" فإذا ": في موضع نصب " يَقنَطونَ "، ومعناه: المفاجأة.
وموضع الفاء مع ما بعدها جزم.
وكذلك موضع " إذا " وما بعدها، والدليل على ذلك، قراءة الكسائيِّ: {مَن يُضْلِلِ اللهُ فلا هادِيَ لهُ ويَذَرْهُم في طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ} الأعراف 186
فجزم " يَذَرْهُم "، لأنه حمله على موضع قوله تعالى: {فلا هادِيَ لهُ}) انتهى
قلتُ: هي قراءة حمزة والكسائيِّ.
قال الإمام الشاطبيُّ – رحمه الله –
" وجَزْمُهُمْ يَذَرْهُمْ شَفا "
أي: قرأ حمزة والكسائيِّ، بالياء التحتية، وجَزْمِ الراء.
وقال أبو شامة، في " إبراز المعاني ":
(قوله تعالى: {وإن تُخفُوها وتُؤْتُوها الفقراءَ فهو خيرٌ لكم ويُكفِّر عنكم مِن سَيِّئاتِكم}، وجَزَمَ الراءَ من القرَّاءِ نافع وحمزة والكسائي، لأنه معطوف على موضع {فهو خيرٌ لكم}، وموضعه جزم على جواب الشرط، وسيأتي مثل ذلك في الأعراف {مَن يُضْللِ اللهُ فلا هاديَ له ويَذرْهُم}) انتهى
قلت: جَزَمَ الراء، في موضع البقرة، حمزة والكسائي، ووافقهما نافع، وكذا أبو جعفر من العشرة.
قال الإمام الشاطبيُّ – رحمه الله –
ويا وَنُكَفِّرْ عَنْ كِرامٍ وجَزْمُهُ * أتَى شافِيًا والغَيْرُ بِالرَّفْعِ وُكِّلا
والحمد لله، فقد ثبت بالدليل، الخَبَري والنظري، أنَّ جملة جواب الشرط المقترنة بالفاء، تكون في محل جزم، ويُعطف على موضعها بالجزم.
فإن قال قائل: (فما قولك في مَن قرأ برفع الفعلين " ويكفِّرُ "، " ويَذرُهم " في الموضعين)
قلتُ: مَن قرأ بالرفع، فعلى الاستئناف.
ويترتَّب على هذا حكم الوقف، أثناء التلاوة، فإن جعلته معطوفًا على ما بعد الفاء لم يجز الوقف على ما قبله، وإن جعلته مستأنفًا وقفت على ما قبله.
وأخيرًا، أقول: – يا أخي الفاضل -:لم أرَ في ما ذكرتَه ما يرجِّح القول: بأنَّ جملتي الشرط والجواب هي الخبر، فما زال هذا القول مرجوحًا.
كما أني لا أرَى تَخطئة مَن ذهب إلى الأخذ به، وإنما أقول:
الراجح من الأقوال الثلاثة، أن تكون جملة فعل الشرط لوحدها هي الخبر.
والله أعلم
أرجو لك مزيدًا من التوفيق
مع عاطر التحايا
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[07 - 04 - 2005, 07:03 م]ـ
إِذا وُقِّيتُما مِنْ كُلِّ خَطْبٍ ... فَما نَبْغِي عَلَى زَمَنٍ ظَهِيرا
وَما الْقَمَرانِ إِذْ سَعِدا وَتَمّا ... بِأَبْهَرَ مِنْكُما فِي الْفَضْلِ نُورا
أُرانِي لا أَسُومُ الصَّبْرَ قَلْبِي ... فَأُدْرِكُهُ يَسِيرا أَوْ عَسِيرا
كَأَنِّي مُبْتَغٍ لَكُما شَبِيهاً ... بِهِ أَوْ مُدَّعِ لَكُما نَظِيرا
فَلا أَخْلى "الفَصيحُ" لَكُمْ مَحَلاّ ... وَ لاعَدِمَتْ سَماؤُكُمُ الْبُدُورا
العلمان حازم و الأغر، تغمر قلبي الفرحة والسرور وأنا أتابع مناقشتكما المنقطعة النظير، ويسرني أن أبعث إليكما تحية احترام وتوقير وتقدير
ولا يفوتني وأنا أقرأ ما تخطه أيديكما من علوم وحكم أن أنهل من معينكما، وأطرح بعض الأسئلة
أستاذي الحبيب / حازم
قلتم:
ونقول: إن أردتم الجملة بكمالها، من دون أن تنتقصوا منها أداة الشرط، فنحن نوافقكم على ذلك، ونعربها على أنها جملة واحدة.
فقد تقع في محل رفع خبر للمبتدأ
أو في محل نصب خبر كان
أو في محل رفع خبر إنَّ
أو في محل نصب حال
وسؤالي: هل تأتي الجملة الشرطية حالا؟ وقد منع ذلك العلامة محمد محي الدين عبد الحميد؟
أرجو التفصيل بارك الله فيكم
و لكم مودتي
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[08 - 04 - 2005, 04:18 ص]ـ
ومن الرجال مجاهل ومعالم ******* ومن النجوم غوامض ودراري
والناس مشتبهون في إيرادهم ******* وتفاضل الأقوام في الإصدار
أخي البحاثة الأديب الأريب حازم زاده الله حزما في الأمور ومضاء، وجعله من الدراري، ووقاه شر المداحض والمزالق.
الأمر يا أخي أهون من أن تحشد له كل هذا الحشد والجند وإني أربأ بك أن تأخذ من كلامي أجزاء تناقش ظاهرها مع أنها لو نظر إليها في السياق العام لبدت واضحة لا إشكال فيها انظر إلى مناقشتك للفقرة الأولى أعني ما يتعلق بأن الخبر هو ما تتم به الفائدة فقد أتعبت نفسك في الاعتراض الذي سأنقل جزءا منه ثم أعلق عليه فيزول الاعتراض:
(قولك: (والخبر هو ما تتمُّ به الفائدة من الكلام، ولا يمكن إغفال هذا الأمر المعنوي في مسألة تحديد الخبر)
¥