ـ[أبو تمام]ــــــــ[02 - 08 - 2007, 03:33 م]ـ
السلام عليكم
جزى الله الجميع خيرا
بالرجوع إلى المصادر فكما أضاف الأخوة، والبيت من شواهد الكتاب، وكثير من أمهات كتب النحو، كالمقتضب، والمفصل.
وأرى السبب في اختلاف الإعراب يعود على الاختلاف في تحديد جواب القسم، ومحل جملة (لا أشتم)، وخلاصة القول فيه ما يلي:
1 - جملة جواب القسم محذوفة، فتكون جملة (لا أشتم .. ) في محل نصب حال، و (خارجا) اسم معطوف على محل جملة (لا أشتم).
وهذا مذهب عيسى بن عمر - رحمه الله- كما تفضلتم، وعليه فالذي يقسم عليه محذوف، كأنه قال: عاهدت الله على حسن الخلق حال كوني غير شاتم مسلما، وغير خارج من فيي زور كلام.
وقد فكرت بالأمر أول مرة إلا أنّ ذلك يبعده أنّه ذكر ما يقسم عليه، فلماذا تقدير الحذف؟
2 - جملة جواب القسم (لا أشتم ... ) فهي لا محل لها من الإعراب، وبذلك لا نستطيع أن نعرب (خارجا) اسما معطوفا على محل (لا أشتم) لأنها لا محل لها من الإعراب، فـ (خارجا) حينها تعرب: مفعولا مطلقا لفعل محذوف تقديره (يخرج خارجا) والأصل أن تقول في المصدر الذي هو مفعول مطلق (خروجا)، وقد أجازوا بأن ينوب (اسم الفاعل) عن المصدر في بعض المواضع.
وهذا مذهب سيبويه وأغلب النحاة، وعليه فالذي يقسم عليه مذكور، فالمعنى عندهم: عاهدت الله على أن لا أشتم مسلما، ولا يخرج زور كلام من فيّ خروجا.
والواو في كلا الحالتين حرف عطف، و (لا) نافية لا عمل لها.
وسؤالي: ما المانع من جعل (لا) نافية للجنس، وجملتها معطوفة على جملة جواب القسم؟
والله أعلم
ـ[علي المعشي]ــــــــ[02 - 08 - 2007, 08:39 م]ـ
مرحبا بكم أيها الإخوة جميعا
كنت البارحة غائبا عن الفصيح وعن عالم النت عامة، وحينما دخلت اليوم دهشت مسرورا، وسررت معجبا بهذا الزخم الماتع الراقي من المشاركات في هذه المدة القصيرة فتقبلوا مني كل شكر وتقدير مضمخين بالحب الصادق.
أحبتي ..
الواقع أن الرأيين المشهورين اللذين كان عليهما في النهاية استقراركم ـ تقريبا ـ هما ما ذكرهما أخونا خالد الشبل في المشاركة الثانية، وقد كنتُ أعددت تعقيبا يتضمن آراء كل من سيبويه والمبرد وعيسى بن عمر وابن هشام لأطرحه بعد مشاركة أخينا خالد لكنني أرجأت طرحه إلى وقت لاحق، ولما عدتُ اليوم وجدت جهابذة الفصيح قد أوردوا ما يزيد على ما أعددتُ فجزاهم الله خير الجزاء.
ومع أن تعقيبي الآن لا يضيف جديدا إلا أني سأطرحه هنا من باب التأكيد لما ذكرتموه أو لنقلْ لأني قد تعبت في كتابته!!!
سيبويه والمبرد نصبا (خارجا) على أنها مفعول مطلق، أي أن اسم الفاعل (خارجا) أقيم مقام المصدر (خروجا) وانتصب بفعل محذوف.
وعيسى بن عمر يرى أن (خارجا) معطوف على محل جملة (لا أشتم) وأن هذه الجملة الأخيرة في محل نصبٍ حال، أي (عاهدت ربي على حلفة غيرَ شاتم مسلما ولا خارجا من فيّ سوء كلام) وهو على ذلك لا يرى المقسمَ عليه جملة (لا أشتم)، وإنما يرى المقسم عليه محذوفا مفهوما من السياق.
وابن هشام أورد الرأيين في المغني لكن كأنه يميل إلى رأي سيبويه والمبرد عندما وصفه بأنه رأي المحققين، وعلق على الرأي القائل بالعطف نصبا على محل جملة (لا أشتم) الحالية تعليقا تشم فيه رائحة (التضعيف) معللا بما معناه أن جملة (لا أشتم) ليست حالية إذ إن الشاعر إنما حلف على أنه لا يشتم أحدا في المستقبل، ولم يحلف على شيء آخر حتى يمكن جعل جملة (لا أشتم) حالا له حينما حلف.
"هي محاولة سبق وأن قلتها قبل ساعات في منتدى آخر ... "
"وسؤالي: ما المانع من جعل (لا) نافية للجنس، وجملتها معطوفة على جملة جواب القسم؟ "
حقا أنت ذلك الغريد يا أبا تمام؟!! سعدتُ بحضورك المميز هناك مع كوكبة من فصحاء الفصيح! وربما استغنيت بردي هنا عن الرد عليك هناك.
¥