تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والسنة القمرية الهجرية العربية: ثلاثمائة وستون يوماً ..

فإذا ما صمت رمضان والأيام الست من شوال .. فكأنك صمت ثلاثمائة وستين يوماً .. كأنك صمت السنة كلها ..

فإذا كنت على هذه الحال كل عام حتى تلقى الله .. أعطاك ثواب من صام العمر كله ... هذا وعد الله .. والله لا يخلف الميعاد ..

ثم تهل علينا نسمات مباركات ... تحملها لنا الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة .. التي أقسم الله تعالى بها فقال: (والفجر ... وليال عشر .. ) قال المفسرون؛ المقصود بالليالي العشر: العشر الأيام الأولى من شهر الحج ..

ومنها يستحب صيام تسعة أيام من أول ألشهر حتى اليوم التاسع منه .. وهو يوم عرفة ...

فتعالوا أحبتي لنسمع الصحابي بن الصحابي .. الفقيه ابن الفقيه .. الورع ابن الورع .. عبد الله بن عباس رضي الله عنه ماذا أخبره الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم عن فضل هذه الأيام ...

قال رضي الله عنه وعن أبيه سمعت حبيبي محمدا صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر من ذي الحجة ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء).

أما فضل صيام يوم عرفة فيكفي أن تعلم أن الحبيب محمداً صلى الله عليه وسلم قال فيه: (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده)

سبحان الله الجواد الكريم .. صيام يوم عرفة يكفر الذنوب التي ارتكبتها في السنة الماضية .. والتي ترتكبها في السنة اللاحقة ... إذا اجتنبت الكبائر ..

وبعد يوم عرفة يأتي يوم عاشوراء .. وما أدراكم ما عاشوراء .. إنه اليوم الذي نجى الله فيه كليمه موسى .. وأغرق فيه عدوه فرعون ...

وهو اليوم العاشر من شهر الله الحرام (محرم) ..

وقد جاء بيان فضل صيام يوم عاشوراء في حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم عاشوراء، فقال: "يكفِّر السنة الماضية"، وفي رواية:"صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" وفي حديث آخر: "ومن صام عاشوراء غفر الله له سنة"

قال البيهقي: "وهذا فيمن صادف صومه وله سيئات يحتاج إلى ما يكفِّرها؛ فإن صادف صومه وقد كُفِّرت سيئاته بغيره انقلبت زيادة في درجاته، وبالله التوفيق".

بل إن صيامه يعدل صيام سنة، كما في رواية: "ذاك صوم سنة".

ويصور حبر هذه الأمة عبد الله ابن عباس حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيامه فيقول: "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرَّى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني: شهر رمضان"

أيها الأخ المسلم .. أيتها الأخت المسلمة: لم ننته بعد من صيام التطوع ..

فمازال أمامنا الأيام القمرية من كل شهر هجري ... وهي التي تسمى (الأيام البيض) .. وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر .. من صامها مع شهر رمضان كان على حقاً على الله أن يرويه يوم الظمأ ..

إي وربي؛ كان على حقاً على الله أن يرويه يوم الظمأ ..

أتدرون ما يوم الظمأ؟

إنه يوم عسير .. على الكافرين غير يسير ..

إنه يوم يقول عنه المولى جل جلاله و تقدست أسماؤه: (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج، تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فاصبر صبراً جميلا، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً، يوم تكون السماء كالمهل، وتكون الجبال كالعهن، و لا يسأل حميم حميماً)

في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فاصبر صبراً جميلا!!!

إنه يوم يشتد فيه الظمأ بالعباد ... وتدنو الشمس من الرؤوس .. وتتيبس الشفاه .. وتتحجر الألسن ... وتجف الحلوق ... وليس هناك من يسقي الماء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم من حوضه الذي يصفه فيقول: (حوضي على مقدار مسيرة شهر .. ماؤه أشد بياضاً من اللبن .. وريحه أطيب من ريح المسك .. وطعمه أحلى من العسل .. من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا)

فيا فوز من شرب من هذا الحوض ... يا فوز من يسقيه الحبيب صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة ... يا فوز من يرد ذلك الحوض ...

أخي في الله ... أختي في الله: هل تريدان أن تشربا من ذلك الحوض؟

هل تريدان أن يسقيكما الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير