تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اصالتها، والممنوع من الصرف خارج عن الاصل بعلة او علتين من العلل التسع التي يجمعها قوله (5):

عدل، ووصف، وتأنيث، ومعرفة

وعجمة، ثم جمع، ثم تركيب

والنون زائدة من قبلها ألف

ووزن فعل وهذا القول تقريب

وما يقوم مقام علتين منها اثنان، احدهما: الف التانيث مقصورة كانت كحبلى او ممدودة، كحمراء، والثاني الجمع المتناهي كمساجد، ومصابيح.

إن هذه العلل في الحقيقة تصرف في المعاني الذاتية للاسم، وبها يخرج عن بابه، لانها تزيد في دلالته وتبعده عن الخفة التي يمثلها التنوين فيه، فاذا ثقل بها حرم منه للدلالة على خروجه عما وضع له اصلاً، لان المقياس الحقيقي للالفاظ هو المقياس المعنوي فالموانع اغلبها معنوية، فاذا لحقت مدلول الاسم اثقلته، وظهر ذلك بتغيير في بنية الاسم الممنوع من الصرف او المحول عن اصله في دلالته المعنوية على مدلوله، وهو مسماه غير المعدول عن المكرر على وزن (فُعال) كثلاث و (مفْعل) كمثنى، في قوله تعالى ((الحمد لله فاطر السموات والارض جاعل الملائكة رسلاً أولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع – فاطر 1)).

او الموصوف مع العدل كأخُر المعدول عن (ال) والموصوف مع وزن الفعل كأحمر وأخضر، ومؤنثه حمراء وخضراء، او فعلان كسكران وعطشان ومؤنثه سكرى وعطشى، بغير (تاء) لعدم جريه علىالفعل، فاذا جاء مؤنثه بالتاء صرف، ولكن صرفه ليس كصرف الاسم، لان التنوين في الصفات ليس تنوين تمكين، وانما يدل على سلب معنى الصلة فيها والنسبة، اذ الوصف معه لا يوصل بأل الموصولة، ولا يضاف الى معموله، نحو قوله تعالى ((لاهيةً قلوبهم – الانبياء 3)) وقوله ((وما ذرأ لكم في الارض مختلفاً الوانه – النحل 13)) فيجري مجرى فعله في طلبه للفاعل والمفعول او كان مسماه غير مجموع جمعاً متناهياً، وهو كل جمع بعد ألف تكسيره حرفان او ثلاثة اوسطها ساكن، نحو مساجد ومصابيح، وليس له نظير من المفرد، نحو كلاب فهو ككتاب وشيوخ كحضور وخروج، وقضاة وغزاة، فهما كهمزة ولمزة. اما إذا كان معتل الاخر جرى في الرفع والجر مجرى المنقوص كجوارٍ وغواشٍ، فينون تنوين عوض عن الياء المحذوفة، وليس هو تنوين التمكين الدال على الخفة، نحو قوله تعالى ((لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش – الاعراف 41)).

2 - علم الايجاز:-

وهو تنوين العوض عن حرف محذوف في الاسماء المنقوصة غير المضافة والمجردة من اداة التعريف في حالتي الرفع والجر كقاض وغاز، لان الياء والواو اذا تطرفتا اعلتا بحذف الحركة، والتطرف موطن الاعراب، ويتبعه التنوين فيلتقي ساكنان، احدهما حرف علة، فيحذف والحذف ايجاز، ولا سيما اذا كان العوض لا يظهر في الخط، ويحذف في الوقف.

واللاحق لكل وبعض عوضاً عما يضافان اليه، نحو قوله تعالى ((قل كل يعمل على شاكلته – الاسراء 84)) وقوله ((كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك – الاسراء 20)) وقوله ((طوافون عليكم بعضكم على بعض – النور 58))، وقد بقيت (كل) معربة مع قطعها عن الاضافة، لقيام التنوين مقام المضاف اليه، فكأنه ثابت، كما جاء في قوله تعالى ((له من في السموات والارض كل له قانتون – الروم 26)) والذي يلحق (إذ) عوضاً عن جملة تكون بعدها، نحو قوله تعالى ((وانتم حينئذ تنظرون – الواقعة 84)) أي: حين إذ بلغت الروح الحلقوم، فحذف (بلغت الروح الحلقوم) وأتى بالتنوين عوضاً عنها، كما أن تعارض التنوين والاضافة والتعريف بأل يدل على أن الغرض من التنوين الايجاز، بدليل حذفه عند الوقوف عليه، والتنوين مؤذن بالوقف، ولا يوقف على المضاف لحاجته الى المضاف اليه، لانهما كالكلمة الواحدة بدليل إكتساب المضاف من المضاف اليه التعريف والتخصيص والاعراب والبناء والتذكير والتأنيث، وقيام المضاف اليه مقام المضاف، نحو قوله تعالى ((واسأل القرية – يوسف 82)) وقوله ((ولكن البر من آمن بالله – البقرة 177))، أي وأسال أهل القرية ولكن البر ير من آمن بالله، وقوله ((وأشربوا في قلوبهم العجلَ – البقرة 93))، أي حبّ العجل.

3 - التنكير:-

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير