مستفاد من "أوضح المسالك، شرح ألفية ابن مالك"، لابن هشام الأنصاري، رحمه الله، ص66، وشرح الشيخ الدكتور عبد الغني عبد الجليل، حفظه الله، لنفس الكتاب.
ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 03 - 2006, 03:22 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ومن ذلك أيضا:
قوله تعالى: (وخضتم كالذي خاضوا)، فمن أحد تخريجات هذه الآية:
أن "الذي" صفة لموصوف محذوف، وصلة "الذي"، أي جملة الصلة التي تأتي بعده، محذوفة، فيكون تقدير الكلام: وخضتم كالخوض الذي خاضوه، فلدينا 3 أركان:
الموصوف: وهو محذوف، وتقديره: "كالخوض".
والصفة: ويمثلها الاسم الموصول "الذي"، وهو مذكور.
وصلة الموصول "الذي": وهو محذوف وتقديره: (خاضوه)، جملة من فعل ماض وفاعل، واو الجماعة، ومفعول، هاء الغائب، والله أعلم.
بتصرف من "منحة الجليل"، (1/ 134).
ومن ذلك:
قوله تعالى: (ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن)، على قراءة من ضم: "أحسن"، فيكون تقدير الكلام: تماما على الذي هو أحسن، على مذهب الكوفيين، حيث أن جملة صلة الموصول "الذي"، هنا جملة قصيرة تتكون من كلمتين: مبتدأ "هو"، وخبر "أحسن"، وعندهم أنه يجوز حذف صدر الصلة، أي مبتدأها، وإن لم تطل الجملة مع غير "أي"، وعليه حذف الضمير "هو" من جملة الصلة، وأما البصريون فلم يجيزوا ذلك مع غير "أي"، ما لم تطل الصلة، أي تكون جملة طويلة، والله أعلم.
بتصرف من "منحة الجليل"، (1/ 139).
ومنه قوله تعالى: (ذرني ومن خلقت وحيدا)، فتقدير الكلام: ذرني ومن خلقته وحيدا، فحذف العائد على الموصول "من"، في جملة الصلة، وهو "هاء الغائب"، لأنه نصب بفعل تام "خلق".
وكذا في قوله تعالى: (أهذا الذي بعث الله رسولا)، فتقدير الكلام: أهذا الذي بعثه الله رسولا، فحذف العائد على الموصول "الذي"، في جملة الصلة، وهو "هاء الغائب"، لأنه نصب بفعل تام "بعث"، والله أعلم.
بتصرف من "منحة الجليل"، (1/ 142).
ومنه قوله تعالى: (فاكهين بما آتاهم ربهم)، فلها تقديران:
أولا: فاكهين بالذي آتاهموه ربهم، فحذف عائد الصلة "هاء الغائب الثانية"، لأنه نصب بفعل تام متعدي لنصب مفعولين وهو الفعل: "آتى"، والمفعولان هما: "هم"، هاء الغائب الأولى الدالة على جماعة الذكور، وهاء الغائب الثانية الدالة على المفرد الغائب.
والتقدير الثاني: فاكهين بالذي آتاهم إياه ربهم، ففصل المفعول الثاني، وحذفه، لأن هذا الموضع من المواضع التي يجوز فيها وصل الضمير، كما في التقدير الأول، أو فصله، كما في هذا التقدير، لأنهما مفعولان لفعل تام متعد لنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر، وكلاهما في درجة واحدة من التعريف، فهما من الضمائر الدالة على الغائب.
ومثله: قوله تعالى: (ومما رزقناهم ينفقون)، فلها تقديران كالآية السابقة:
التقدير الأول: ومن الذي رزقناهموه ينفقون، فحذف عائد الصلة "هاء الغائب الثانية"، لأنه نصب بفعل تام متعدي لنصب مفعولين وهو الفعل: "رزق"، والمفعولان هما: "هم"، هاء الغائب الأولى الدالة على جماعة الذكور، وهاء الغائب الثانية الدالة على المفرد الغائب.
والتقدير الثاني: ومن الذي رزقناهم إياه ينفقون، ففصل المفعول الثاني، وحذفه، لأن هذا الموضع من المواضع التي يجوز فيها وصل الضمير، كما في التقدير الأول، أو فصله، كما في هذا التقدير، لأنهما مفعولان لفعل تام متعد لنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر، وكلاهما في درجة واحدة من التعريف، فهما من الضمائر الدالة على الغائب، والله أعلم.
بتصرف من "منحة الجليل"، (1/ 144).
ومنه قوله تعالى: (أين شركائي الذين كنتم تزعمون)، فتقدير الكلام: أين شركائي الذين كنتم تزعمون أنهم شركائي، فحذف عائد الصلة: "هم" في "إنهم"، وحذف الحرف الناصب له "إن"، وحذف خبرها: "شركائي"، فحذف جملة كاملة تتألف من ناسخ واسميه، والله أعلم.
بتصرف من "منحة الجليل"، (1/ 144).
وقد استشهد الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، رحمه الله، بقول كثير عزة:
وقد زعمت أني تغيرت بعدها ******* ومن ذا الذي يا عز لا يتغير
ولم يبدو لي وجه الاستشهاد هنا، فهل من شارح كريم.
وجزاكم الله خيرا
ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 03 - 2006, 04:43 ص]ـ
بسم الله
¥