أخي زيد العمري, بارك الله فيك فقد زدت الأمر وضوحا حينما ذكرت: إن المعنى لا يستقيم إلا باعتبار (بادِروا) بمعنى عاجلوا أو استقبلوا
أتمنى من الإخوة الآخرين التفاعل مع ما كتبه النحوي الصغير و زيد العمري
و شكرا
ـ[همس الجراح]ــــــــ[20 - 01 - 2006, 02:46 ص]ـ
بادروا بمعنى سابقوا
وما قاله النحوي الصغير عين الحقيقة: هي (فتناً) مفعول به منصوب
ولكم الشكر
ـ[أبومصعب]ــــــــ[20 - 01 - 2006, 09:24 م]ـ
لا أدري لماذا خاصية الرد والرد السريع لا تعمل عندي!
أخي الكريم زيد الضمير البارز في (أبادرها) في قول طرفة بن العبد:
فإن كنت لا تسطيع دفع منيّتي * فدعني أبادرها بما ملكت يدي
يحتمل عوده على المنية، كما يحتمل عوده على المصدر (فدعني أبادر المبادرة بما ملكت يدي) ولا دليل لك فيه على هذا الوجه،
وبادرت الشيء مبادرةً وبداراً، أي عاجلته.
والمبادرة: طلب العجلة، والمسابقة. قال الله عز وجلّ: "ولا تأكلوها إسرافاً وبداراً" أي مسابقةً لكبرهم.
وأيا كان ف"بادروا" في الحديث معناه سارعوا وسابقوا وربما كان بمعنى عاجلوا،
فإن كان بمعنى سارعوا وسابقوا فالفعل "بادروا" لازم غير واقع على الفتن، وليس المقصود في هذه الحال مسارعة الفتن ولا مسابقتها، بل المسارعة بالأعمال والمسابقة بها، والباء في (بالأعمال) بمعنى (إلى)، كما هي في قول الله عز وجل "وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ" أي "أَحْسَنَ إِلَيَّ"
أو يكون عاجلوا، وهو متعد في هذه الحال، ويرده ذم العجلة والتي هي طلب الشيء قبل أوانه، وكذا المعنى (عاجلوا فتنا) أي (سابقوا فتنا)
وفي كلا الحالين يستبعد أن يقع الفعل "بادر" على الفتن أي (فَعَل أو فَاعَلَ البدار أو المبادرة بالفتن) كما هو الشأن في ما وقع عليه فعل الفاعل ك (ضرب زيد عمرا) أي (فعل زيد الضرب بزيد)
الزبيدي في التاج: بادره مبادرةً وبِداراً، بالكسر، لأنّه القِياس في مصدر فاعَلَ، أي عَجِلَ إلى فِعْلِ ما يَرْغَبُ فيه. وهو يتعدّى بنفسِه وب (إلِى)، كذا في شَرْح الشِّفَاءِ. قال شيخنَا: وقد عَدُّوه ممّا جاءَ فيه فاعَلَ في أصل الفِعْل كسافَرَ، وأبقاه بعضُهم على أصل المُفَاعَلَةِ، وذلك فيما يَتَعَدَّى فيه بنفسِه، وأمّا في تَعْدِيَتِه بإلى فلا دلالَةَ له على المُفَاعلَة، كما لا يَخفَى، انتهى.
إلى الشيخ الكريم أبي محمد:
موفق لخلال الخير مطعمها * عن الاساءة والفحشاء ذو حجبِ
لا يصار إلى التقدير إلا إذا اقتضت الضرورة ذلك وما دام الظاهر مستقيما من حيث الصناعة والمعنى فما الحاجة إلى التقدير؟
الظاهر أن (فتنا) مفعول به لـ (بادروا) وهي هنا بمعنى (عاجلوا) وقد أثبت الأخ زيد العمري أنه يأتي متعديا بالدليل ولو أطلقنا أمر التقدير بغير ضرورة لوجدنا عجبا!
أما استقامة الظاهر إعرابا ومعنى فغير مسلم بما سبق، والاحتمال وارد على الفعل "بادروا" في الحديث الشريف وما في معناه وما جاوز ذلك،
فليس كل ما انتصب بعد فعل متعد فهو مفعول به لجواز حذف المفعول به وبقاء غيره من الفضلات المنتصبة كالمفعول فيه والمفعول في حاله و ... ، وفيه قال ابن مالك رحمه الله " وَحَذفَ فَضلَةِ أجِز إن لَم يَضُر "، وقال:
عَلامَةُ الفِعلِ الْمُعَدَّى أن تَصِل هَا غَيرِ مَصدَرٍ بهِ نَحوُ عَمَل
فانصِب بهِ مَفعُولـ (ـهُ) إن لم يَنُب ............................
فالقيد أن يقع فعل الفاعل عليه، لورود ما ذكرت من الحذف وبقاء غيره
والفعل الذي يتعدى أحيانا ويكون لازما أحيانا يزداد تطرق الاحتمال إليه بما سبق، والأمر في اللازم أبين منه في المتعدي والمتقلبةِ أحواله.
قال الله تعالى: " وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ "
وليس " السَّيِّئَاتِ" مفعولا به ل " يَمْكُرُونَ "
وقال: " اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوْ اطْرَحُوهُ أَرْضاً "
وليس "أرضا" بمفعول به لأن طرح لا يتعدى إلى اثنين وقيل غيره
معنى الفتن في الحديث "بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم"
الفتنة الامتحان والاختبار والعذاب وما يقع بين الناس
ومن الفتن الأموال والأولاد:
قال الله تعالى: "وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) " الأنفال
¥