يا من لا تراه العيون .. ولا تخالطه الظنون .. ولا يصفه الواصفون .. و لا تغيره الحوادث ... ولا يخشى الدوائر ... ويعلم مثاقيل الجبال .. ومكاييل البحار .. وعدد قطر الأمطار .. وعدد ورق الأشجار .. وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار .. ولا تواري منه سماء سماءا .. ولا أرض أرضا .. ولا بحر ما في قعره .. ولا جبل ما في وعره .. أعد علينا رمضان أعواما متتالية .. وارزقنا الزهادة في الدار الفانية .. وارفع منازلنا في جنة عالية.
اللهم ارزقنا الاستقامة على دينك في كل زمان .. في رمضان وفي غير رمضان.
وأشهد ألا إله إلا الله ... لا إله إلا الله ... لا إله إلا الله ..
أوحى إلى حبيبه وخليله محمد صلى الله عليه وسلم فقال: (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)
واعلم بأن الله رب واحد ... متنزه عن ثالث أو ثان
الأول المبدي بغير بداية ... والآخر المفني وليس بفان
وهو المحيط بكل شيء علمه ... من غير إغفال ولا نسيان
سبحانه ملكا على العرش استوى ... وحوى جميع الملك والسلطان
وأشهد أن حبيبنا و نبينا ورسولنا وعظيمنا وقائدنا وقدوتنا محمداً رسول الله ..
كان دائم الصلة بالله ... يصوم والناس مفطرون ... يقوم والناس نائمون ... يذكر الله والناس غافلون ... يرتل القرآن الناس هاجرون.
هو خير من صام وأفطر ... وخير من سبح وذكر .. وخير من هلل وكبر.
حبيبي يا رسول الله: لي في مديحك يا رسول عرائس تُيمن فيك وشاقهن جلاء
هن الحسان فإن قبلت تكرما فمهورهن شفاعة حسناء
ما جئت بابك مادحاً بل داعياً ومن المديح تضرع وثناء
يا من له عز الشفاعة وحده وهو المنزه ماله شفعاء
صلى عليك الله يا علم الهدى ما هبت النسائم وما ناحت على الأيك الحمائم.
أما بعد: فيا حملة القرآن .. ويا حراس العقيدة: فقد رحل رمضان ... رحل شهر الصيام ... رحل شهر القيام ... رحل شهر القرآن ..
رحلت لياليه العامرة ... رحلت أيامه الزاهرة ... كأنها لحظات عابرة ..
فارقتنا يا سيد الشهور ... وإنا لفراقك لمحزونون ..
دعِ البكاءَ على الأطلالِ والدَّارِ ... و اذكر لمن بانَ من خلٍّ و من جارِ
ذرِ الدموعَ نحيباً و ابكِ من أسفٍ ... على فراقِ ليالٍ ذاتِ أنوارِ
على ليالٍ لشهرِ الصومِ ما جُعلَتْ ... إلا لتمحيصِ آثامٍ و أوزارِ
يا لائمي في البُكا زدني به كَلفاً ... و اسمع غريبَ أحاديثٍ و أخبارِ
ما كان أحسنُنا و الشملُ مجتمعٌ ... منَّا المصلِّي و منَّا القانتُ القارِي
أيها المؤمنون الأعزاء: من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد رحل ... ومن كان يعبد الله؛ فإن الله باق لا يرحل.
من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد رحل ... ومن كان يعبد الله؛ فإن الله باق لا يرحل.
نعم: رحل رمضان .. فهل رحل الصيام؟
رحل رمضان .. فهل رحل القيام؟
رحل رمضان .. فهل رحل القرآن؟
رحل رمضان .. فهل رحلت مناجاة الواحد الديان؟
أيها المؤمنون الأوفياء: بعد رحيل رمضان أقف مع حضراتكم وقفتان متأنيتان أسميها (وقفتان بعد رحيل رمضان)
الوقفة الأولى: رحل رمضان .. فهل رحل الصيام؟
لقد رحل رمضان بصيام الفريضة ... ولكنه ترك لنا صيام التطوع ..
وأول صيام التطوع بعد رمضان ... صيام ستة أيام من شوال ...
ولكي نعرف فضل صيام الست من شوال ... أرتحل بكم إلى الحضرة المحمدية على صاحبها أزكى الصلوات الربانية .. لنوجه هذا السؤال إلى الذي لا ينطق عن الهوى .. يا رسول الله بأبي أنت وأمي: أخبرنا عن فضل صيام الست من شوال!
فتأتي الإجابة واضحة المعاني ... جلية المباني ... ليقول لنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال .. فكأنما صام الدهر كله) ...
يا الله!! صام الهر كله؟ نعم أيها الأحبة ... من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال .. فكأنما صام الدهر كله ...
كيف ذلك؟
ألم يعدنا مولانا جل جلاله في محكم تنزيله: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)؟
والصيام حسنة ...
بل صيام اليوم الواحد حسنة ... والحسنة بعشر ...
وعلى ضوء هذا الوعد الرباني؛ فإن صيام يوم من رمضان يعدل صيام عشرة أيام .. ورمضان ثلاثون يوماً حتى وإن كان ناقصاً .. وصيام رمضان بثلاثمائة يوم .. وصيام يوم واحد من أيام شوال الست يعدل صيام عشرة أيام كذلك .. فصيام الستة بستين يوماً ..
¥