تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إلى أن مجتمعهم بخير وأمتهم بانتصار ماكانوا كذلك لايتصورون أنفسهم أفراداً في انفصال شأن واستقلال حياة , وإنما يرونها أعضاء جسم يصح بصحةالجميع ويقوى بقوته ويمرض بمرض الواحد ويضعف بضعفه .. أليس تأخر المسلمين وانحدار نجمهم آية صدق هذا الحديث؟ .. أليس علاج قلوبهم وأداةانتصارهم وسبب عزتهم أن يعودوا في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم جسداًواحداً؟ بلى إنه لكذلك , ويمكن أن نجعل وجه الشبه المنتزع من الطرفين التكاتف والتراحم واستشعار الجزء بآلام الأجزاء الأخرى.

صورة المشبه: مايجب أن يسود بين المؤمنين من استشعار ألم بعضهم ببعض.

والمشبه به: الجسد الواحد واستشعار ألم العضو الذي يألم بآلام الأعضاء الأخرى.

قوله -صلى الله عليه وسلم - " أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم

يغتسل فيه كل يوم خمس مرات .. ماتقولون .. أيبقى من درنه

شئ؟؟ .. قالوا .. لايبقى من درنه شئ.

قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا ".

صورة الممثل به سابقة متقدمة لتثير انتباه السامعين وتحرك شوقهم

لاسيما وقد اقترنت بذلك الاستفهام , والذي يطلب

صلى الله عليه وسلم - من الصحابة - رضوان الله عليهم -

الإجابة عليه ليطيل التشوق ويزيد الانتباه مع أن صورة الممثل

بها فرضية محبوبة يتشهاها كل فرد ويشعر معها بالحياة ويحس بالجمال ..

نهر يغتسل فيه المرء كل يوم خمس مرات فقد شبه -صلى الله عليه وسلم-

الصلوات الخمس في تنقيتها للمسلم من الذنوب والخطايا بالنهر

العظيم العذب الصافي ونرى سر اختياره -صلى الله عليه وسلم-

لكلمة (نهر) فلم يقل (بحر) لأن البحرفيه صفات وخصائص

لاتنسجم مع روح الترغيب والتحبيب ففيه الملوحة والصخب بتلاطم الأمواج العاتية بخلاف النهر ففيه السكون والعذوبة والصفاء , فهو

-صلىالله عليه وسلم- يريد أن يرسم الصورة الجميلة للصلوات

الخمس وتأثيرها في حياة المسلم وهدوئه وراحة باله وسكون

نفسه كما تطمئن أمام النهر الجاري.

قوله تعالى " والذين كفروا أعمالهم كسراب

بقيعة يحسبه الظمآن ماءا حتىإذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله

عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب "

المشبه: هيئة أعمال الكفار التي تظهر في أعينهم جميلة , ولكنها

في الحقيقة لاخير ولاثواب فيها.

المشبه به: هيئة السراب بصحراء واسعة يظنه الظمآن ماءاً فيجهد نفسه

في الذهاب إليه فلايجد هناك شيئاً.

وجه الشبه: الهيئة الحاصلة من الأمل المطمع والنهاية المؤيسة.


محاضرات د. عبد الله المسعود
علم البيان د. بسيوني عبد الفتاح
الإيضاح للقزويني

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[18 - 07 - 2003, 01:04 ص]ـ
موضوع قيم وجهد واضح في الإعداد

وأجمل ما فيه إظهار مواطن الجمال مع بيان الصورة الفنية

وليتك يا أستاذي الفاضل خصصت كل نوع من أنواع التشبيهات بموضوع مستقل وأكثرت فيه من الأمثلة مع التعليقات البيانية اللطيفة لإظهار القيمة الفنية للصور البلاغية

جهد مشكور .. جزاك الله خيرا

ـ[سامح]ــــــــ[20 - 07 - 2003, 09:34 ص]ـ
أهلاً بكِ أختي الفاضلة: أنوار الأمل

أولاً .. مازلت في طور التعلم , ولم أصل بعد إلى مرحلة التعليم
فيكفيني شرفاً أن تكتبي بجانب اسمي (أخي) هكذا سيرتفع
التكليف بيننا.:)

بالنسبة لتخصيص كل قسم من التشبيه بموضوع مستقل فكرت فيه ,
ولكن الكتابة بحروف الحاسوب متعبة .. ومن ثم رأيت التشبيه
متصلاً ببعضه .. ففضلت جعله في موضوع واحد.

أما إذا رأيت أن الموضوع لم يأخذ حقه فسأضيف أمثلة
وأحاول إكمال بقية مبحث التشبيه القريب المبتذل والغريب
فما رأيكِ؟؟

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[20 - 07 - 2003, 11:00 م]ـ
لا بأس أستاذي الكريم في اتصال التشبيهات بعضها ببعض في موضوع واحد
إنما أردت فصلها لزيادة حظ كل قسم من الأمثلة، و ما أوردته فيه الخير أيضا

و تجاورها كما هي الآن يعطي القارئ فرصة أكبر للمقارنة

أما الإكمال .. فنعم ثم نعم
ننتظر البقية في أقرب فرصة تسنح لك
وفقك الله

ـ[سامح]ــــــــ[24 - 07 - 2003, 11:02 ص]ـ
التقسيم بالنظر إلى وجه الشبه إلى:
قريب مبتذل وغريب بعيد
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير