انظروا في الشدة نادت المسلمين؛ لينقذوها، وينصروها، وقد كانت قبل قليل سببا لفتنتهم بها، بل ربما لو نُصحت لردت بقبيح من القول ـ كما تفعله بعضهن ـ، وفي الشدة لا ينفعها إلا الناصح.
* قول المرأة حلف زوجي بالطلاق .. الخ
عجيب أمر هذا الزوج يتركها تخرج، وحدها متبرجة بكامل الزينة، ثم يحلف عليها بالطلاق! غلط على غلط، والحلف بالطلاق منكر، وقد انتشر عند بعض الناس لأتفه الأسباب وقد قال الله تعالى: (ولا تتخذوا آيات الله هزواً).
وأمثال هذا الزوج اليوم كثير مما ضعفت أو ماتت غيرتهم فلا دين ولا مروءة.
* قالت المرأة: (ولحقني بسبب ذلك عار لا تدحضه الأيام ولا تغسله المدامع .. الخ).
هذا حق حمانا الله وإياكم، فلم يعرض الإنسان نفسه، وأهله للفتن والشر، ويعتاد السلامة، فإنه إذا وقع المكروه ـ نسأل الله السلامة ـ لا ينفع الندم.
* وجوب إنكار المنكر بحسب الاستطاعة كما في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ".
وعليه فلا ينتقل من مرتبة الإنكار باليد إلى اللسان مع القدرة، فإن فعل فهو مقصر، وهكذا من مرتبة اللسان إلى القلب مثل الأب في بيت أهله ..
* قول إمام المسجد (الخياط): (ثم صليت بالناس العشاء ثم قلت للجماعة .. الخ.)
يستفاد منه أن الإنسان إذا لم يستطيع أن يمنع المنكر بنفسه ينتقل إلا من يعينه على إزالته، و يجوز أن يستعدي عليه من له قدرة على التغيير، ولا يسكت، ويقول: أديت الذي عليّ.
* قوله (فنمت على فراشي فلم يأخذني النوم)
عجيب هذا الرجل يهان مرتين، ويضرب، وتخرج منه الدماء، ومع ذلك لم ييأس؛ لأن باله مشغول بتغيير المنكر، فمن منا إذا رأى منكراً اهتم له مثل هذا؟! الله المستعان.
* قوله: (فألهمت أن أؤذن الصبح ... )
على الإنسان أن يفعل وسعه لرفع الظلم، ودفع المنكر، ويجتهد في ذلك.
وأن الإنسان إذا عمل ما يستطيع فقد أعذر عند الله، ولا يؤاخذ بذنب غيره، وإنما المشكلة السكوت على المنكر.
* حكمة الخليفة في ملاطفته للرجل حتى يذهب عنه الخوف .. فعل هذا ليعرف الباعث له على هذا الفعل، وهذا مهم في حل المشكلة، ولم يدفعه للجلادين، والمحققين ليخرجوا منه الاعتراف بالقوة.
* من حكمة الخليفة أنه بين لإمام المسجد (الخياط) ما يترتب على آذانه الفجر قبل نصف الليل فقال: فتغر الصائم، والمسافر، والمصلي .. الخ.
فلم يكتف هو بمعرفة الخطأ، ثم المحاسبة عليه، بل أعلمه وجه غلطه، وما ترتب على فعله من أضرار ..
وهكذا ينبغي للآباء، والمربين إذا شاهدوا خطأ أن يبينوا للمخطئ وجه الخطأ = حتى يتركه عن اقتناع، و إلا سيعود إليه إن غِبت عنه، ويتركه فقط من أجلك.
* حكمة الخليفة عندما قال إمام المسجد (الخياط) يؤمنني أمير المؤمنين: فقال مباشرة أنت آمن ..
* قوة الخليفة وعدله وانتصاره لمحارم الله عندما غضب وأمر أن يحضروا مباشرة ..
* حكمة الخليفة عندما بعث بالمرأة مباشرة مع نساء، ورجل ثقات من عنده، وأمْرِهِ زوجها بالصفح عنها؛ لأنها مكرهة.
* حكمة الخليفة في مخاطبة الأمير الفاسق، وتقريره بنعم الله عليه من الأموال، والجوار، والنساء؛ فكفر بنعمة الله، وتعدى محارم الله، وحدوده، وتجرأ على السلطان عندما تعرض للمرأة في الشارع أمام الناس من غير خوف، ولا حياء، وتجرأ على من أمره بالمعروف، ونهاه عن المنكر .. فقد جمع بين أنوع من القبائح، ولذا لم يكن منه جواب، فكان لا بد من عقوبة قاسية تناسب من بلغ هذه المرتبة من الفساد والجرأة.
* إيقاع العقوبة الشديدة والتنكيل برؤوس الفساد سبب في إقلاع بقية الناس، فلما عاقب الخليفة هذا الأمير بهذه العقوبة انزجر بقية الأمراء، ولذا لم يحتج الرجل أن يؤذن أبدا!
* تمكين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ومساندتهم = سبب في زوال كثير من المنكرات، وسلامة سفينة المجتمع من الغرق. قال تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون).
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2005, 02:41 م]ـ
أحسن الله إليك وزادك فقهاً وعلماً. فقد أحسنت وأجملت، ونعمَ ما قلتَ!
ـ[محمد أحمد فاضل]ــــــــ[30 Nov 2005, 03:08 ص]ـ
جزاك الله كل الخير ونفعنا والمسلمين بهذه القصة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 Dec 2005, 11:55 م]ـ
أحسن الله إليكم