تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الوافية]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 02:07 م]ـ

لاتذكر البصرة إلا وتذكر معها الكوفة, وإن كان لمدرسة البصرة فضل تأسيس النحو وتعليمه الكوفة, فإن ازدهار النحو يعود إلى ماكان بين المدرستين من تنافس شديد ارتفع إلى درجة الخلاف حول كثير من ظواهر اللغة العربية.

وإن كانت الكوفة تعلمت النحو من البصرة ,فإنها مالبثت أن اتخذت لنفسها منهجا خاصا فيه. حتى إنك لاتكاد تجد مسألة من مسائل النحو إلا فيها مذهبان: بصري وكوفي. وهكذا شكلت الكوفة مدرسة لنفسها متميزة بالاتساع في رواية الأشعار, وعبارات اللغة, عن جميع العرب بدوا أو حضرا, في حين كان البصريون يتحرجون في الأخذ عمن سكن من العرب في حواضر العراق.

وخالف الكوفيون البصريين في مسألة القياس ,وضبط القواعد النحوية ,فقد اشترط البصريون ,في الشواهد المستمد منها القياس ,أن تكون جارية على ألسنة العرب وكثيرة الاستعمال ,بحيث تمثل اللغة الفصحى خير تمثيل ,أما الكوفيون فقد اعتدوا بأقوال وأشعار المتحضرين من العرب, كما اعتدوا بالأشعار والأقوال الشاذة التي سمعوها من الفصحاء العرب, والتي نعتها البصريون بالشذوذ, وقد قيل:"لو سمع الكوفيون بيتا واحدا فيه جواز مخالف للأصول ,جعلوه أصلا وبوبوا عليه"كل ذلك دفعهم إلى أن يدخلوا على القواعد الكلية العامة قواعد فرعية متشعبة ,وربما كان ذلك السبب في سيطرة النحو البصري على المدارس النحوية, وعلى النحو التعليمي.

وخالف الكوفيون البصريين في أصل الاشتقاق (قال الكوفيون أن الفعل هو أصل الاشتقاق في حين ذهب البصريون إلى أن المصدر هو الأصل) ,وفي العوامل (ذهب الكوفيون مثلا إلى أن عامل الرفع في المبتدأ هو الخبر كما أن عامل الرفع في الخبر هو المبتدأ ,فهما يترافعان, في حين قال البصريون إن عامل الرفع في المبتدأ هو الابتداء عند بعضهم ,واعتبر الكوفيون أن "إن"وأخواتها تنصب اسمها فقط ,أما الخبر فإنها لا تعمل فيه شيئا, بل هو باق على رفعه قبل دخولها, أما البصريون فقالوا إنه مرفوع بها) ,كما كان للكوفيين بعض المصطلحات الخاصة بهم (ومنها مصطلح"الخلاف"وهو عامل معنوي كانوا يجعلونه علة النصب في الظرف إذا وقع خبرا في مثل"الولد أمامك"في حين كان البصريون يجعلون الظرف متعلقا بمحذوف خبر للمبتدأ السابق ,وكانوا لا يطلقون مصطلح"المفعول"إلا على المفعول به, أما بقية المفاعيل فكانوا يسمونها "أشباه مفاعيل",وأطلقوا على البدل مصطلح "الترجمة", وسموا "لا" النافية للجنس "لا"التبرئة, ولهم بعض المصطلحات التي سادت النحو العربي, ومنها "النعت""عطف النسق").

ومن أهم علمائهم الكسائي ,وهشام بن معاوية ,والفراء, وأبوبكر الأنباري.

وكان الفراء إمامهم كما كان سيبويه إمام البصريين.

والجدير بالذكر أن ابن الأنباري ,عبدالرحمن بن سعيد ,أفرد كتابا خاصا لمسائل الخلاف بين مدرسة الكوفة ومدرسة البصرة سماه"الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين: البصريين والكوفيين"

منقول

ـ[الوافية]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 02:35 م]ـ

أهم وجوه الخلاف بين المدرسة البصرية والمدرسة الكوفية الاتساع في رواية الأشعار, وعبارات اللغة, فبينما كانت المدرسة البصرية تتشدد تشددا جعل أئمتها لا يثبتون في كتبهم النحوية إلا ماسمعوه ممن اعتقدوا أنهم عرب فصحاء, سلمت فصاحتهم من التأثر باللغات الأجنبية"قيس وتميم وأسد وقريش وبعض كنانة وبعض الطائيين",كان الكوفيون يتسعون في الرواية ,فيأخذون عمن سكن من العرب في حواضر العراق ,ممن كان البصريون يتحرجون في الأخذ عنهم.

كذلك اختلف البصريون والكوفيون في مسألة القياس, وضبط القواعد النحوية.

فقد اشترط البصريون في الشواهد المستمد منها القياس أن تكون جارية على ألسنة العرب ,وأن تكون كثيرة الاستعمال بحيث تمثل اللغة الفصحى خير تمثيل.

ومن مسائل الخلاف بينهم:

1) مسألة "نِعم"و"بِئس":ذهب الكوفيون إلى أنهما اسمان, وذهب البصريون إلى أنهما فعلان ماضيان لايتصرفان.

2) التعجب من السواد والبياض فقد أجازه الكوفيون ,ومنعه البصريون.

3) تقديم خبر"مازال" وأخواتها عليهن, فقد أجازه الكوفيون ومنعه البصريون.

4) تقديم خبر"ليس" عليها, فقد منعه الكوفيون وأجازه البصريون.

5) أصل الاشتقاق, فقد ذهب الكوفيون إلى أن أصل المشتقات هو الفعل, وذهب البصريون إلى أن المصدر هو الأصل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير