تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هل تريدان أن تشربا شربة هنيئة لا تظمآن بعها أبداً؟

عليكما بصيام ثلاثة أيام من كل شهر .. عليكما بصيام الأيام البيض من كل شهر ..

التي يحث على صيامها سيد الخلق فيقول: (من صام ثلاثة أيام من كل شهر مع شهر رمضان كان حقاً على الله أن يرويه يوم الظمأ)

نعم: من صام ثلاثة أيام من كل شهر مع شهر رمضان كان حقاً على الله أن يرويه يوم الظمأ ..

هذه الحقيقة وعاها أعرابي الحجاج ... فاستعد بها لذلك اليوم ..

أتدرون من أعرابي الحجاج؟

اسمعوا هذه القصة وستعرفونه جيداً!!

كان الحجاج بن يوسف الثقفي طاغية العراق كان رجلا سفاحاً، وكان أميراً على العراق، في عهد عبد الملك بن مروان، وكان الحجاج لا يأكل إلا إذا أرسل إلى رجل يأكل معه .. وذات يوم شديد الحر أراد أن يتناول طعام الغداء .. فأرسل أحد جنوده ليحضر له من يأكل معه .. وذهب الجندي في حر الهجير عندما قامت الشمس على الرؤوس تكوي وجه الأرض بحرها ..

أخذ الجندي يبحث عن رجل يأكل مع الحجاج فلم يجد في هذا الحر القائض إلا أعرابياً ينام في ظل جبل .. فأيقظه الجندي ... وقام الأعرابي مذعوراً: لم أيقظتني يرحمك الله؟

قال الجندي: لتتناول الغداء مع أمير العراق ... أتدري من هو؟

قال الأعرابي: نعم .. إنه الحجاج بن يوسف ..

فقاده الجندي نحو الحجاج بن يوسف .. ولما وقف الأعرابي أمام الطاغية ..

قال الحجاج: أتدري من أنا يا أعرابي؟

قال الأعرابي: نعم، أنت الحجاج بن يوسف.

قال الحجاج: إذن تعال لتتناول الغداء على مائدة الحجاج يا أعرابي ..

قال الأعرابي بلسان العزة والشموخ: لقد دعاني من هو أفضل منك كي أتناول الطعام عنده.

قال الحجاج المغرور: ومن أفضل مني يا أعرابي؟

قال الأعرابي: إنني اليوم صائم ومدعو على مائدة الله جل في علاه ..

الله أكبر ... ما هذا الشموخ؟ ما هذه العزة؟

أيها الإخوة الأعزاء: عندما أقرأ هذه القصة أحني الجبين إكباراً وإجلالاً لله الذي وضع العزة في قلب من يحب من عباده.

أعرابي وأمير طاغية .... أعرابي حافي القدمين .. فقير الحال .. يقف أمام طاغية العراق الذي ملأ الأرض ظلماً .. ولا يحكم العراق حتى هذا اليوم إلى كل طاغية أثيم ... حجاج زنيم.

أعرابي مسكين يقف أمام ظالم مات في سجنه عشرون ألفا .. وكان سجنه غير مسقوف لا صيفاً ولا شتاءاً ..

وإن سجون الطغاة الغاشمين في هذا الزمان أشد هولاً من سجن الحجاج ..

فلكل زمان حجاجه .... وقد ابتلى الله أمة محمد في هذا الزمان في كل بلد من بلاد المسلمين بحجاج غاشم .. عميل خائن .. لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة.

الأعرابي يقول: يا حجاج .. لقد دعاني من هو أفضل منك ... إنني اليوم صائم ومدعو على مائدة الرحمن ..

فيجيب الحجاج: يا أعرابي أتصوم هذا اليوم وهو شديد الحرارة؟

فيقول الأعرابي المؤمن: يا حجاج .. أصومه ليوم أشد منه حراً.

فيجيب الحجاج: أفطر اليوم .. وصم غداً.

فيجيب الأعرابي وكله ثقة وإيمان: يا حجاج .. هل اطلعت على الغيب فوجدتني سأعيش إلى الغد ..

والله الذي لا إله إلا هو لو كان أحد علماء السلطان في موقف هذا الأعرابي ودعي إلى مائدة أحد المسؤولين وكان صائماً ... لأفطر الدهر كله .. حتى يفوز بمجالسة صاحب الجلالة ... أو صاحب الفخامة ... أو صاحب السمو ... أو صاحب السعادة ... أو صاحب المعالي ..

شاهت الوجوه ... شاهت وجوه المنافقين ... شاهت وجوه المتملقين ... شاهت وجوه المتزلفين.

قال الأعرابي: ماذا تريد مني يا حجاج؟

قال الحجاج وقد بهت: لا أريد منك شيئاً ..

قال الأعرابي: إذن فدعني مع الذي رفع السماء وبسط الأرض .. ثم انصرف.

أيها المؤمنون الأماجد ... أيتها المؤمنات الفاضلات: ما زلت معكم في الوقفة الأولى بعد رحيل رمضان ..

ومن سوى ذلك .. هناك صوم يومي الاثنين والخميس ..

فقد كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يصومهما ... ولما سئل - بأبي هو وأمي- عن ذلك قال: (إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، وأنا أحب أن يرفع عملي إلى الله وأنا صائم)

و من أراد الزيادة فعليه بصيام نبي الله داوود عليه السلام.

أتدرون ما صيام داوود؟ كان يصوم يوماً ويفطر يوماً.

قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: (خير الصيام صيام داوود .. كان يصوم يوماً ويفطر يوماً).

إلى هنا أستطيع التوقف عن عرض الوقفة الأولى .. لنستريح قليلاً .. قبل أن نستعرض الوقفة التالية.

أيها المؤمنون الأعزاء: هنا مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم يقول فيها الحبيب: البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت ..

إعمل ما شئت كما تدين تدان ... كل غبن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.

ـ[عبدالله الحضرمي]ــــــــ[15 Apr 2006, 12:48 ص]ـ

اولا: جزاكي الله خير على ماتقمين به وهكذا يحصل العلم بالبحث والسؤال ثانيا:المراجع كثيرة جدا ولكن ساذكر لك البعض منها الكتب الستة صحيح البخاري وصحيح مسلم والترمذي والنسائي وابي داود وابن ماجه وصحيح الجامع للالباني والسلسلة الصحيحة هذة الكتب مهمة جدا في البحث ثالثا: طريقة البحث في صحيح الجامع انظري الى حرف الميم جملة من صام وهكذا في الكتب الستة هذة لجمع الاحاديث واحرصي ان تكون صحيحة ولشرح الاحاديث ينظر سبل السلام للصنعاني وينظر فتح الباري لابن حجر والمنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للنووي واسأل الله العلي العظيم ان يوفقك وعذرا على الاطالة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير