شرعيا ثابتا، وإنما يلزم تقدير المحذوف المناسب لكي يستقيم الكلام شرعا، وإن لم نكن بحاجة إليه، لكي يستقيم الكلام لغة، والله أعلم.
ومنه، أيضا، قوله تعالى: (أو به أذى من رأسه ففدية): فتقدير الكلام: (أو كان به أذى من رأسه فحلق فعليه الفدية)، فلا تجب عليه الفدية لمجرد وجود الأذى في رأسه، وإنما تجب بالحلق، والله أعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 03 - 2006, 03:23 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ومن المواطن التي يلزم فيها تقدير محذوف:
جواب الشرط في قوله تعالى: (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا)، فقد قال المشركون: لا نؤمن حتى يأتينا قرآن تسير به الجبال أو تقطع به الأرض، أو يكلم به الموتى، فرد الله، عز وجل بقوله: (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى)، وحذف جواب الشرط لدلالة السياق عليه، وتقديره: لكان هذا القرآن الذي نزل عليكم، فيكون المعنى:
لو فرض وجود قرآن تسير به الجبال أو تقطع به الأرض أو يكلم به الموتى لكان هذا القرآن الذي نزل عليكم، ولكن القرآن لم ينزل لأجل ذلك، وإنما نزل لتتلى آياته آناء الليل وأطراف النهار، وليحل حلاله ويحرم حرامه، فهو كتاب هداية وموعظة، لا قصص وتسلية، ولذا أعقب هذا بقوله: (بل لله الأمر جميعا)، وبل تفيد الإضراب، أي الإضراب عما قبلها من الكلام وإلغاءه، فليس الأمر كذلك، بل الأمر جميعا لله، عز وجل، وقدم الخبر شبه الجملة: (لله)، للدلالة على اختصاصه به، عز وجل، دون من سواه، والله أعلم.
وحذف جواب الشرط، إذا دل السياق عليه، من أساليب الإيجاز المطردة في القرآن الكريم، ومن ذلك:
قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
جاء في البحر المحيط، ومثله في الدر المصون:
جواب إذا محذوف يدل عليه ما بعده، أي أعرضوا.
قال الشيخ أبو السعود رحمه الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ?تَّقُواْ} بيانٌ لإعراضِهم عن الآياتِ التَّنزيليةِ بعد بيانِ إعراضِهم عن الآياتِ الآفاقيةِ التي كانُوا يشاهدونَها وعدم تأمُّلِهم فيها أيْ إذَا قيل لهم بطريقِ الإنذارِ بما نزل من الآيات أو بغيره اتَّقوا {مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ} من الآفاتِ والنَّوازلِ فإنَّها محيطة بكم أو ما يصيبكم من المكاره مِن حيثُ تحتسبون ومن حيثُ لا تحتسبون أو من الوقائع النَّازلةِ على الأُمم الخالية قبلكم والعذاب المعدِّ لكم في الآخرة أو من نوازل السَّماءِ ونوائب الأرض أو من عذاب الدُّنيا وعذاب الآخرةِ أو ما تقدَّم من الذُّنوبِ وما تأخَّر. {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} إمَّا حال من واوِ واتَّقوا أو غايةٌ له أي راجين أنْ تُرحموا أو كي تُرحموا فتنجُوا من ذلك لما عرفتُم أنَّ مناط النَّجاةِ ليس إلاَّ رحمةَ الله تعالى. وجوابُ إذا محذوف ثقةً بانفهامِه من قوله تعالى: {وَمَا تَأْتِيهِم مّنْ ءايَةٍ مّنْ ءايَـ?تِ رَبّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ {انفهاماً بيِّناً أمَّا إذا كان الإنذارُ بالآيةِ الكريمة فبعبارةِ النَّصِّ وأمَّا إذا كان بغيرها فبدلالته لأنَّهم حين أعرضوا عن آياتِ ربِّهم فلأنْ يُعرضوا عن غيرِها بطريق الأولويَّةِ كأنَّه قيل: وإذا قيل لهم اتَّقوا العذاب أعرضُوا حسبما اعتادُوه. أ. هـ.
وقد جاء جواب الشرط محذوفاً في كثير من الآيات الكريمة، من ذلك ما جاء في قوله تعالى:
{وَلَوْلاَ فَضْلُ ?للَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ?للَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} [النور:10]، وقوله: {وَلَوْلاَ فَضْلُ ?للَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ?للَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [النور:20]، فجواب الشرط في كلا الحالتين تقديره: لهلكتم، أي: ولولا فضل الله عليكم ورحمته لهلكتم ولكن الله رؤوف رحيم بكم، والله أعلم.
مستفاد معظمه، ما عدا المثال الأول من سورة الرعد، من مشاركة للأخت الكريمة الدكتورة روضة عبد الكريم، حفظها الله ورعاها، إحدى عضوات ملتقى أهل التفسير.
ـ[مهاجر]ــــــــ[04 - 03 - 2006, 05:22 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ومن صور تقدير محذوف مناسب دل عليه السياق:
العام المخصص بالحس أو العقل:
¥