تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الهيثم 2]ــــــــ[08 - 05 - 2004, 05:43 ص]ـ

أشكرك على هذا الدرس الممتع في علم الصرف، وقد كنت محقة في قولك: إن عطاء يحتمل أن يكون اسمًا، واسم مصدر، وكرمًا ليس باسم مصدر، وكان ينبغي أن يكون المثال: سلمت تسليًا، وسلامًا.

ولكنك نست أن الكلام هو في المقارنة بين الإيتاء، والعطاء، وليس في المقارنة بين المصدر، واسمه .. وعلى كل فكون العطاء مصدرًا، أو اسم مصدر، لا يغير من الأمر شيئًا فيما نحن بصدده.

فالدكتور فاضل يقول: (أما أعطى فهي تستعمل في الأمور المادية فقط (وأعطى قليلاً وأكدى) (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى).

إذن آتى تستعمل للأموال وغير الأموال وأكثر استعمالها للأمور الواسعة والعظيمة كالملك والرشد).

والله سبحانه وتعالى يقول ملبياً دعاء سليمان ـ عليه السلام ـ حين دعاه بقوله: «قال رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب» ص 35. فأجابه سبحانه وتعالى بقوله: (فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب ـ والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين بالأصفاد) ص: 36 ـ 38. ثم قال له: «هذا عطاؤنا فأمنن أو أمسك بغير حساب» ص 39.

والسؤال الذي ينبغي أن يسأل هنا: هل عطاء الله تعالى لسليمان كان مختصًا بالمال فقط، كما ذهب إلى ذلك الدكتور فاضل في قوله السابق؟

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[09 - 05 - 2004, 02:08 ص]ـ

أؤكد ما قلته من أن الأستاذ عتوك قد جاء بمعنى زائد

فالمقالان مكملان لبعضهما بعضا

وأؤكد أن طريقة عرض الأستاذ عتوك لمقاله جاءت مبهمة غير واضحة، هل هو يخطئه أو يضيف إلى كلامه؟ لم يكن سيضره شيء لو قال مثلا: إن هناك معاني أخرى يمكن أن نستنتجها من استقراء الآيات

أما تعمد رمي الدكتور بالخطأ ـ وهذا ما يفعله دوما ـ فغير مقبول

فإن العلماء قد وجدوا أكثر من خمسة أوجه في الفروق بين الكلمتين

كما أنه قال عن الدكتور في مكان ما إنه يأتي بما اعتاده جمهور النحاة، فإن خطّأ الدكتور فهو يخطئ كل النحويين من خلفه وكلنا عالة عليهم

والدكتور قد قال: في الأمور المادية

وهذه لا تعني الأموال فقط، فالمادية تقابلها المعنوية، ويدخل في الأمور المادية الملك وما يصلح للامتلاك أو الانتفاع من غير المعنويات التي هي مثل الآيات والحكمة والرحمة

ثم إنه قال كما سمعته: غالبا، ولم يعمم

وتقول:

=====

وعلى كل فكون العطاء مصدرًا، أو اسم مصدر، لا يغير من الأمر شيئًا فيما نحن بصدده.

فإن كان هذا صحيحا عندك فلماذا قال الأستاذ عتوك في بدايات مقاله: لا يد من التفريق بين العطاء والإعطاء؟

لا شك أنه يرى لهذا فائدة كبيرة

ـ[الهيثم 2]ــــــــ[09 - 05 - 2004, 04:28 ص]ـ

السلام على من اتبع الهدى .. وبعد.

1 - [فالدكتور فاضل يقول:" أما أعطى فهي تستعمل في الأمور المادية فقط. (وأعطى قليلاً وأكدى)، (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى).

إذن آتى تستعمل للأموال وغير الأموال وأكثر استعمالها للأمور الواسعة والعظيمة كالملك والرشد)].

2 - وأنت تقولين: (فإن كان هذا صحيحا عندك فلماذا قال الأستاذ عتوك في بدايات مقاله: لا يد من التفريق بين العطاء والإعطاء؟

لا شك أنه يرى لهذا فائدة كبيرة)

3 - وأقول: إن التفريق بين العطاء، والإيتاء على أساس أن الأول لا يستعمل إلا في الأمور المادية فقط، وأن الثاني يستعمل للأموال، وغير الأموال، واضح في كلام الدكتور فاضل، لا يحتاج إلى تأويل، أو تبرير.

وليس هكذا يفرق العلماء بين العطاء، والإيتاء؛ وإنما يفرقون بينهما بما ذكر في المقال السابق؛ وهو الآتي:

(والصحيح الذي عليه المحققون أن بين الإيتاء والإعطاء فرقاً من وجهين:

أحدهما: أن الإيتاء يحتمل أن يكون واجباً، وأن يكون تفضلا. أما الإعطاء فإنه بالتفضل أشبه، نحو قوله تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر: {الكوثر:1}. فهذا العطاء عطاءُ تفضل، بدليل أن الله سبحانه أمره بالصلاة، والنحر عقب ذلك، فقال جل جلاله: {فصل لربك وانحر}. ولو كان واجبًا، لما أمره بذلك ...

ولكون العطاء أشبه بالتفضل، خص دفع الصدقة، في القرآن الكريم بالإيتاء، دون الإعطاء، لكونها واجبة ...

وثانيهما: أن الإعطاء يستعمل في القليل، والكثير، من كل شيء، نحو قوله تعالى: {أفرأيت الذي تولى * وأعطى قليلا وأكدى} [النجم: 33 ـ 34]. وقوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} [الكوثر: 1] ...

أما الإيتاء فلا يستعمل إلا في الشيء العظيم، مالاً كان ذلك الشيء، أو غيره ... ).

4 - قال الراغب الأصفهاني:" والإعطاء: الإنالة. (حتى يعطوا الجزية). واختصَّ العطية، والعطاء بالصلة. قال: {هذا عطاؤنا} ".

5 - قولك: (وأؤكد أن طريقة عرض الأستاذ عتوك لمقاله جاءت مبهمة غير واضحة، هل هو يخطئه أو يضيف إلى كلامه؟).

بعد كل هذا الوضوح والبيان تقولين طريقة عرض المقال مبهمة، وغامضة. أما إن كان يخطىء الدكتور فاضل، أو يضيف إلى كلامه فهذا ليس من شأنك؛ إلا إذا كان الدكتور فاضل قد أوكل إليك الدفاع عنه. فما بين الأستاذ عتوك، وبين الدكتور فاضل لا تعرفين أنت شيئًا عنه. ولهذا لا أرغب لك أن تضعي نفسك في هذا الموضع. عليك فقط أن تحكمي بصحة ما تقرأين، أو بخطأه. وهذا من حق كل أحد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير