تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[يعسوب]ــــــــ[14 - 01 - 2006, 10:42 م]ـ

السلام عليكم

نعم أخي الفاضل

كما قلت

فما هو عامل النصب لأرجلكم؟

هل هو الفعل اغسلوا البعيد أم الفعل امسحوا القريب الملاصق لرؤوسكم وأرجلكم؟

ولنبدأ النقاش أخي الكريم على بركة الله تعالى ...

ـ[أبومصعب]ــــــــ[14 - 01 - 2006, 11:21 م]ـ

قال الله تبارك وتعالى: (إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلَُِكم إلى الكعبين وإن كنتم جُنُبَاً فاطَّهروا)

قال الشاطبي رحمه الله:

مَعَ القَصْرِ شَدَّد يَاءَ قَاسِيَةً شَفَا * وَأَرْجلِكمْ بِالنَّصْبِ (عَمَّ) (رِ) ضًا (عَ) لاَ

أخبر الشاطبي رحمه الله أن المشار إليهم ب (عم) والراء والعين في قوله "عَمَّ رِضًا عَلاَ"، وهم نافع وابن عامر والكسائي وحفص قرؤوا "وأرجلَكم إلى الكعبين" بنصب اللام فتعين للباقين (وهم ابن كثير والبصري وحمزة ووشعبة) القراءة بخفضها.

فهاتان قراءتان من طريق الشاطبية، ونقل الإمام أبو بكر ابن العربي رحمه الله في كتابه أحكام القرآن قراءة أخرى، قراءة الرفع فقال: ثبتت القراءة فيها بثلاث روايات: الرفع، قرأ به نافع، رواه عنه الوليد بن مسلم، وهي قراءة الأعمش والحسن؛

والرفع ظاهر أمره، فهو على الابتداء، وهي قراءة شاذة، أما النصب والجر فقد استوت كفة من اختلف فيه من القراء السبعة

توجيه الجر في قول الله عز وجل: "وأرجلِكم"

وفيه أقوال:

‹•› الأول العطف على الجوار وقد رده كثير من النحاة وقالوا بشذوذه وضعفوا تخريج آية من القرآن عليه، وقال به العكبري وابن مالك رحمه الله، ومما استشهد به العكبري في التبيان: فمن القرآن قوله تعالى: (وَحُورٍ عين) (الواقعة: 22) على قراءةِ من جَرَّ، وهو معطوف على قوله: "بِأَكْوابٍ وَأَبَارِيقَ"، والمعنى مختلف؛ إذ ليس المعنى: يطوفُ عليهم وِلْدَانٌ مخلَّدُونَ بحُورٍ عين؛ وقول الله سبحانه: (عَذَابَ يَوْمَ مُحِيطٍ) (هود: 84)، واليومُ ليس بمحيط، وإنما المحيط العذاب.

وكذلك قوله: (فِي يَوْمٍ عَاصِف) (إبراهيم: 18)، واليومُ ليس بعاصف، وإنما العاصِفُ الريح

وقال الشاعر وهو النابغة:

لَمْ يَبْقَ إلاَّ أسِيرٌ غَيرُ مُنْفَلِتٍ * أوْ مُوثَقٌ فِي حِبَالِ القِدِّ مَجْنُوبِ

والقوافي مجرورة،

وقولهم: "جُحْر ضَبٍّ خَرِب"

قال ابن هشام في شذور الذهب:

وأَما المعطوف فكقوله تعالى (اذَا قمُتمْ الى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكمْ وَأَيْدِيْكُمْ الى الْمَرافِقِ وَامْسَحوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ الى الْكَعْبَينِ)

في قراءة مَنْ جر الأرْجُل لمجاورته للمخفوض وهو الرءوس وانما كان حقه النصب كما هو في قراء جماعة آخرين وهو (منصوب) بالعطف على الوجوه والأيدي وهذا قول جماعة من المفسرين والفقهاء وخالَفهم في ذلك المحققون ورأَوا أَن الخفض على الجوار لا يحسن في المعطوف لأن حرف العطف حَاجِزٌ بين الاسمين وَمُبْطِل للمجاورة نعم لا يمتنع في القياس الخفضُ على الجوار في عطف البيان لأنه كالنعت والتوكيد في مجاورة المتبوع وينبغي امتناعه في البدل لأنه في التقدير من جملة اخرى فهو محجوز تقديراً.

‹•› والثاني أنه معطوف على "برءوسكم" فقُصد الأرجل بالمسح كما هو الحال في الرأس، فبينت السنة المراد بالمسح كما بينت في قول الله "والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة" وقوله سبحانه "والسارق والسارقة فاقطعوا أيدهما"

قال ابن هشام في شذور الذهب:

والثاني أَن المراد هنا المسح على الخفين وجعل ذلك مسحاً للرجل مجازاً وانما حقيقته أَنه مَسْحٌ للخف الذي على الرجل وَالسُنّة بَيَّنَتْ ذلك

ومما يؤيد هذا قال الإمام أبو بكر ابن العربي رحمه الله في أحكام القرآن: وقال موسى بن أنس لأنس: يا أبا حمزة، إنّ الحجاج خطبنا بالأهواز ونحن معه، فذكر الطّهور، فقال: اغسلوا حتّى ذكر الرجلين وغسْلَهما وغسْلَ العراقيب والعراقب، فقال أنس: [صدق الله وكذب الحجّاج]. قال الله سبحانه: "فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ" قال: فكان أنسٌ إذا مسح قدميه بلّهما وقال: [نزل القرآن بالمسح، وجاءت السنّة بالغسل]. وعن ابن عباسٍ وقتادة افترض الله مسحين وغسلين، وبه قال عكرمة والشّعبيّ. وقال: [ما كان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير