تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كيف لا يكون المجاز معرّفاً بصحّة نفيه؟ فإنّ هذه مسألة من المسائل المنطقية المبسّطة! أوليس من الممكن أنْ تقول: الشجاع ليس بأسد، وفلان ليس ببحر؟ في حين أنه لا يصحّ لك أنْ تقول: الأسد ليس بأسد، والبحر ليس ببحر؟ فأتني أنت برجل واحد لا يقول بهذا!

إنكم بمثل هذا القول تسطحون عقول الجمع الغفير والجمهور الغالب من علماء هذه الأمة وكلهم يقولون بالمجاز وكتبهم محشوة به، سواء في القرآن أو غيره من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أو كلام العرب، وإن الحق هو مع السواد الأعظم من العلماء ولا شك في ذلك.

لا أدري ما العلة من وراء هذا الخطاب الموجّه إليّ بصيغة "إنكم"؟! ثمّ كيف حكمت "علينا" بأننا نسطح عقول الجمع الغفير والجمهور الغالب من علماء هذه الأمّة بهذا القول؟ ألا ترى أنّ الذي يسطح عقول الناس هم المتكلمون الذين يقولون: إنّ أكثر اللغة مجاز لا حقيقة، كابن جني مثلاً؟ أوليس الأصل في التعبير أنْ يكون بالحقيقة؟ ثمّ ألا ترى أنّ القرآن العظيم كله حقائق؟ وإلا فكيف يمكن أنْ يكون شيء منه غير حقيقة؟ ألم يصفه منزله سبحانه وتعالى بأنّه قول فصل وما هو بالهزل؟ أوليست أخباره كلها صادقة وأحكامه كلها عدل؟

ومن ثمّ، فيا أخي الفاضل:

لماذا لا تقيم وزناً للعلماء الذين منعوا وقوع المجاز في القرآن، مثل: أبي إسحاق الإسفراييني، وأبي علي الفارسي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وداود بن علي الأصبهاني، ومنذر بن سعيد البلوطي، ومحمد بن خويز عنداد المالكي، وابن البر النجدي المالكي، وابن القاص من الشافعية، ومحمد بن أحمد الفتوح ابن النجار، والسعدي، والشنقيطي، وابن باز، وابن عثيمين، والألباني وغيرهم - رحمهم الله أجمعين؟

وإنْ كنتَ لا توافقهم الرأي .. فإنّ أقلّ ما يمكن قوله أنْ تحترم وجهة نظرهم، وأنْ لا تظنّ أنّ رأيك هو الحقّ، وأنّك أوتيتَ علماً لم يُؤتَ أحدٌ شيئاً مثله ..

ودمتم ..

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[28 - 05 - 2006, 06:01 ص]ـ

الأخ الفاضل قوس - سلمه الله ..

كيف لا يكون المجاز معرّفاً بصحّة نفيه؟ فإنّ هذه مسألة من المسائل المنطقية المبسّطة! أوليس من الممكن أنْ تقول: الشجاع ليس بأسد، وفلان ليس ببحر؟ في حين أنه لا يصحّ لك أنْ تقول: الأسد ليس بأسد، والبحر ليس ببحر؟ فأتني أنت برجل واحد لا يقول بهذا!

لا أدري ما العلة من وراء هذا الخطاب الموجّه إليّ بصيغة "إنكم"؟! ثمّ كيف حكمت "علينا" بأننا نسطح عقول الجمع الغفير والجمهور الغالب من علماء هذه الأمّة بهذا القول؟ ألا ترى أنّ الذي يسطح عقول الناس هم المتكلمون الذين يقولون: إنّ أكثر اللغة مجاز لا حقيقة، كابن جني مثلاً؟ أوليس الأصل في التعبير أنْ يكون بالحقيقة؟ ثمّ ألا ترى أنّ القرآن العظيم كله حقائق؟ وإلا فكيف يمكن أنْ يكون شيء منه غير حقيقة؟ ألم يصفه منزله سبحانه وتعالى بأنّه قول فصل وما هو بالهزل؟ أوليست أخباره كلها صادقة وأحكامه كلها عدل؟

ومن ثمّ، فيا أخي الفاضل:

لماذا لا تقيم وزناً للعلماء الذين منعوا وقوع المجاز في القرآن، مثل: أبي إسحاق الإسفراييني، وأبي علي الفارسي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وداود بن علي الأصبهاني، ومنذر بن سعيد البلوطي، ومحمد بن خويز عنداد المالكي، وابن البر النجدي المالكي، وابن القاص من الشافعية، ومحمد بن أحمد الفتوح ابن النجار، والسعدي، والشنقيطي، وابن باز، وابن عثيمين، والألباني وغيرهم - رحمهم الله أجمعين؟

وإنْ كنتَ لا توافقهم الرأي .. فإنّ أقلّ ما يمكن قوله أنْ تحترم وجهة نظرهم، وأنْ لا تظنّ أنّ رأيك هو الحقّ، وأنّك أوتيتَ علماً لم يُؤتَ أحدٌ شيئاً مثله ..

ودمتم ..

يظهر يا أخ لؤي أنّك تصعّد الأمر---

فما دخل ذكرك لأسماء معدودة مع أننا نذكر لك بما يقابلها الآلاف؟؟

ولم التعريض بالمتكلمين وهم جل علماء الأمّة كالباقلاني والجويني والبيهقي والآمدي والرازي والغزالي والعز والباجي وابن فورك والإسفرائيني---آلخ القائمة التي لا تنتهي؟؟

ثم ما دخل النفي والحقيقة والكذب والهزل بالمجاز؟؟

طبّق لي كلامك على مثال "واتقوا يوما"---فهل إذا قلنا أنّ في التعبير مجاز عن شدائد ذلك اليوم --قلنا بعكس الحقيقة؟؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير