تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[علي المعشي]ــــــــ[10 - 08 - 2007, 08:34 ص]ـ

أخي الحبيب تيسير

لقد أطلنا الحوار في المسألة ولكن أسأل الله ألا يحرمنا وإياكم الثواب والفائدة!

وفي مقامنا أود منكم أخي علي -حفظه الله- أن تحدد أين المشكلة أصلا:

- هل أنت تقول بأنها صفة مشبهة ولكن لا ثبوت مستفاد.

- أم تقول بأنها اسم فاعل.

لقد ذكرتُ رأيي في صدر أول مشاركة لي في هذا الموضوع حيث قلت:

أليس من الصفات المشبهة الأصيلة ما لا يدل على الثبوت مثل: فرحٌ، حزينٌ، عطشانُ، غضبانُ؟

وهي تستعمل للدلالة على الحال مثل (أقبل الجندي منتصب القامة) فنقول: (أقبل فلان حزينا، أراك الآن فرحا، خرج الرجل غضبان) ولا يلزم أن تكون هذه الصفات ملازمة لأصحابها في الماضي والحاضر والمستقبل، فإن قيل هي تطرأ وتزول ولكنها تتجدد وتتكرر قلت كذلك انتصاب القامة يمكن أن يتكرر أيضا.

ولما كان بعض الصفات المشبهة الأصيلة كالتي ذكرت لا تتحقق فيه صفة الثبوت فلماذا لا يغتفر في الملحق بالصفة المشبهة (اسم الفاعل المضاف إلى فاعله) ما يغتفر في الصفة المشبهة الأصيلة؟

فلو تأملت كلامي أعلاه لعلمت أني أرى (منتصب القامة) صفة مشبهة لأنها أضيفت إلى فاعلها. لكن القيد الذي وضعه النحاة (إرادة الثبوت) هو ما جعلني أكتب ما كتبته تحت عنوان (ملحوظة).

وإنما قلتُ:

إذا نظرنا إليه على أساس عدم الثبوت أمكن إبقاؤه على أصله (اسم فاعل)، وإذا نظرنا إليه على أساس الإضافة أمكن عده صفة مشبهة حملا على حكم بعض الصفات المشبهة الأصيلة غير الثابتة

إنما قلت ذلك لعدم تحقق القيد الذي وضعوه مسوغا لنقل اسم الفاعل إلى الصفة المشبهة ومن ثم الإضافة إلى مرفوعها.

وعلى هذا الأساس أوردت الملحوظة مشيرا إلى أن مثالنا (جاء الجندي منتصب القامة) قد تحققت فيه القرينة اللفظية (الإضافة) ليكون (منتصب) صفة مشبهة، وفي الوقت نفسه يفتقر إلى تحقق القيد الذي بموجبة يكون النقل والإضافة وهو الثبوت. على أن الثبوت أمر نسبي وقد لا يتحقق في بعض الأوصاف مثل (فرح، حزين، عطشان) وهذه الأوصاف لا خلاف في أنها صفات مشبهة، وعليه يمكن أن يغتفر في (منتصب) ما اغتفر في (عطشان) فيما يخص مسألة الثبوت.

هذا ما أردت الإشارة إليه لكن الحوار اتخذ مسارا آخر هو الخوض في بعض الفروق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل التي منها (العمل في السببي ـ العمل في حالتي التقدم والتأخر) ولا غبار على هذين الضابطين ولا شك أنه يُحتاج إليهما في حالات أخرى في تراكيب أخرى غير مثالنا.

وذلك أنه لما كان (منتصب) مشتقا من فعل لازم يكتفي بمرفوعه أردت أن أبين أن الضابطين المذكورين لا يتضحان في مثل مثالنا، فلنسر معا مع الضابطين:

1ـ العمل في السببي:

جاء الجندي منتصب القامة.

لو وضعت مكان (منتصب) أي وصف (مشتق من فعل لازم ليصح القياس) سواء أكان اسم فاعل أم صفة مشبهة أم غيرهما فلن يكون مرفوعه إلا سببيا، لذا هذا الضابط لا يخدمنا مع هذا التركيب، أما إذا تغير التركيب أو كان الوصف مشتقا من فعل متعد فذاك شأن آخر كما فعلتَ حيث قلت:

الجندي ناصب المدفع ...... فهنا ناصب اسم فاعل فهو عمل في الأجنبي.

الجندي مرتفع الهامة ....... فهنا هذا اللفظ (منتصب) لا يعمل إلا في السببي ولا يمكن أن يعمل في الأجنبي بحال وهذه هي حجتنا عليكم فإن نقضت فلا حجة بعدها

بما أن (منتصب) فعله لازم فهل يمكنك أن تضع مكان ناصب في قولك (الجندي ناصب المدفع) اسم فاعل فعله لازم وتعمله الرفع في الأجنبي على أن يظل (الجندي) مبتدأ أما المعمول فلك تغييره حسب المعنى؟

حاول وإن لم تستطع فاعلم أن حجتك صحيحة ولكن ليس هذا مكان الاحتجاج بها؛ لأن مانع رفع الأجنبي في مثل هذا التركيب إنما هو لزوم الفعل لا كون الوصف صفة مشبهة.

2ـ العمل حال التأخر:

أيضا هذا الضابط لا يخدمنا في هذا المثال لأن المعمول هنا مرفوع (أصله فاعل) والفاعل لا يتقدم على عامله، وإنما يتضح هذا الضابط إذا كان المعمول منصوبا كأن نوازن بين صفة مشبهة معمولها منصوب واسم فاعل فعله متعد، فلو كان محور حوارنا ـ مثلا ـ هاتين الجملتين:

زيد حسنٌ الوجه َ.

زيد مكرمٌ الضيفَ.

لقلنا إن منصوب الوصف في الجملة الأولى (الوجه َ) لا يصح تقدمه لأن (حسن) صفة مشبهة، فلا يجوز (زيدٌ الوجه َ حسنٌ). أما منصوب الوصف في الجملة الثانية (الضيفَ) فإنه يصح تقدمه لأن (مُكرم) اسم فاعل، فيجوز (زيدٌ الضيفَ مكرمٌ).

هذا وتقبل كل الود والاحترام.

ـ[تيسير]ــــــــ[10 - 08 - 2007, 12:03 م]ـ

لقد أطلنا الحوار في المسألة ولكن أسأل الله ألا يحرمنا وإياكم الثواب والفائدة!

اللهم استجب.

فلو تأملت كلامي أعلاه لعلمت أني أرى (منتصب القامة) صفة مشبهة لأنها أضيفت إلى فاعلها.

الحمد لله لم نختلف.

فهل يمكنك أن تضع مكان ناصب في قولك (الجندي ناصب المدفع) اسم فاعل فعله لازم وتعمله الرفع في الأجنبي على أن يظل (الجندي) مبتدأ أما المعمول فلك تغييره حسب المعنى؟

حاول وإن لم تستطع فاعلم أن حجتك صحيحة ولكن ليس هذا مكان الاحتجاج بها؛ لأن مانع رفع الأجنبي في مثل هذا التركيب إنما هو لزوم الفعل لا كون الوصف صفة مشبهة.

بغض النظر عن كل شيء

هاكه.

الجنديُ القائمُ أبوها قتلتْه.

هذا وتقبل كل الود والاحترام.

لا لن أتقبله ....

إلا بعد ما تتقبل منى ملء الأرض ودا واحتراما.

فالصغير علما لابد وأن يبدأ الكبير بالتحية أولا. (ابتسامة).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير