ماذا يعني اتهامك بالسذاجة من قال بالقول الآخر كأن ليس هناك تأويل إلا ما تفضلت به وكأن كل من سواك على خطأ؟
هذا وإن المادة اللغوية تحتمل أكثر من معنى، وكل له اتجاهه وميله نحو معنى معين يستقيم مع السياق من وجهة نظره، وكلها أمور اجتهادية لا يترتب عليها حكم شرعي
ثم من قال لك إنني لا أعرف شبكة التفسير ولا أعرف الأستاذ محمد عتوك أو اني لم أر ما كتبه في تلك الشبكة؟
إني أعرفه وأعرف مقالاته في الشبكة والملتقى وقرأت اسمه في بعض صحفنا أيضا
وحديثي كان موجها لك أنت الذي قدم الكلام السابق أعلاه سواء كنت الأستاذ محمد أو غيره
فلو جئتنا عارضا علمك فلك كل التقدير والاحترام، وإن وجدنا شيئا أحببنا أن نحاور فيه فعلنا، أو طلبنا المزيد للاستفادة، أو قدمنا بين يديك أسئلتنا، ولربما قارنا بأنفسنا وما احتجت أن تفعل بنفسك أو أن تقول عما تكتب مادحا نفسك بنفسك (لا يعرف قدره إلا المستحقون)
لكن طريقتك في العرض هي التي كانت محل انتقاد
وأما العلم فليس لي حكم عليه ولست بمسؤولة عن تقويم علم أحد
فإن كنت أنت الأستاذ محمد عتوك أو تكتب عنه فقد أسأت إليه بطريقة عرضك لعلمه
وقولك
كل له الحق في أن يقول رأيه، والكل يخطىء، ويصيب، ولا يوجد أحد معصوم عن الخطأ، وكل إنسان يرى خطأ فمن حقه أن يصوبه ..
صحيح تماما، وهو ما قلتُه أيضا
ولكن هذا إن كان خطأ تماما
و إن عبارتك المقتبسة قبل قليل هي التي تقول إن كاتب الكلام لا يحسن التعامل مع المخطئ بفرض أنه مخطئ، فكيف وما قاله لا يخرج عن حقيقة اللغة؟
وأما الفخر بالنجاح في اصطياد الجواهر الثمينة فهو مما ينبغي أن يحكم به الناس من أهل الاختصاص له، و لا يحكم به هو لنفسه، ولا يحجر على غيره إن قال برأي يخالف ما قاله هو
وما زال سؤالي عن مخالفة تأويل الأستاذ عتوك للحديث الشريف قائما
وأنقل ما قاله الطبري عن الْحسَن: مَنْ يَشْفَع شَفَاعَة حَسَنَة كَانَ لَهُ فِيهَا أَجْرَانِ
ـ[الهيثم 2]ــــــــ[09 - 05 - 2004, 11:31 ص]ـ
أولاً- أنا الهيثم، والأستاذ محمد إسماعيل عتوك هو والدي، والأستاذة رفاه زيتوني هي والدتي. وإذا كنت قد سمعت بوالدي، فلا بد أنك قد سمعت بوالدتي، فاسمها على شبكة التفسير مع اسم والدي جنبًا إلى جنب. وبهذا يظهر لك أنني من أسرة، لا تضع البراقع على وجوهها، ولا تتخفى وراء الأسماء المستعارة. وكان ينبغي عليك أن توجهي كلامك لي أنا، وليس لوالدي. ثم إذا كنت تعرفينه حق المعرفة، فلا يصح أن تقولي عليه ما تقولين. وإذا كنت جادة فيما ذكرت، من أنك مدينة له بالاعتذار، فبريده على شبكة التفسير، وقد سافر يوم أمس إلى والدتي في الإمارات، حيث تعمل هناك مدرسة، وسيعود مساء الخميس إن شاء الله.
ثانيًا- قول الله تعالى: {للرجال نصيب مما ترك الوالدان} يدل دلالة واضحة على أن النصيب هو الحظ المعين من التركة. كما فسره قوله تعالى بعد ذلك: {للذكر مثل حظ الأنثيين}. وهذا النصيب المعين قد يزيد بازدياد التركة، وقد ينقص بنقصها؛ ولكنه يبقى في الحالين معينًا. ولهذا قال الراغب الأصفهاني:" النصيب: الحظ المنصوب. أي: المعيَّن ".
ثالثًا- في الشفاعة يوجد: المشفَّغ؛ وهو صاحب الشفاعة. والمشفع له؛ وهو طالب الشفاعة .. والشفيع؛ وهو الذي يقوم بالشفاعة بينهما .. فالمشفع في الشفاعة له ثواب, أو عقاب .. والشفيع له ثواب معين من ذلك الثواب، أو العقاب المخصصين لصاحب الشفاعة. فإن كانت الشفاعة حسنة، كان للشفيع نصيب منها. وإن كانت سيئة، كان له كفل منها. والنصيب هو الحظ المعين من الأجر، والكفل هو الضعف من العقاب. ولا يتعارض هذا مع ما روي عن الْحسَن: (مَنْ يَشْفَع شَفَاعَة حَسَنَة كَانَ لَهُ فِيهَا أَجْرَانِ)؛ لأن النصيب قد يعادل أجرًا، وقد يعادل أجرين، أو أكثر من ذلك. فالأجر غير النصيب، والنصيب غير المثل، وغير الكفل .. ثم إن السيئة لا تقاس بالشفاعة السيئة؛ لأن هذه أكبر بكثير، وأعظم، لما فيها من إهدار للحقوق، وهتك للأ عراض والأموال، بخلاف السيئة. وليس في هذا لبس، ولا غموض، لمن أراد الفهم والهداية.
ثم لو قلنا: للرجال أجرين، أو مثلين مما ترك الوالدان، لكان ذلك خلفاً من القول, لا يقبله أحد .. وكذلك لو قلنا: من يشفع شفاعة حسنة، يكن له مثلها؛ لأن ذلك يدل على أن للشفيع أجر مماثل لأجر صاحب الشفاعة. وهذا لا يصح أبدًا؛ إذ لا يعقل أن يتساوى الاثنان في الأجر. وإذا كان ذلك لا يصح، فكيف إذا جعل أجر الشفيع مثلي أجر صاحب الشفاعة، أو أكثر؟ تصوري أنك شفعت لإنسان مظلوم عند الشيخ زايد، فهل يعقل أن يكون لك أجر مماثل لأجر الشيخ زايد، أو مثلي أجره؟ هذا إذا قلنا: يكن له مثلها، أو مثليها. فكيف يكون المعنى إذا قلنا: يكن له مثل منها، أو مثلين منها؟ فهل تحبين أن يكون لك نصيب من الهدية، أو لا يكون لك منها نصيب؟ اختاري!
ألا ترين أن من قال بعد هذا البيان، والتوضيح: (وإنه لمن السذاجة بمكان أن يقال في الأول: أضعافها، أو نحوه، وفي الثاني: مثلها) أنه محق في ذلك؟ ثم ألا ترين أن من حق ابن قيم الجوزية، أن يفخر بنفسه حين قال: (وهذا لا يفهمه كل أحد، ولا يدركه إلا من منحه الله فهمًا من عنده .. فلله الحمد والمنة على ما أنعم به علينا من نعمة العلم والفهم لأسرار كلامه!!). هذا قول ابن قيم الجوزية، وقد أضفته أنا في نهاية المقال
¥