تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الصفة من أزكى الصفات للخلص من البشر الذين يؤدون الأعمال الصالحة بإتقان وخلوص نية لله وحده.

الوقفات

1 - وجوب الخشوع في الصلاة لورود الحديث الذي يدل على ذلك، حينما رد الرسول الرجل الذي رأى تسرعه في صلاته، وقال له صل فإنك لم تصلي ثلاثاً، ثم أخبره بوجوب الطمأنينة والخشوع في الصلاة.

2 - حلاوة مناجاة الرب سبحانه وتعالى، ولذة الطمأنينة في الصلاة لا يعرفها إلا الخاشعين.

3 - الصبر والصلاة هما سلاح المؤمن في معترك الحياة، ولولا الصبر لما كان وصل المسلمون إلا مشارق الأرض ومغاربها ينشرون دين الله ويحاربون من يتصدى لدعوتهم ونشر دينهم، ولولا الصبر لما استطاع الصحابي بلال بن رباح تحمل حرارة الرمضاء، والصخرة على صدره وهو يقول أحد أحد، فلما سئل كيف كان صبرك، فقال امتزجت عنده الآم العذاب مع لذة الطاعة فغلبت لذة الطاعة على ألم العذاب فغلبتها فلم أعد اشعر بالعذاب.

4 - وجوب محاسبة النفس واستشعار وقوفها أمام خالقها في الصلاة، والعلم اليقين بعودتها يوماً من الأيام والوقوف بين يديه يوم العرض عليه يوم القيامة.


آيات ووقفات (الحلقة السادسة والثلاثون)
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى العالمين (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48))

يذكَّر الله سبحانه وتعالى أبناء نبي الله إسرائيل (يعقوب) وسلالته، والذين ينحدرون من البقية الباقية من اليهود والذين كانوا متواجدين في يثرب، يذكرهم بحال أسلافهم من قبل كيف كانوا من عباد الله الصالحين، المقتدين بأهل الهدى والصلاح، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، المصلحين لأقوامهم، فيذكرهم بتلك النعم والآلاء، وتفضيل أولئك الأنبياء وأصحابهم على سائر البشر في تلك الأزمان، لأن كل زمان له عالم، فليس المقصود هنا أن اليهود كونهم يهوداً أنهم كما زعموا شعب الله المختار، وليس لهم أي أفضلية على البشر في وقت نبي الله محمد وما بعده، بل كان فضل سلالة إسرائيل من الأنبياء في زمانهم الفائت هم خير البشرية. ثم ذكرهم الله سبحانه وتعالى بيوم الحساب، يوم العرض على الله يوم لا تنفع نفساً نفساً أخرى، ولا يقبل الله الشفاعات، ولا يقبل الله الفداء كما قال سبحانه (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم) فتلك الصورة، وذلك الموقف العصيب، لو تأملها هؤلاء اليهود، وعرفوا قدر هذه الرسالة التي جاءت تذكرهم، وتربط تاريخ أسلافهم الصالحين، بتاريخ الرسالة المحمدية، وينبثق من ذلك النور الرباني من هذه الآيات الكريمات، وتعرف البشرية أن هذا القرآن لم يتنزل لبني يعرب فحسب، وأن هذه الرسالة لم تكن خاصة لقوم محمد عليه السلام فحسب بل لجميع البشرية، وتتحدث الآيات عن ذلك اليوم العصيب الذي تنكشف فيه فضائح الخلائق، وتجثوا البشرية على الركب وتقول كل نفس يارب نفسي نفسي، ثم أخبرهم الله سبحانه وتعالى في آخر الآية أن في ذلك اليوم لا أحد ينصر أحد، وليس هناك مجال لتكوين جيوش، أو عصابات ليتناصرون فيما بينهم كما هو حال اليهود في الدنيا، بل في ذلك اليوم كل نفس مشغولة بذاتها لا تعلم كيف الخلاص من أهوال ذلك اليوم.

الوقفات

1 - تذكير اليهود بصلاح أسلافهم لإيجاد الإيمان بأن هذا القرآن مصداقاً وتتميم لما سبقه من الكتب السماوية.
2 - تحريك الإيمان في القلوب بما سيحدث في الآخرة من حساب وعقاب.
3 - الحث على المبادرة بالإيمان بالرسالة المحمدية كي ينجوا اليهود من عذاب الآخرة حيث لا فدية ولا نصرة ولا شفاعة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير