ولا كبرى، إلا أن يقول: الصغرى أو الكبرى، أو تقول: أصغر منك أو أكبر، فلما جمعناها فقلنا: أخر كانت معدولة عن الألف واللام؛ فذلك الذي منعها الصرف. قال الله عز وجل: "وأخر متشابهاتٌ" وقال: "فعدةٌ من أيامٍ أخر". فإن سميت به رجلاً فهي منصرفة في قول الأخفش ومن قال به. لأنه يصرف أحمر إذا كان نكرة اسم رجل؛ لأنه قد زال عنه الوصف، وكان هذا قد زال عنه العدل، وصار بمنزلة أصغر لو يسمى به رجلاً.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 03:55 م]ـ
وقال المرتضى الزبيدي؛ في تاجه: تاج العروس:
"ج الآخَرُونَ" بالواو والنُّونِ، وأُخَرُ، وفي التنزيل العزيز: "فعِدَّةٌ مِن أيّامٍ أُخَرَ".
والأُنْثَى أُخْرَى وأُخْرَاةٌ، قال شيخُنَا: الثّانِي في الأُنْثَى غيرُ مشهورٍ. قلتُ: نَقَلَه الصّاغَانيّ فقال: ومِن العَرَبِ مَن يقول: أُخْرَاتِكم بَدَلَ أُخْرَاكم، وقد جاءَ في قولِ أبي العِيَالِ الهُذَلِيِّ:
إِذا سَنَنَ الكَتِيبَةِ صدَّ = عَنْ أُخْرَاتِهَا العُصَبُ.
وأنشد ابنُ الأعرابيّ:
ويَتَّقِي السَّيْفَ بأُخْراتِه = مِنْ دُونِ كَفِّ الجارِ والمِعْصَمِ
وقال الفَرّاءُ في قولِه تعالَى:
"والرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ في أُخْرَاكُمْ": مِن العربَ مَن يقولُ: في أُخْراتِكُم، ولا يجوزُ في القراءَة. ج أُخْرَيَاتٌ، وأُخَرُ قال اللَّيْثُ: يُقال: هذا آخَرُ وهذه أُخْرَى، في التَّذكيرِ والتَّأْنيثِ، قال: وأُخَرُ: جماعةٌ أُخْرَى. قال الزَّجّاج في قوله تعالى: "وأُخَرُ مِنْ شَكْلِه أَزْوَاجٌ". أُخَرُ لا ينصرفُ، لأن وُحْدَانَها لا ينصرفُ وهو أُخْرَى وآخَرُ، وكذلك كلُّ جَمْعٍ على فُعَل لا يَنصرفُ إذا كان وُحْدانُه لا ينصرفُ، مثل كُبَرَ وصُغَرَ، وإذَا كان فُعَلٌ جمعاً لفُعْلَةٍ فإنه ينصرفُ نحو سُتْرَةٍ وسُتَرٍ، وحُفْرَةٍ وحُفَرٍ، وإذا كان فُعَل اسماً مصروفاً عن فاعل لم ينصرفْ في المَعْرفةِ ويَنصرفُ في النَّكِرة، وإذا كان اسماً لطائرٍ أو غَيْرِه فإنه ينْصَرِف، نحو سُبَدٍ ومُرَعٍ وما أشبَهها، وقُرِئَ: "وآخَرُ مِنْ شَكْلِه أزْوَاجٌ" على الواحدِ.
وفي اللِّسان: قال اللهُ تعالَى: "فعِدَّةٌ مِنْ أيّامٍ أُخَرَ" وهو جمعُ أُخْرَى، وأُخْرَى تأْنيثُ آخَر، وهو غيرُ مصْرُوفٍ، لأن أفْعَلَ الذي معه مِنْ لا يُجْمعُ ولا يُؤَنَّثُ ما دام نَكِرةً، تقولُ: مررتُ برجلٍ أفْضَلَ منكَ، وبامرأَةٍ أفضلَ منكَ، فإن أدخلْتَ عليه الألفَ واللامَ أو أضَفْتَه ثَنَّيْتَ وجَمعْتَ وأنَّثْتَ، تقولُ: مَرَرتُ بالرَّجلِ الأفضلِ، وبالرِّجالِ الأفْضَلِين، وبالمرأَةِ الفُضْلَى، وبالنِّساءِ الفُضَل، ومررتُ بأَفْضَلِهِم وبأَفضَلِيهم وبفُضْلاهُنّ وبفُضَلِهِنَّ، ولا يجوزُ أن تقول: مررتُ برجلٍ أفضلَ، ولا برجالٍ أفضَلَ، ولا بامرأَةٍ فُضْلَى، حتى تَصِلَه بِمنْ، أو تُدْخِلَ عليهم الألفَ واللامَ، وهما يتَعاقَبانِ عليه، وليس كذلك آخَرُ، لأنَّه يُؤَنَّث ويُجْمَع بغير مِنْ، وبغير الألفِ واللام، وبغير الإضافَةِ، تقول: مررت برجلٍ آخَرَ، وبرجالٍ أُخَرَ وآخَرِينَ، وبامرأَةٍ أُخْرَى، وبنسوةٍ أُخَرَ، فلمّا جاءَ مَعْدُولاً وهو صِفَةٌ مُنِعَ الصَّرْف وهو مع ذلك جَمْعٌ، وإن سَمَّيْتَ به رجلاً صَرَفْتَه في النَّكِرة، عند الأخْفشِ، ولم تصرفْه، عند سِيبَوَيْهِ.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 04:05 م]ـ
وفي شرح الأشمونى على ألفية ابن مالك:
وأما أخر فهو جمع أخرى أنثى آخر بفتح الخاء بمعنى مغاير فالمانع له أيضاً العدل والوصف: أما الوصف فظاهر وأما العدل فقال أكثر النحويين إنه معدول عن الألف واللام لأنه من باب أفعل التفضيل فحقه ألا يجمع إلا مقروناً بأل، والتحقيق أنه معدول عما كان يستحقه من استعماله بلفظ ما للواحد المذكر بدون تغير معناه، وذلك أن آخر من باب أفعل التفضيل فحقه أن لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث إلا مع الألف واللام أو الإضافة فعدل في تجرده منهما واستعماله لغير الواحد المذكر عن لفظ آخر إلى لفظ التثنية والجمع والتأنيث بحسب ما يراد به من المعنى، فقيل عندي رجلان آخران ورجال آخرون وامرأة أخرى ونساء أخر، فكل من هذه الأمثلة صفة معدولة عن آخر إلا أنه لم يظهر أثر الوصفية والعدل إلا في أخر لأنه معرب بالحركات بخلاف آخران وآخرون، وليس فيه ما يمنع من الصرف غيرهما بخلاف أخرى فإن فيها أيضاً ألف التأنيث فلذلك خص أخر بنسبة اجتماع الوصفية والعدل إليه وإحالة منع الصرف عليه، فظهر أن المانع من صرف أخر كونه صفة معدولة عن آخر مراداً به جمع المؤنث لأن حقه أن يستغنى فيه بأفعل عن فعل لتجرده من أل كما يستغنى بأكبر عن كبر في قولهم رأيتها مع نساء أكبر منها.
تنبيهان: الأوّل قد يكون أخر جمع أخرى بمعنى آخرة فيصرف لانتفاء العدل لأن مذكرها آخر بالكسر بدليل: {وأن عليه النشأة الأخرى} (النجم: 47)، {ثم الله ينشىء النشأة الآخرة} (العنكبوت: 20)، فليست من باب أفعل التفضيل والفرق بين أخرى أنثى آخر وأخرى بمعنى آخرة أن تلك لا تدل على الانتهاء ويعطف عليها مثلها من جنسها، نحو جاءت امرأة أخرى وأخرى، وأما أخرى بمعنى آخرة فتدل على الانتهاء ولا يعطف عليها مثلها من جنس واحد وهي المقابلة لأولى في قوله تعالى: {قالت أولاهم لأخراهم} (الأعراف: 39)، إذا عرفت ذلك فكان ينبغي أن يحترز عن هذه كما فعل في الكافية فقال:
وَمَنْعَ الوَصْفُ وَعَدْلٌ أُخَرَا=مُقَابِلاً لآخَرينَ فاحْصُرَا
¥