وكذلك قوله تعالى: {هَذهِ النارُ التي كُنتُم بها تكذِّبون}، أي: في الدنيا، وإلاَّ فأين حصل التكذيب بها؟
الأستاذة الفاضلة / " سمط اللآلئ ":
بعد أن انكشفت الشُّبهات حول آراء علمائنا الأفذاذ.
أقول لك: تمسَّكي بأقوال علمائنا المباركين، الذين خاضوا في بحار العلم والمعرفة، وعاشوا في مجالس مشايخهم، وبين طيَّات المراجع،، ووعَوْا كتاب ربِّهم، وأخذوا نفوسَهم بحديث نبيِّهم، فلا شكَّ أنهم يُخرِجون لنا في النهاية عسلاً وشَهدا.
فوالله، إنَّ علمَهم محفوف بالتوفيق والنور، وآراؤهم وأقوالهم محفوظة في الصدور.
ولو كان في قَولهم لحن، أو خروج عن العربية، أو قبح في المعنى، لَما سكتَ عنه العلماء الباقون، الذين لم يقولوا برأيهم، ولكانوا قد تعقَّبوهم في مُصنَّفانهم، كعادة أهل العلم، أن يُبيِّنوا الحقَّ للناس، قال الله تعالى: {وإذْ أخذَ اللهُ مِيثاقَ الذينَ أوتُوا الكتابَ لَتُبيِّنُنَّه للناسِ ولا تَكتُمُونَه} آل عمران 187.
وشبهة التعلُّق بأنَّ هذا ليس من العربية، أو يخالف استعمال العرب، شبهة قديمة، لم يَسلَم منها كتاب الله تعالَى أيضًا، فقد ردَّ الزمخشريُّ قراءة ابن عامر {وكذلكَ زُيِّنَ لِكثيرٍ مِنَ المُشرِكينَ قَتلُ أولادَهُمْ شُرَكائِهم}، وهي من القراءات السبعة المتواترة، وقال أبو حيَّان: وأعجب لعجمي ضعيف في النحو يرد على عربي صريح محض قراءة متواترة.
فلا تغُرَّنَّك الأقوال المهلهلة، والشبهات المضلِّلة، وقلتُ: شبهات، لأنَّ أصحابها لا يضعون مداخلاتهم على سبيل الاستفسار والتثبُّت، كما قال تعالى: {فاسْألوا أهلَ الذِّكرِ إن كُنتُم لا تَعلمونَ}، وإنما يَجزمون بالجواب، وَهمًا منهم أننا نسلِّم بأقوال عليلة، وتعليلات ذليلة.
فلا يَغُرَّنْكِ ما قالوا وما وَهمُوا * إنَّ الأقاويلَ والأوهامَ تَضليلُ
والحمد لله حمدًا كثيرًا، أن قيَّض لهذه الأمة، مَن حَفِظ لنا أحكام ديننا، وعِلم شريعتنا، وأصالة لغتنا.
ولو كان علماؤنا ممَّن نقص علمهم، وقصر فهمهم، وضاق أفقهم:
لفاتنا جزء كبير من توجيه كلام الله تعالَى.
ولذهب ثلث القراءات المتواترة
ولضاع جزء كبير من السُّنَّة المطهَّرة
ولكانت عقولنا قد انحصرت في نطاق ضيِّق من لغتنا
فالحمد لله على تقديره.
ختامًا، أسأل الله أن يبارك في مَن وثقنا بعلمهم، ورجاحة رأيهم، واتِّزان تفكيرهم، الذين يتَّبعون الحقَّ، وبه يَقولون، وأخصُّ بالذِّكر، أساتذتي الكرام: " أبا محمد وخالد وبديع، والأخفش والنحوي وأبا أيمن، وأبا سارة والأخطل وعاشق الفصحى، وربحي ورهين المحبسين والفرَّاء، وأبا تمَّام ورياض والمهندس، وأبا باسل والبصري والبدر الطالع، وأبا الحسين والحجَّة والقلاَّف، وأبا إبراهيم والسراج والصدر، وابن المقفَّع والربَّان والمثنى، وغيرهم ممَّن لا تحضرني أسماؤهم، وكذلك الأستاذة الخيزران ومحبَّة اللغة العربية وسمط والأمل الجديد "
اسأل الله لهم جميعًا التوفيق والسَّداد، وعلوَّ الدرجات.
ولعلَّ مقامي لن يطول بينكم – أيها الأفاضل –، فقد استصغرتُ أمامَ علوِّ شأنكم عطائي، وكثرت بين أيديكم أخطائي، ولا حولَ ولا قوَّة إلاَّ بالله.
يا مَنْ يَعِزُّ علينا أنْ نُفارِقَهُمْ * وجداننا كل شيءٍ بَعدَكمْ عَدمَ
وأنتم النجوم الزاهرة، التي ستستمرُّ – إن شاء الله – في إضاءة هذا المنتدى المبارك وإشراقه.
مع خالص تحياتي وتقديري
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 07:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل آيات بينات يؤمن بها الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وآله وصحبه أئمة الهدى، أما بعد
فإن آفة العلم التقليد وادعاء العصمة للمتبوعين حاشا الرسل عليهم الصلاة والسلام، وقد ذم الله المقلدين، فقال الله تعالى: (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالو بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أ و لو كان أباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون) (البقرة 170)
¥