمريكية وحلفائها إلى هجوم همجي استهدف جميع القطع الأثرية النادرة التي لا تقدر بثمن والتي يعود تأريخ بعضها إلى 5 آلاف سنة قبل الميلاد، فنهبت تلك الآثار بمساعدة من القوات الغازية وقد شوهدت جماعات مختلفة تقتحم مبنى المتحف الوطني العراقي بعضهم عراقيون مدفوعون من جهات عميلة وبعضهم يهود إسرائيليون وبعضهم أمريكان جاءوا بملابس عسكرية تارة وتارة بملابس الصحفيين والمراسلين، فنهبوا وسرقوا وأحرقوا ثم بعد ذلك وضعوا قوات أمريكية مدرعة بالدبابات بحجة حماية المتحف الوطني من السرقة بعد أن سرقوه.
وأخيراً فتحت أبواب المتحف للعاملين فيه حيث أكد لنا السيد (دوني) مدير المتحف الوطني العراقي نجاة أكثر تلك المخطوطات الموجودة في المكتبة من السرقة إلا أنه لم يطلعنا على شيء منها لدواعٍ أمنية.
دار صدام للمخطوطات
دار صدام للمخطوطات من أكبر دور المخطوطات في القطر العراقي وأكثرها كماً وأقدمها تصنيفاً وأجودها نوعية فهي مقارنة بغيرها من الدور والمكتبات الأهم على الإطلاق حيث يربوا عدد المخطوطات في المكتبة على 60,000 مخطوطة في شتى العلوم والمعارف والفنون والآداب.
وتعتبر دار صدام للمخطوطات حديثة نسبياً إذ يعود تأريخ تأسيسها إلى عام 1989م، حيث أوعزت الحكومة العراقية السابقة إلى الوزارات كافة بتبني فكرة إنشاء دار للمخطوطات يراعى فيها أن تكون أكبر دار للمخطوطات في القطر العراقي، فاختير لها مكان حرصت الحكومة فيه على أن يكون الموقع مميزاً فاختير لها دار السيد توفيق السويدي رئيس الوزراء العراقي السابق (العهد الملكي) مع دارين كبيرين أخريين مجاورة لدار توفيق السويدي في منطقة شارع حيفا الجهة القريبة من مبنى الإذاعة والتلفزيون في الصالحية (جانب الكرخ من بغداد)، ثم استقدم لخدمة الدار كادر كبير ومتخصص منهم الأستاذ الدكتور أسامة النقشبندي وغيره.
وشرع العاملون في الدار في توفير المستلزمات وتهيئة الوسائل اللازمة لحفظ المخطوطات وحمايتها من عوامل التآكل والتلف ومن بعد ذلك جرت عملية تحويل جميع تلك المخطوطات إلى مخزن مهيأة فيه جميع العوامل اللازمة لذلك.
وراعى المختصون في الدار على إنشاء غرفة خاصة بتصوير المخطوطات وتحميض الأفلام وأرشفة ذلك كله في قسم الأرشيف.
وقد اتبع القائمون على خدمة هذه الدار كل الوسائل الكفيلة لأن تطور الدار وتضمن لها الريادة على غيرها.
دار صدام للمخطوطات وأحداث العدوان الأمريكي
في 9/ 4/2003 م وما بعدها
تعرضت دار صدام للمخطوطات بعد زوال حكومة البعث و احتلال بغداد من قبل القوات الأمريكية الغاشمة إلى أعمال السلب والنهب والحرق والإتلاف من أطراف متعددة وتم إتلاف أحد الدور الثلاثة، وقام العاملون في الدار على حماية الدارين الباقيين، وقد نشرت جريدة الساعة العراقية في عددها المرقم (19) الصادرة بتأريخ 5 / جمادى الأولى / 1424ه الموافق 5 / تموز / 2003 م تقريراً بعنوان (نهب 60000 مخطوطة نادرة تحت سمع ونظر الأمريكان) وتحدثت عن سرقت ونهب جميع المخطوطات في دار صدام.
وقد آثرنا التحقق من ذلك الخبر وتمحيصه، فتبين لنا بعد التحقيق والتقصي والتقاء السادة العاملين في دار صدام للمخطوطات أن الخبر غير دقيق، وأن العاملين في الدار جزاهم الله خيراً قد قاموا بحماية مخطوطات الدار جميعها ونقلوها إلى مكان أمين لم يطلع عليه أحد لأسباب أمنية تتعلق بحماية التراث العراقي من السلب والنهب وأن الدار بالرغم من ما كابدته من عناء الحماية والمقاومة وأخطار التعرض للقتل والاعتقال على يد القوات الأمريكية التي تدعي حماية الآثار العراقية ظاهراً وتقوم بسرقتها ونقلها إلى جهات مجهولة لاحقاً.
وقد التقينا بالسيد الفاضل عبد الله حامد أقدم العاملين في دار صدام للمخطوطات وأجرينا معه حواراً استطعنا أن نخرج به بنتيجة هي أن المخطوطات سليمة وأنها جميعاً بأمان وأن المخطوطات ستعود إلى مكانها الطبيعي.
وتناول السيد عبد الله حامد دور العاملين في الدار وجهودهم ودعا كل من يهمه أمر التراث العربي الإسلامي إلى التحرك الجدي لدرء خطر تعرض الآثار والمخطوطات إلى السرقة والنهب وأن ما تقوم به القوات الأمريكية من ادعاء حماية الدار هو شيء باطل
¥