تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[المكي]ــــــــ[19 - 01 - 2006, 04:38 م]ـ

(6)

الأسماء الخمسة بين الإعراب الظاهر والإعراب النيابي:

الإعراب الموروث في هذه الأسماء (أبو، أخو، حمو، فو، ذو) أن ترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجر بالياء، لكن هذا الإعراب لم يرض عنه كثير من المجددين، فاقترحوا له بدائل نوضحها من خلال الآراء الآتية:

يرى أمين الخولي في هذه الأسماء التي يسميها " الأسماء البضعة " أن تعالج وَفق اقتراحين:

أ*- أن نلزمها الواو دائما كما تفعل العامية في أب وأخ، وقد استدل لذلك بقراءة (تبت يدا أبو لهب)، التي أوردها الزمخشري في الكشاف.

وهي قراءة شاذة، وقد فسرها الزمخشري على أنها علم مركب.

ب*- أن يلزمها الألف كالمثنى، يقول:" والرأي الثاني الذي نميل إليه أن تلزم الألف كالمثنى، فتقل الأقسام ... وهي في الموضعين لغة بني الحارث بن كعب، ولغة العامة (59)

أما إبراهيم مصطفى، الرافض للإعراب النيابي، فيرى أن هذه الأسماء معربة بالحركات لا بالحروف، أما تعليله، فلأنه يمكن إجراء العلامات الأصلية فيما جعله النحاة معربا بالعلامات الفرعية:

جاء أبُوعلي: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، والواو إشباع.

رأيتُ أبَا علي: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، والألف إشباع

مررت بأبِي علي: اسم مجرور بالكسرة الظاهرة، والياء إشباع.

فالأسماء الخمسة كلها معربة كغيرها بالحركات ... وإنما مدت كل حركة فنشأ عنها لينها، وقد حاول تعليل هذه الظاهرة صوتيا، فقال: إن ذو، وفو، وضعتا على حرف واحد، وبقية كلمات الباب على حرفين، الأول منهما حرف حلق، وحروف الحلق ضعيفة في النطق، ومن عادة العرب أن تستروح في نطق الكلمات، وأن تجعلها على ثلاثة أحرف في أغلب الأمر، فمدت هذه الكلمات حركات الإعراب ... لتعطي للكلمة حظا من البيان في النطق (60)

وقد ذهب يعقوب عبد النبي وغيره مذهب إبراهيم مصطفى، فالأسماء الخمسة عنده معربة بالحركات، والحروف بعدها إشباع.

كما ارتضت هذا المذهبَ في الإعراب لجنةُ وزارة المعارف في مشروعها السابق الذكر (61)

إلا أن مجمع اللغة بالقاهرة لم يستحسن هذا الاقتراح، وردّ الأسماء الخمسة إلى إعرابها الموروث، بالحروف لا بالحركات، فهي مرفوعة بالواو ومنصوبة بالألف، ومجرورة بالكسرة

وقد رأى شرقي ضيف أن هذه الإضافة سديدة (62)

وهي تعيد الأمور إلى نصابها، لأن الاقتراحات السابقة، واقتراح إبراهيم مصطفى بخاصة، يتجاهل أصول هذه الكلمات وتقلباتها التصريفية، فما جعله حرف مد، ثابت في التثنية والجمع: أبوان، أخوان، ذوا، ذواتا، ذوو ذوات ... ، ومن جهة أخرى، لماذا لم تعامل كلمة " غد " معاملة الأسماء الخمسة، وهي تبدأ بحرف حلقي؟ وقد أقر أنه " ليس في العربية اسم معرب بني على حرف أو حرفين، أحدهما حرف حلقي إلا وهذا حكمه (63)

ـ[المكي]ــــــــ[19 - 01 - 2006, 04:39 م]ـ

(7)

إعراب المثنى ومقترحات التجديد:

- كان إعراب المثنى بالألف ونصبه وجره بالياء، موضع تجاذب واجتهاد أيضا، فيعقوب عبد النبي ذهب إلى أننا في إعرابه " نخفي على آخر مفرده الضمة والكسرة لتعذر ظهور الأولى مع ألف المثنى، والثانية مع الياء فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على آخر مفرده

النائبة عن ألف التثنية، وتظهر الفتحة (64)

أي أن المثنى يعرب إعرابا تقديريا في حالتي الرفع والجر، وإعرابا ظاهرا في حالة النصب، كالأسماء المنقوصة:

- جاء الولدَان: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على آخر مفرده

- مررت بالولدَين: اسم مجرور بالكسرة المقدرة على مفرده

- رأيت الولدَين: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على مفرده!!!

فهو يرى أن الإعراب في الأصل للمفرد، وأما علامة التثنية الألف والياء فطارئة، والحكم كما يقول النحاة للطارئ، لأن رعاية الصيغة أقوى من رعاية حركة الإعراب (65)

وقد اختار أمين الخولي في المثنى لغة بني الحارث بن كعب، التي تلزمه الألف دائما، وكان يفضل أن يلزمه الياء كما تفعل العامية، ولكنه لم يجد لذلك سندا من اللغة (66)

أما إبراهيم مصطفى، القائل بالإشباع في إعراب الأسماء الخمسة، فلم يجد لإعراب المثنى تأويلا ولا تخريجا، فاعتبره شاذا، وزعم أن شذوذه " ليس يقدح في أمر تقرر في سائر العربية، واستقام في كل أبوابها (67)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير