ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 05:10 ص]ـ
الأخ الكريم (تيسير)
كلامك هذا بالضبط ما كنت أعتقده قبل أن أتبين أن له كتابا في أصول اللغة، كما بين المحقق في مقدمة الكتاب، وقد ذكروه في ترجمة الشاطبي.
ومن تأمل جميع المواضع التي وردت فيها هذه العبارة من كلام الشاطبي تبين له بيقين أنه لا يعني أصول الفقه ولا أصول الكلام.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 05:11 ص]ـ
وقال الشاطبي - رحمه الله - أيضا في المقاصد الشافية (3/ 456):
((وربما يظن من لم يطلع على مقاصد النحويين أن قولهم: "شاذ" أو "لا يقاس عليه" أو "بعيد في النظر القياسي" أو ما أشبه ذلك ضعيف في نفسه وغير فصيح، وقد يقع مثل ذلك في القرآن؛ فيقومون في ذلك بالتشنيع على قائل ذلك، وهم أولى -لعمر الله- أن يشنع عليهم، ويمال نحوهم بالتجهيل والتقبيح، فإن النحويين إنما قالوا ذلك لأنهم لما استقروا كلام العرب ليقيموا منه قوانين يحذى حذوها وجدوه على قسمين:
قسم سهل عليهم فيه وجه القياس ولم يعارضه معارض لشياعه في الاستعمال وكثرة النظائر فيه فأعملوه بإطلاق؛ علما بأن العرب كذلك كانت تفعل في قياسه.
وقسم لم يظهر لهم فيه وجه القياس، أو عارضه معارض لقلته وكثرة ما خالفه. فهنا قالوا إنه "شاذ" أو "موقوف على السماع" أو نحو ذلك؛ بمعنى أنا نتبع العرب فيما تكلموا به من ذلك ولا نقيس غيره عليه، لا لأنه غير فصيح، بل لأنا نعلم أنها لم تقصد في ذلك القليل أن يقاس عليه، أو يغلب على الظن ذلك، وترى المعارض له أقوى وأشهر وأكثر في الاستعمال، هذا الذي يعنون لا أنهم يرمون الكلام العربي بالتضعيف والتهجين، حاش لله، وهم الذين قاموا بفرض الذب عن ألفاظ الكتاب، وعبارات الشريعة، وكلام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهم أشد توقيرا لكلام العرب، وأشد احتياطا عليه ممن يغمز عليهم بما هم منه برآء.
اللهم إلا أن يكون في العرب من بعد عن جمهرتهم، وباين بحبوحة أوطانهم، وقارب مساكن العجم، أو ما أشبه ذلك ممن يخالف العرب في بعض كلامها وأنحاء عباراتها فيقولون: هذه لغة ضعيفة، أو ما أشبه ذلك من العبارات الدالة على مرتبة تلك اللغة في اللغات، فهذا واجب أن يعرف به، وهو من جملة حفظ الشريعة والاحتياط لها. وإذا كان هذا قصدهم وعليه مدارهم فهم أحق أن ينسب إليهم المعرفة بكلام العرب ومراتبه في الفصاحة، وما من ذلك الفصيح قياس، وما ليس بقياس، ولا تضر العبارات إذا عرف الاصطلاح فيها)).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 12:00 م]ـ
شيخنا الفاضل الحكم على الشيء فرع عن تصوره والباحث قرأ أغلب أصول الفقه قبل أن يكتب رسالته ولعلها لو خرجت مطبوعة لتغير رأيك عنها فما راء كمن سمعا ...
وفقك الله وسدد خطاك يا شيخنا الفاضل
قولكم (الحكم على الشيء فرع عن تصوره) لا أدري ماذا تقصد به، فإن كنت تقصد به أن حكمي على الرسالة خطأ لأني لم أطلع عليها فهذا غير صحيح، فقد اطلعت عليها كاملة.
قولكم (الباحث قرأ أغلب أصول الفقه) لا أدري ما علاقته بالمسألة؟؟ فإننا نتكلم عن أصول النحو لا عن أصول الفقه، وأنا لم أتعرض لنقد الرسالة من جهة النظر في أصول الفقه، وإنما تعرضت لنقدها من جهة أن صاحب الرسالة ترك كثيرا من نصوص الشاطبي المهمة جدا فلم يتعرض لها بالدراسة، وترك كثيرا من القواعد والأصول التي تنبه لها الشاطبي (وربما دون غيره) فلم يتعرض لها، واكتفى بعرض الأدلة المشهورة المعروفة مثل القياس والإجماع بكلام عام لا يشفي.
وقولكم (لو خرجت مطبوعة لتغير رأيك عنها) فإن كنت تقصد أن الباحث سيغير فيها عند الطبع، فهذا أمر آخر، فإن الحكم يكون على الموجود لا على المعدوم.
وقولكم (فما راء كمن سمعا) لا أدري ماذا تقصد به، فإن كنت تقصد أني حكمت على الرسالة بمجرد السماع عنها، فهذا غير صحيح.
ونقدي هذا لا يضر الرسالة في شيء؛ فإن الإنسان مهما أوتي من قوة ومن وقت وجهد لا يستطيع أن يحيط بكل شيء في بحثه، ولولا ذلك ما استطاع الباحث أن يكتب بحثه أصلا، إذا كان المتقدمون قد بحثوا كل شيء، ولم يتركوا له شيئا يبحث فيه.