ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 03 - 2006, 04:53 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أيها الأغر الكريم، وردك إلى أحب بلاد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، مهبط الوحي، البلد الحرام، مكة المكرمة، شرفها الله وحفظها
ومن مواضع تقدير المحذوف المناسب:
قوله تعالى: (لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة):
سواء، في قراءة من رفع "بيع" و "خلة" و "شفاعة"، وهم الجمهور، على مذهب من يرفع الاسم الآتي بعد "لا النافية للجنس"، إذا تكررت، كقولك: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، برفع "حول" و "قوة"، فيكون " بيع": مبتدأ، وخبره: "فيه"، و "خلة" و "شفاعة" مبتدآن خبر كل منهما محذوف لدلالة خبر "بيع" عليه، فتقدير الكلام: لا بيع فيه ولا خلة فيه ولا شفاعة فيه، فاستغنى عن تكرار الخبر في الجملتين الثانية والثالثة لدلالة خبر المبتدأ الجملة الأولى عليه.
ومن شواهد هذا الوجه:
قول عبيد بن حصين الراعي:
وما هجرتك حتى قلت معلنة ******* لا ناقة لي في هذا ولا جمل
برفع ناقة وجمل.
فتقدير الكلام: لا ناقة لي في هذا ولا جمل لي في هذا، فحذف خبر المبتدأ الثاني لدلالة خبر المبتدأ الأول عليه.
وعليه نسج فريد عصره أبو الطيب المتنبي فقال:
بم التعلل لا أهل ولا وطن ******* ولا نديم ولا كأس ولا سكن
برفع أهل ووطن ونديم وكأس وسكن، وحذف أخبارها كلها، لدلالة السياق عليه، فتقدير الكلام: لا أهل موجودون ولا وطن موجود ولا نديم موجود ولا كأس موجود ولا سكن موجود، والله أعلم. بتصرف من "منحة الجليل" (2/ 14).
أو على قراءة أبي عمرو الشامي وابن كثير المكي، رحمهما الله، حيث بنيا "بيع" و "خلة" و "شفاعة" على الفتح في محل نصب، فأعملا لا النافية للجنس في كل مبتدأ، كقولك: لا حول ولا قوة إلا بالله، ببناء "حول" و "قوة" على الفتح في محل نصب اسم لا النافية للجنس.
فيكون تقدير الكلام: لا بيعا فيه ولا خلالا فيه ولا شفاعة فيه، بنصب الكل، وحذف خبر الجملتين الأخيرتين لدلالة خبر الجملة الأولى عليه، والله أعلم. بتصرف من "منحة الجليل" (2/ 10).
ومن ذلك:
قوله تعالى: (فأما من أعطى واتقى)، فأعطى: فعل يتعدى لنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر، كقولك: أعطى محمد زيدا درهما، فـ: "زيدا": مفعول أول، و "درهما": مفعول ثان، وفي الآية الكريمة، حذف، بالبناء للمفعول، المفعولان لدلالة السياق عليهما، أو للدلالة على عموم العطاء، والله أعلم.
وأما في قوله تعالى: (ولسوف يعطيك ربك فترضى):
فالمحذوف مفعول واحد، وهو الشيء المعطى، ليدل على عموم العطاء، أي: ولسوف يعطيك ربك من كل أوجه الخير حتى ترضى، والله أعلم.
وفي قوله تعالى: (حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون):
فالمحذوف هو المفعول الأول، وهو "المعطون"، بضم الميم وفتح الطاء، وهم المسلمون، وتقدير الكلام: حتى يعطوكم الجزية عن يد وهم صاغرون، وحذف المفعول الأول لدلالة السياق عليه، فالجزية تؤخذ من أهل الكتاب لتعطى للمسلمين، والله أعلم.
مستفاد من شرح ابن عقيل رحمه الله، (2/ 52).
ومن ذلك قوله تعالى: (وإن أحد من المشركين استجارك)
فالاسم الواقع بعد إن، فاعل لفعل محذوف وجوبا يفسره الفعل المذكور بعده، على مذهب جمهور البصريين، وتقدير الكلام: وإن استجارك أحد من المشركين، خلاف الكوفيين، الذين يقولون برفع الاسم الآتي بعد "إن" بنفس الفعل المذكور بعده، فلا محذوف مقدر، وعليه يكون الفاعل متقدما على فعله، والله أعلم
وما قيل في "إن" يقال في "إذا"، ومنه قوله تعالى: (إذا السماء انشقت)، فتقدير الكلام: إذا انشقت السماء، فيلزم تقدير فعل محذوف للفاعل "السماء"، يدل عليه الفعل المذكور بعده، والله أعلم
مستفاد من شرح ابن عقيل رحمه الله، (2/ 66).
ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 04:50 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
¥