تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[بوحمد]ــــــــ[30 - 08 - 2003, 01:15 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نحن في قسم البلاغة والإعجاز القرآني ... فالذي اريد حقاً معرفته -معلمتي الفاضلة- هو وجه البلاغة والإعجاز في استعماله سبحانه وتعالى لكلمة"يظنون" بدلاً من (يعلمون أو يوقنون) في قوله عزّ وجل:"يظنون أنهم مُلاقوا ربهم". أو في قوله سبحانه "وظنوا أن لاملجأ من الله إلا إليه".

فبالتأكيد أن الكلمة التي ترد بالقرآن الكريم لا يسد مكانها أي كلمة أخرى .. وهذا سرّ الإعجاز القرآني .. "لا وجود للترادف" ... فلكل حرفٍ فيه هدف وغاية.

وهذا الذي أريد أن اعرفه ...

ما السر الكامن في معنى كلمة "الظن" التي فضلها سبحانه وتعالى على اليقين في هذه المواضع؟

بوحمد

ـ[أبو سارة]ــــــــ[02 - 09 - 2003, 02:39 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلا بأبي حمد، فكم نحن مشتاقون إليك بعد طول الغياب 0

وحول موضوع سؤالك، وجدت لك نصا نفيسا لابن كثير هذا نصه:

قال ابن كثير في تفسيره:

وقوله تعالى {الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون} هذا من تمام الكلام الذي

قبله أي أن الصلاة أو الوصاة لثقيلة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم أي يعلمون أنهم محشورون إليه يوم القيامة معروضون عليه وأنهم إليه راجعون أي أمورهم راجعة إلى مشيئته يحكم فيها ما يشاء بعدله فلهذا لما أيقنوا بالمعاد والجزاء سهل عليهم فعل الطاعات وترك المنكرات فأما قوله "يظنون أنهم ملاقو ربهم" قال ابن جرير رحمه الله العرب قد تسمي اليقين ظنا والشك ظنا نظير تسميتهم الظلمة سدفة والضياء سدفة والمغيث صارخا والمستغيث صارخا وما أشبه ذلك من الأسماء التي يسمى بها الشيء وضده كما قال دريد بن الصمة.

فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج سراتهم في الفارسي المسرد

يعني بذلك تيقنوا بألفي مدجج يأتيكم وقال عمير بن طارق.

فإن يعبروا قومي وأقعد فيكم وأجعل مني الظن غيبا مرجما

يعني وأجعل مني اليقين غيبا مرجما0

قال والشواهد من أشعار العرب وكلامها على أن الظن في معنى اليقين أكثر من أن تحصر وفيما ذكرنا لمن وفق لفهمه كفاية ومنه قول الله تعالى "ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها" ثم قال ابن جرير حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عاصم حدثنا سفيان عن جابر عن مجاهد كل ظن في القرآن يقين

أي ظننت وظنوا

وحدثني المثنى حدثنا أبو داود الجبري عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كل ظن في القرآن فهو علم

وهذا سند صحيح

وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى "الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم" قال: الظن هاهنا يقين قال: ابن أبي حاتم ورُوي عن مجاهد والسدي والربيع بن أنس وقتادة نحو قول أبي العالية وقال سنيد عن حجاج عن ابن جريج "الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم" علموا أنهم ملاقو ربهم كقوله "إني ظننت أني ملاق حسابيه" يقول علمت وكذا قال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم "قلت" وفي الصحيح أن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة "ألم أزوجك ألم أكرمك ألم أسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وترتع"؟ فيقول بلى فيقول الله تعالى "أظننت أنك ملاقي"؟ فيقول لا فيقول الله "اليوم أنساك كما نسيتني" وسيأتي مبسوطا عند قوله تعالى "نسوا الله فنسيهم" إن شاء الله تعالى.

لعلك تجد فيه بغيتك، ولي عودة إن شاء الله إن ظفرت بجديد0

ولك خالص التحية

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[03 - 09 - 2003, 12:51 ص]ـ

الأستاذ الفاضل (أبو سارة)

شكرا لك للإضافة القيمة فالعودة لكتب التفسير تثري كثيرا

جزاك الله خيرا

الأستاذ السائل

سؤالك في محله تماما حول سبب استعمال هذه الكلمة دون كلمة العلم

ولقد أحسست بالجواب عندما قرأت ما كتبه اللسان أول مرة وأردت أن أرد عليك مباشرة بعد قراءتي لتعقيبك

ولكني فضلت التأخر قليلا لكيلا أجيبك من احساس وظن بل أعود إلى مصادر تؤكد لي ما ذهبتُ إليه

أي أنني أردت ألا أحرم نفسي من متعة تصفح الكتب ومتعة البحث وفوائده

وأخيرا جئتك بالجواب ...

يبدو واضحا من معنى الظن كما أورده اللسان نقلا عن المحكم إذ قال:

الظن شك، ويقين، إلا أنه ليس بيقين عيان

أن الظن (اليقين) ليس ما تعرفه وتشاهده

فهذا اليقين لم يأته من تجربة حسية خاضها الظان بنفسه أو رأى أحدا أمامه قد تعرض لها

فلم يكن يقينه هذا ناتجا عن مشاهدة حقيقية أو معاينة لما يوقن به

وإنما هو يقين تدبر، يقين إيمان، يقين تجربة نفسية ـ إن صح هذا التعبير هناـ ناتجة عن صدق الإيمان

فلم ير أحد ما يحدث للمرء بعد الموت

إنه الإيمان بالغيب الذي يميز المؤمن عن غيره بل هي أول صفة للمتقين والمفلحين كما جاء في قوله تعالى: "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون "

... والتأكيد تجده في قول السيرافي: (لا يستعمل الظن بمعنى العلم إلا في الأشياء الغائبة عن مشاهدة الحواس لها، لا يقال ظننت الحائط مبنيا، وأنت تشاهده) ...

أتمنى يا أخي الكريم أن أكون قد افدتك

وإن كنت كذلك فعلا فإني أرجو أن أراك حاضرا دوما لأستفيد أنا

فإن المرء يحرم نفسه من البحث بحجة قلة الوقت، ويقبل الأمور كما يعرفها (الظن هو اليقين) وانتهى الأمر لئلا نضغط على أنفسنا قليلا ونتعب في سبيل الحصول على فوائد مهمة والرجوع الى الكتب الأصول في العلوم

أما إن ووجهنا بالسؤال فنضطر إلى البحث والقراءة

فهذه دعوة من معلمتك (التي تزعم أنها كذلك) لتصير أنت معلما لها هذه المرة

وجزاك الله كل خير وزادك حبا لكتابه وفهما له وإيانا والمسلمين أجمعين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير