تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال رحمه الله (من العلماء من أنكر ان يكون المجاز موجودا في اللغة ,وحجته ان المعنى انما يعينه الياق وقرائن الأحوال , و ان الكلمات نفسها ليس لها معنى ذاتي بل بحسب التركيب ,و اذا كانت بحسب التركيب صار الذي يعين المعنى هو السياق , واذا تعين المعنى فهذه هي الحقيقة فاذا قلت: (رايت اسدا يحمل سيفا) هل يمكن لاي واحد يسمع هذا الكلام أن يشتبه عليه الأسد الحقيقي بالأسد الشجاع؟ الجواب انه لايمكن , اذن هو حقيقة بقرينة الحال. فاذا كان المعنى انما يعينه السياق وقرائن الأحوال فانه لا مجاز فيه , ولهذا نجد الفرق حتى في نبرات الصوت , فلو قلت لواحد (أسكت) -بصوت خفيف- وآخر (أسكت) -بصوت قوي-فيفهم من الاول الامر بالسكوت بطمأنينة , ومن الثاني الزجر بشدة مع ان الاختلاف في الأداء فقط.)

ـ[ابن هشام]ــــــــ[02 - 02 - 2003, 11:30 م]ـ

جزاكم الله خيراً على هذا الحوار والنقاش.

شكراً أنوار الأمل وبارك الله فيك

كما أشرتم بارك الله فيكم إلى الأقوال والأدلة، وذكرتم أقوال المجيزين مطلقاً والمانعين مطلقاً والقائلين بالتفصيل أود الإشارة إلى أمور:

الأول: الخلاف في هذا الموضوع قديم، ومشهور، والتوسط والاعتدال في مناقشته هو الأسلم إن شاء الله.

ثانياً: هذا الموضوع قد كتب فيه العلماء وتناولوه من ثلاثة جوانب:

الجانب الأول: من جانب أهل علم الكلام، وعلماء العقيدة بعد ذلك، وهنا يقف ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من المانعين.

الجانب الثاني: جانب علماء الأصول (أصول الفقه) وقد ناقشوه من باب دلالات الألفاظ على الأحكام.

الجانب الثالث: علماء البلاغة. وهم كثر وهم يناقشونه في لغة العرب بشكل عام دون النظر إلى أثره في المعتقد، ولذلك نجد الإجماع منعقداً على وجوده عندهم ولا تكاد تجد كتاباً في البلاغة إلا ويشرحه ويقول به.

ثالثاً: من أفضل المؤلفات التي تكلمت عنه من وجهة نظري هي:

1 - المجاز بين المجيزين والمانعين للدكتور القدير عبدالعظيم بن إبراهيم المطعني حفظه الله في مجلدين. وهو أوسع من ناقش هذه المسألة من جانبها البلاغي وتعرض لها من جانبها العقدي بما يكفي فيما رأيتُ.

2 - المجاز عند الإمام ابن تيمية وتلاميذه بين الإنكار والإقرار للدكتور عبدالعظيم بن إبراهيم المطعني كذلك. وما ورد في حديث أنوار الأمل حول وجود المجاز في كلام ابن تيمية وابن القيم مع اشتهار إنكارهم له في كتابيهما الإيمان والصواعق المرسلة مفصل بالأمثلة والأدلة في هذا الكتاب فلعله من توارد الأفكار بين المطعني وأنوار الأمل أو أنه قد تم الاطلاع على هذا الكتاب ولم يشر إليه رغبة في الاختصار.

وخلاصة ما ذهب إليه في كتابه أن إنكار المجاز في اللغة بوجه عام، وفي القرآن بوجه خاص، إنما هو مجرد دعوى بنيت على شبهات واهية، كتب لها الذيوع والانتشار والشهرة، ولكن لم يكتب لها النجاح.

3 - دعوى إنكار المجاز للدكتور إبراهيم عوض وهو كتاب نفيس كذلك.

4 - بطلان المجاز لمصطفى عيد الصياصنة. وهو ينصر مذهب المنكرين وهذا ظاهر من عنوانه.

5 - منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز للعلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله ومذهبه ظاهر كذلك من خلال عنوان كتابه وقد ناقشه المطعني في كتابه الثاني وخلص إلى أن للإمام الشنقيطي رحمه الله في المجاز مذهبان:

- مذهب جدلي نظري: انتهى فيه إلى منع المجاز وإنكاره في أخريات حياته.

- ومذهب سلوكي عملي نحا فيه منحى مجوزي المجاز، ورأى له ضرورة لا غنى عنها في استجلاء المعاني، وكشف أسرار البيان.

6 - المجاز وأثره في الدرس اللغوي للدكتور محمد بدري عبدالجليل. وهو بحث في ماهية المجاز اللغوي ولم يتعرض لحكمه إلا كإشارة عابرة عند حديثه عن إسراف المعتزلة في القول به وتحفظ أهل السنة وتوسط الأشاعرة في ذلك وهو بحث جيد في البحث في المجاز من حيث الجانب اللغوي والاتساع في الكلام عند العرب وعلاقات المجاز المتعددة.

7 - إنكار المجاز عند ابن تيمية بين الدرس البلاغي واللغوي للأستاذ إبراهيم بن منصور التركي، وخلاصة ما وصل إليه هو أن الخلاف بين القائلين بوقوع المجاز والمانعين هو خلاف في زاوية الرؤية. وأن القول بوقوع المجاز والقول بإنكاره فكرتان غير متضادتين، ويمكن أن تتعايشا جنباً إلى جنب ولا تتنافرا.

لأن الفرق بين المنكرين والمجيزين هو فرق في رؤيتهم إلى دلالة اللفظ، فالحكم بأصالة اللفظ في موضع وفرعيتها في موضع آخر هو الأساس الذي قام عليه تصور القائلين بالمجاز. أما جعل جميع دلالات اللفظ ومعانيه على درجة المساواة فكلها أصلية وأن السياق هو الذي يعين أي المعاني أريد باللفظ هذه هي الرؤية التي حكمت تصور القائلين بإنكار المجاز. ولعل الشيخ محمد بن عثيمين غفر الله له ورحمه من الناصرين لهاذ الرأي كما أشار إلى ذلك الأخ أبو محمد 99 حفظه الله.

8 - المجاز في البلاغة العربية للدكتور مهدي السامرائي. ولم أقرأه إلى الآن فمعذرة ولو وجدته به راياً ذا بال لألحقته إن شاء الله.

رأي شخصي: أن الخلاف بين القائلين به والمانعين خلاف لفظي وحسب، ذلك أن المانعين يسمون المجاز أسلوباً من أساليب العرب وليس مجازاً والنتيجة واحدة. ويمكن التخلص من المحذور الذي خشيه العلماء من القول به بأن يقال أنه يمنع القول بالمجاز في باب الأسماء والصفات لسبب بسيط وهو قوله تعالى: ليس كمثله شئ وهو السميع البصير. ويبقى بعد ذلك للغة جمالها وقوتها. وقديماً قال أبو هلال العسكري: لو استبعدنا المجاز من اللغة لذهب نصف بهاء لغة العرب. والله أعلم. ومعذرة على التطفل على إخواني ولكن وجدت مجال الكتابة على لوحة المفاتيح ذا سعة.

وأنتظر استدراكاتكم حفظكم الله جميعاً ونفعنا بعلمكم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير