تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 03:14 ص]ـ

بسم الله

السلام عليكم

ومن ذلك أيضا: ما يعرف بأسلوب الاحتباك، وهو أحد الأساليب البلاغية التي يحذف فيها ما يدل عليه الباقي بحيث يستقيم سياق الكلام، ومن ذلك:

قوله تعالى: (قد كان لكم آية في فئتين التقتا، فئة تقاتل في سبيل الله، وأخرى كافرة)، فأصل الكلام:

قد كان لكم آية في فئتين التقتا: فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الله، وأخرى كافرة تقاتل في سبيل الطاغوت، فحذف من الجملة الأولى لفظ "مؤمنة"، لدلالة "كافرة" عليها في الجملة الثانية، وحذف "تقاتل في سبيل الطاغوت" في الجملة الثانية لدلالة "تقاتل في سبيل الله"، عليها في الجملة الأولى، فهو أشبه ما يكون بالحذف التقابلي، فيحذف من كل متقابلين أحدهما، لسهولة الاستدلال عليه بالآخر، والله أعلم.

ومنه قوله تعالى: (قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك)، فأصل الكلام:

قيل يا نوح اهبط بسلام منا عليك وبركات منا عليك، فحذف "عليك"، من الجملة الأولى لورودها في الجملة الثانية، فصح الاستدلال بالثانية الباقية على الأولى المحذوفة، وحذف "منا" من الجملة الثانية، لورودها في الجملة الأولى، فحصل الحذف بشكل تقابلي من كلتا الجملتين، والله أعلم.

ومنه قوله تعالى: (والله أنبتكم من الأرض نباتا)، فأصل الكلام:

والله أنبتكم من الأرض إنباتا فنبتم نباتا، فلدينا فعلان: أحدهما متعد بهمزة التعدية وهو الفعل: أنبت، والآخر لازم وهو: نبت، ولدينا مصدران، مصدر الفعل المتعدي: أنبت، "إنباتا"، ومصدر الفعل اللازم نبت، "نباتا"، فحذف المصدر "إنباتا"، من الجملة الأولى لدلالة المصدر "نباتا"، في الجملة الثانية عليه، وحذف الفعل "نبتم" من الجملة الثانية لدلالة الفعل "أنبتكم"، في الجملة الأولى عليه، والله أعلم.

ومن الحذف أيضا:

الحذف في قوله تعالى: (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين)، فتقدير الكلام: ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال: إني لكم نذير مبين، فحذف فعل القول لدلالة ما قبله عليه، فالإرسال يدل على القول فلا يعقل أن يبعث ملك رسولا إلى ملك آخر، دون أن يحمله رسالة مكتوبة أو ملفوظة.

ومن ذلك أيضا:

قوله تعالى: (فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها)، بنصب "ناقة"، فسياق الكلام، للوهلة الأولى، يرجح رفع "ناقة"، لأنها أول جملة القول، ولكنها نصبت هنا على التحذير، كما أشار إلى ذلك القرطبي، رحمه الله، فتقدير الكلام: احذروا ناقة الله، أو: احذروا أن تمسوا ناقة الله بسوء، والله أعلم.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 02:27 م]ـ

بارك الله فيك يا مهاجر (مهاجرا لله) وزادك علما وفضلا وجزاك خيرا.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 02:28 م]ـ

بارك الله فيك يا مهاجر (مهاجرا لله) وزادك علما وفضلا وجزاك خيرا.

ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 03 - 2006, 01:23 ص]ـ

بسم الله

السلام عليكم

ومن ذلك أيضا:

قوله تعالى: (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى).

قال القاسمي رحمه الله:

(لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل):

أي من قبل فتح مكة، أو صلح الحديبية، على خلاف بين العلماء في المقصود بـ "الفتح"، وقاتل لتعلو كلمة الحق، ومن أنفق من بعد وقاتل في حال قوة الإسلام وعزة أهله، فحذف الثاني لوضوح الدلالة عليه، فإن الاستواء لا يتم إلا بذكر شيئين على أنه أشير إليه بقوله مستأنفا عنهم زيادة في التنويه بهم:

(أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا)

أي لعظم موقع نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم بالنفس، وإنفاق المال في تلك الحال. اهـ، بتصرف يسير، فتقدير الكلام:

لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ومن أنفق من بعد الفتح وقاتل، والله أعلم.

ومن ذلك أيضا:

قوله تعالى: (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون)، فالفاء هنا تسمى: "فاء فصيحة"، لأنها تفصح عن محذوف مقدر، فتقدير الكلام هنا: فلما ماتوا ثم بعثوا ثم عاينوا العذاب قريبا منهم سيئت وجوههم ................ ، فأفصحت الفاء عن أحوالهم قبل رؤية العذاب زلفى، واستغني عن ذكرها بالإشارة إليها بالفاء، والله أعلم.

ونظير ذلك قوله تعالى: (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده)، فتقدير الكلام: فلما ذهب الذي عنده علم من الكتاب، فأتى به ثم جاء ووضعه بين يدي سليمان صلى الله عليه وسلم، واستقر عرشها عنده قال: ................ ، والله أعلم.

ومن ذلك أيضا:

قوله تعالى: (أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين، يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون)، فللآية وجهان:

الوجه الأول: أن يقال بأن متعلق: (يوم يكشف) مذكور، وهو الآية قبله، فيكون تقدير الكلام: فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين، وليكن إتيانهم بهم يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود، وعليه فلا محذوف مقدر هنا، وهذا القول أولى لأنه لا يصار إلى تقدير محذوف إلا إذا تعذرت استقامة النص بدونه، والله أعلم.

والوجه الثاني: وهو الذي يلزم فيه تقدير محذوف مناسب، فيكون متعلق: (يوم يكشف)، محذوفا، ويكون تقدير الكلام: واذكر يا محمد يوم القيامة، وما به من أهوال، يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود ................. الخ، والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير