تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الحق.

الوقفات

1 - أهل الكتاب هم أولى الناس بالتصديق بمحمد عليه الصلاة والسلام، وبالقرآن الكريم لثبوت تبشير الرب بذلك في كتابهم.

2 - من باع دينه لكي يكسب من الدنيا فقد خاب وخسر.

3 - التقوى هي إتباع أوامر الله واجتناب نهيه.

4 - النهي عن التلبيس الذي يتخذه الأعداء لصرف الناس عن الحق.

آيات ووقفات (الرابعة والثلاثون)

وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)

ثم جاء الأمر الرباني، وهو الامتحان العسير في نظر يهود، وهو أن يمتثلوا لأمر الله سبحانه حيث أمرهم أن يصلوا مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أي يصلوا صلاة واحدة جماعة معه، وأن يدفعوا الزكاة له، وفي ذلك اختبار لمدى طاعتهم لله من عدمها، فهل سيستجيبون لذلك الأمر الرباني، أم تأبى أنفسهم المتكبرة على أوامر الله، المعرضة عن منهجه، فالله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً حتى يعلمه الخطأ من الصواب وذلك بإرشاده عن طريق الكتب، والرسل، وفي هذا أبلغ الحجج، وأعظم التربية، فهل بعد محمد صلى الله عليه وسلم حجة، وهل بعد القرآن دليل على صحة التنزيل، وبرهان التدليل، وعظم الحجة، وقوة الإعجاز. بعد كل ذلك ينكر الله عليهم إذ كيف يأمرون الناس بالدخول في دين محمد، وهم في أنفسهم لا يرون ذلك، ولا يأتمرون به في ذواتهم، فذمهم الله عز وجل بأنهم سيهلكون أنفسهم بذلك العمل، ولوا أنهم عرفوا الحق والتبشير بنبوة محمد العربي الذي لا ينتمي لإسرائيل كما توقعت يهود، فلما بعث على تلك الصفة، دب الحسد في قلوبهم، ونسوا أنهم كانوا يتشوقون لبعثة ذلك النبي، وأنه سيكون من بني إسرائيل كما توهمت نفوسهم، ولكن لأن الحال ليس على أهوائهم تمرد الكثير منهم على أوامر الله، وأصبح عدواً لدين الإسلام والعياذ بالله، حتى وإن كانوا يتلون الكتاب، فلم يعد الإيمان له دور في قلوب أكثرهم، بل أن الحقد أعمى أبصارهم، وبصائرهم، فيقرؤن الكتاب ولكن قلوبهم معرضة عنه لهول المصاب الذي خيب آمالهم.

الوقفات

1 - الأمر الرباني يجب طاعته على كل حال.

2 - الصلاة والزكاة من أجل الأعمال عند الله عز وجل ففيها إنكسار النفس وخضوعها لله، والتقرب إلى الله بكسر الشح النفسي المجبول على حب المال.

3 - يجب أن يأمر المرء نفسه أولاً ثم يدعوا الآخرين إلى منهج الله.


آيات ووقفات (الخامسة والثلاثون)
وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)

ثم انتقل السياق إلى صفة من صفات عباد الله الصالحين، صفة عظيمة، لا يعرف قدرها إلا من ذاقها وعرف حلاوتها، إنها صفة الصبر ويندرج تحت هذا المسمى أربعة أصناف وهي الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله، والصبر على أقدار الله، ثم ذكر الخشوع في الصلاة، إنها الصفة التي تميز المؤمن من المنافق، تميز المحب للصلاة المتقرب إلى الله، والذي سخر جوارحه، في طاعة ربه، فخشعت الروح، وخشع الفؤاد، ومن ثم خشعت الجوارح، في رحلة إيمانية إلى الرب سبحانه، واستشعار السجود والركوع له، وهو الغني عن عبادتانا، ونحن الفقراء المساكين لفضله وعفوه، إنها صورة واضحة تصف قلوب المؤمنين الخاشعة، ونواياهم الخالصة، وسكون جوارحهم، وهذه هي الصفة التي يحبها الله عز وجل، جاء في الحديث (إذا حضر العشاء والعِشاء فقدموا العشاء على العِشاء) وفي ذلك لمحة نبوية مشفقة على حال المؤمن حيال عبادته لربه، فإذا اشتهى الطعام فلا ينبغي أن يذهب للصلاة لأنه سيظل باله مشغول في صلاته بالطعام، وهنا سيفتقد الخشوع، واليوم تعددت المشاغل، وكثرت الصوارف عن الخشوع نسأل الله العافية. ثم ذكرنا الله سبحانه وتعالى بأن هؤلاء الخاشعون في صلاتهم، ما فعلوا ذلك إلا ابتغاء مرضاة الله وقبوله لأعمالهم، واحتساباً للأجر منه سبحانه، لذلك فهم موقنين بلقاء الله، ويستشعرون كيف يكون وقوفهم الآن بين يديه في تأدية الفريضة، وكيف سيكون حالهم حينما يقفون بين يدية لمحاسبتهم على العمل، كل ذلك يدور في خلد أولئك الصالحون، وتلك
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير