والمقصود هو اعتبار الجملة كلها، من ألفها إلى يائها، من دون أن ننتقص منها أداة الشرط .... انتهى كلامك.
وأقول:
الآن قربنا من حل العقدة فانت تستشكل الأمر بقولك (لأنكم تبتدئون الكلام عن الجملة، أنها جملة واحدة، وتقيمون الأدلَّة والبراهين، ثمَّ بعد ذلك تفصلون اسم الشرط عنها وتُعربونه مبتدأ، وما تبقَّى منها تقولون: هو الخبر.
أليس هذا ما تفعلونه؟) انتهى كلامك.
وأقول:
بلى هذا ما نفعله نحن وأنتم أيضا فأنتم أيضا تقرون بوجود الجملة الشرطية وتفصلون اسم الشرط وتعربونه مبتدا، والفرق أننا نجعل الشرط والجزاء الخبر وأنتم تجعلون الشرط وحده الخبر لكن سأزيل الإشكال الذي ترمي إليه:
لنأخذ الجملتين الشرطيتين: إن جد زيد وجد، ومن جد وجد، فكلتاهما شرطية لكن الأولى مبدوءة بحرف لا يستحق الإعراب فيبقى الشرط والجواب مع (إن) جملة واحدة آخذة المحل الإعرابي بحسب ما تستحق، أما في الجملة الثانية فأداة الشرط اسم وقع في محل رفع بالابتداء فاستحق الشرط والجواب أن يكونا جملة واحدة مع معنى (إن) في محل رفع خبر، يعني عندما نأخذ الشرط والجواب ونجعلهما خبرا لا نأخذهما مجردين من معنى (إن) الشرطية الذي تضمنه (من) لذلك فالجملة الثانية وهي: من جد وجد، جملة اسمية مؤلفة من مبتدأ وخبر، (من) المبتدأ، والجملة الشرطية المؤلفة من الشرط والجزاء ومعنى (إن) هي الخبر، ولكن سمينا هذه الجملة الاسمية شرطية للتفريق بينها وبين الاسمية الخالية من معنى الشرط، كما أن الجملة الأولى: (إن جد زيد وجد) فعلية ولكننا نسميها شرطية للتفريق بينها وبين الفعلية التي لا شرط فيها. أرجو أن يكون الإشكال قد زال.
أما عن ابن هشام يا أخي حازم فإني أقر له بالفضل جزاه الله خيرا ولكني أختلف معك في استحقاقه الإمامة فهو من علماء عصر المماليك ائتموا بالسابقين ولم يأتوا بإضافات مهمة وقد يكون ابن مالك آخر الائمة المجتهدين وأما قول ابن خلدون الذي أتيت به وهو (ما زلنا – ونحن بالمغرب – نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية، يقال له " ابن هشام "، أنحَى من سيبويه) فمبالغة لا يرضاها ابن هشام نفسه، هيهات هيهات وأين مثل الكتاب يا حازم؟
ثم قلت:
(وقولك: (فإني لا أعطي لجملة الجواب إعرابا، لأني لا أعدها جملة مستقلة، وأختلف مع من يجعل لها محلا إن اقترنت بالفاء أو إذا الفجائية)
أقول: هذا رأيك الشخصي، وهو لا يتعدَّى حَيِّزه، وليس هذا الحوار لمناقشة الآراء الشخصية، إنما انعقد هذا الحوار، للنظر في أقوال الخبر الثلاثة، وترجيح أقربها إلى الصواب، فأرجو أن يظلَّ الكلام حول أقوال العلماء فقط، ونصوصهم.
وقولك: (وأختلف مع مَن يجعل لها محلا، إن اقترنت بالفاء أو إذا الفجائية)
قلتُ: عظيم، فإذا لم يكن لها محل، ولم تكن في محل جزم جواب الشرط، فأين جواب الشرط إذًا؟ ... ) انتهى كلامك.
وأقول:
يا أخي حازم أنا طالب علم ولكن من حق طالب العلم أن يبدي رأيه إن كان عنده دليل ولو صادرنا حق إبداء الرأي لما تقدمت العلوم يا أخي.
أنا لم أنكر وجود الجواب ولكن قلت لا أعد الجواب جملة مستقلة تستحق الإعراب فلا أقول محلها الجزم ولا أقول لا محل لها لأنها منسبكة مع جملة الشرط في جملة واحدة وإن كانت في الأصل جملة مستقلة فعلية أو اسمية، وأقول محل الجواب ومحل الشرط مجزوم فلو عطف على محل الشرط أو على محل الجواب فعل مضارع جزم على تفصيل فيه فلم يكن ثَمَّ داع لتلك النقول لأن أمر وجود شرط وجواب في الجملة الشرطية لا يحتاج إلى دليل والأصل فيهما أن يكونا فعلين، فمثل هذا لا يختلف فيه، لكنك تستحق الشكر على جهدك، بارك الله في علمك ونفع بك أيها النحوي الكبير.
مع التحية والتقدير.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[08 - 04 - 2005, 05:39 ص]ـ
أشكرك أبا أيمن الشكر الجزيل و سيكون لي حديث معك إن شاء الله في موضوع (وإن كنت الأخير زمانه) أو إن شئت أوردته هنا بعد أن يتفضل الأستاذ حازم بإجابة استفسارك.
مع التحية والود.
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[08 - 04 - 2005, 12:20 م]ـ
الرأي رأيكم، وأنا معكم فيما ترونه
والمعذرة عن مقاطعة حواركما الشيق
ـ[حازم]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 09:38 ص]ـ
نَصَحْتُهُمُ نُصْحي بِمُنْعَرِجِ اللِّوَى، فلَمْ يَسْتَبينُوا النُّصْحَ إلاَّ ضُحَى الغَدِ
أستاذي الفاضل الجهبذ / " الأغرّ "
¥