تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حينما ظهرت مشكلة اختلاط نقط الحركات التي وضعها (أبو الأسود) بنقط الحروف المتشابهة في الرسم والتي وضعها تلميذاه - يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم -، استطاع الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 170 هـ) أن يبتدع شكلاً جديداً للحركات الإعرابية، فقد جعل الحركات حروفاً صغيرة بدل النقط وابتكر لكل حركة ما يناسبها في الشكل من الحرف فللضمة واو صغيرة فوق الحرف وللكسرة ياء مردفة تحت الحرف، وللفتحة ألف مائلة فوق الحرف ولم يقف إنجاز الفراهيدي عند هذا الحد، بل وفق إلى ابتكار علامات الهمز والتشديد والمد والإشمام.

وكلما امتد الزمان بالناس ازدادت عنايتهم بالقرآن وتيسير رسمه من طور إلى طور، حتى أن رسم القرآن بلغ ذروته في الجودة والحسن في نهاية القرن الثالث الهجري، وأصبح الناس يتنافسون في اختيار الخطوط الجميلة وابتكار العلامات المميزة حتى جعلوا للسكون الحرف (رأس حاء (حـ)) ومعناها أن الحرف المسكن أخفّ من الحرف المتحرك، أو (رأس ميم (ه)) ومعناه: أنّ الحرف مسكَّن فلا تحرِّكه، وعلامة التشديد ثلاث سنايات ومعناها شد الحرف شديداً، ووضعوا لألِفات الوصل (رأس صاد) ومعناه: صِلْ هذا الحرف، ووضعوا النقط عند أواخر الآيات دلالة على انتهاء الآية والذي تطور فيما بعد إلى شكل دائري يوضع فيه رقم الآية، وعمدوا إلى كتابة الأخماس والأعشار للآيات القرآنية وعينوا الأحزاب والأرباع والأجزاء للقرآن، وأُضيف إلى الرسم العثماني كل ما يتعلق بأحكام السجود القرآني - الواجب والمندوب - في هوامش المصحف بحيث لا يختلط بالأصل، كما وضعوا إشارات وعلائم التجويد وغيرها من المحسنات التي ساهمت في إيضاح القرآن لقرّائه بصورة كبيرة على ما هو عليه الآن.


المصادر:

(1) قال في الصحاح: أَعْجَمَ الكتاب - خلاف أعربه - أي نَقَّطه.

(2) قيل له: من أين لك هذا العلم؟ (يعنون النحو)، فقال: لُقِّنت حدوده من علي (عليه السلام) انظر وفيات الأعيان ج 1/ 240 ط مصر.

(3) صبح الاعشى ج 3/ 151.

(4) الفهرست لابن النديم ص 46، أخبار النحويين البصريين للسيرافي ص 16، القلقشندي صبح الاعشى ج 1/ 166 مع اختلاف يسير بين روايات هذه المصادر.

(5) مناهل العرفان: ج1/ 399.

.............................................................

المصدر: الموسوعة الإسلامية الكمبيوترية ( http://www.mawsoah.org/icon_web/maaref/hrkat.htm).

====================================
====================================

وفي: http://www.mawsoah.org/icon_web/maaref/tduin.htm نجد مقالة بعنوان: تدوين وجمع القرآن الكريم

مقدمة:

نظراً لأهمية القرآن وعظمته، واهتمام المسلمين به، وبحفظه وتلاوته، وتعلمه وتعليمه، وأخذ الأحكام والتعاليم منه، لا يمكن أن يبقى غير مدوّن، مفرّقاً ومنجّماً كما أنزل على رسول الله (ص)، لوجود مخاطر كثيرة، من تحريف، أو من تعرض حامليه وهم الصحابة الكرام للاستشهاد والموت، ومن اتساع رقعة الإسلام، ودخول أقوام جديدة في الإسلام، إذن فلا بد وأن يكون قد دون وجمع.

معنى جمع القرآن الكريم:

لجمع القرآن معنيان:-

أحدهما: حفظه في الصدور على سبيل الاستيعاب لجميع آياته، ومنه قولنا:

جُمّاع القرآن أي حفاظه.

والجمع بهذا المعنى قد أوتيه رسول الله (ص) قبل الجميع، فكان سيد الحفاظ وأول الجُمّاع، كما كان يُرغِّب المسلمين باستمرار في حفظ القرآن وتدارسه واستظهاره، وشاعت قراءته وتلاوته وافتتن المسلمون بذلك وشغفوا بالاستماع إليه.

والمعنى الآخر لجمعه: هو كتابته وتسجيله بشكل كامل في الأوراق والرقاع والأكتاف والأقتاب والعسب (1).

وهذا المعنى فيه أربعة أقسام:

1 - القسم الأول من الجمع بمعنى نظم كلماته وتأليف الآيات، وجعل كل آية في السورة التي هي جزء منها وفي موضعها من تلك السورة، وكونها آية ثانية لها - مثلاً - أو ثالثة، وهكذا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير