شهر شوال وذو القعدة وذو الحجة كما قال تعالى: (الحج أشهر معلومات). وهي التي لا يصح الإحرام للحج إلا فيها.
مسائل:
مسألة: أشهر الحج:
اختلفوا على ثلاثة أقوال:
شوال وذو القعدة وذو الحجة: (الظاهرية ومالك في قول).
ج- أدلة القول الثالث:
أن الأشهر في قوله تعالى (الحج أشهر معلومات) جمع وأقله ثلاثة (ليس جمعاً كلياً).
مسألة: حكم الإحرام بالحج قبل أشهره:
اختلفوا إلى ثلاثة أقوال:
ب- لا ينعقد الإحرام بالحج قبل أشهره ويكون عمرة: (الشافعي).
* الأدلة:
1) قوله تعالى (الحج أشهر معلومات) والمراد به وقت إحرام الحج لأن الحج لا يحتاج إلى أشهر (في فعله) فدل على أنه أراد به وقت الإحرام.
2) ما ورد عن عطاء قال: من أحرم بالحج في غير أشهر الحج جعلها عمرة.
3) قياس إحرامه بالحج قبل أشهره وانعقاده عمرة على صلاة الظهر إذا أحرم بها قبل الزوال فإن إحرامه ينعقد بالنفل.
مسألة: وقت العمرة:
أ- جمهور الفقهاء على جواز فعل العمرة في كل أوقات السنة.
لأن الأصل الإباحة ولا دليل على الكراهية.
? المواقيت المكانية:
• قال ابن المنذر: أجمعوا على ما ثبت به الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم في المواقيت.
• وما ثبت به الخبر هو ما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقَّت لأهل المدينة ذي الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل اليمن يلملم، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة".
فهذه المواقيت هي التي حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سبب شرعيتها:
أن هذا المكان المقدس الذي هو البيت العتيق له مكانة وشرف وفضيلة وحرمة فإذا أقبل الناس إليه ودفعهم الشوق للمشاعر شرع لهم أن يظهروا بصفة يتميزون بها عن غيرهم ليعرفوا بأنهم من الوافدين إلى هذا البيت فشرع لهم لباس خاص وهو الإحرام وشعار خاص وهو التلبية وكان ذلك دليل إجابتهم.
المواقيت المكانية هي كالتالي:
1 - ميقات ذي الحليفة:
وهو ميقات أهل المدينة ومن أتى على طريقهم ويسمى الآن آبار علي وهي تسمية رافضية كما ذكر شيخ الإسلام في المجموع (26/ 96).
وهذا الميقات هو الذي أحرم منه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة.
وهو أبعد المواقيت عن مكة فبينهما عشر مراحل.
2 - ميقات الجحفة:
وهو ميقات أهل الشام ومصر والمغرب الذين يقدمون عن طريق البحر وينزلون السواحل ثم يركبوا الرواحل فأول ما يمرون في طريقهم بالجحفة.
وهي بلدة قديمة بينها وبين مكة ثلاث مراحل وتسمى قديماً (مهيعة).
وسميت بالجحفة لأن السيل اجتحفها.
وهي الآن خربة وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة دعا فقال: " اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها إلى الجحفة " [البخاري في فضل المدينة برقم 1889، ومسلم في الحج برقم 1376 عن عائشة مطولاً] فأصابها الوباء فخربت فصار الناس يحرمون قبلها بقليل من بلدة قديمة اسمها (رابغ) وهي مشهورة.
قال ابن جبرين: " وقد ذكرها ابن حجر في فتح الباري أنها مشهورة بهذا الاسم، ولكنها لم تكن مشهورة في زمن النبوة ولم يرد لها اسم " (السراج).
فمن أحرم منها فقد أحرم قبل الجحفة بقليل وهو مجزئ.
إذا جاء أهل الشام ومصر بالبواخر وتوجهوا لجدة فإنه يلزمهم الإحرام إذا حاذوا رابغ أو الجحفة وهم في نفس البواخر، ولا يجوز لهم تأخير الإحرام إلى جدة.
3 - ميقات قرن المنازل (السيل الكبير):
وهو ميقات أهل نجد ومن كان على طريقهم من أهل المشرق ويسمى قرن الثعالب.
وهو عبارة عن جبل صغير مغلق شمالاً وجنوباً من جانبي الوادي الذي يجري معه ماء يقال له السيل الكبير.
وهذا من أقرب المواقيت بينه وبين مكة مرحلتان أي مسيرة يومين.
ولما فتح الطريق الذي ينفذ من الطائف إلى مكة الذي يسمى بالكرا أو بالهدا ولا يمر بوادي السيل اجتهد العلماء وحددوا فيه ميقاتاً يحرم منه ممن يأتي على هذا الطريق، وهذا الطريق ـ طريق الهدا ـ يمر بوادٍ يقال له (وادي محرم) وهو يحاذي أعلى مكان من وادي السيل، ولذلك جعلوا وادي محرم ميقاتاً لمن قدم من ذلك الطريق.
¥